مفكرون

Johnny B. Good | دروس في المنطق: الإرهاب في مفهوم العقاب

دروس في المنطق:

الإرهاب في مفهوم العقاب الإهي

نشرت صديقة الفكر والالحاد منشور صورة قرأنية في احدى مجموعات الفيس بوك العلمانية عن سورة الحاقة الاية 30 الى 39 لترجعني في ذكرياتي الى دروس القرأن بمدرسة دينية في السعودية وتحسست راحة يداي لأتذكر الضرب بالعصا عليهن وهن على احمرار حين اخفقت في فهم تفسير الايات المذكورة. كانت عيني تدمعان من الالم والإهانة ومدرس القرأن الإرهابي رافع العصا ينتظر مني لأفتح كف يدي. هذ مقطع من مقاطع الإرهاب التدريسي في دول الذين امنوا في منتصف السبعينيات.

وارجع اليوم لأتذكر ان هذه الاية " خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون" ليس إلا إرهاب إلاهي يأمر اتباعه بممارسة نفس الإرهاب وهذا ما طبق علي وعلى زملائي في الصف الدراسي.

نعم، كبرت وفهمت وادركت معناها لأعلم بأن هذا "الإله" المتناقض في صفاته ليس إلا إرهابي في تخويفه للبشر وليس رحمن رحيم وغفور وشفيع كما واوهمونا منذ الطفولة, او ربما كاتب القرأن اصطف الكلمات لتتناسب مع السجع وتخويف اتباعة لإطاعتة كنائب او السكرتير الاول لهذا الإله. وهذه الإيات الإرهابية تتشابه بما جاء في كتب اليهود الدينية (التلمود) من عذاب وحرق وتسحيل وغيرها من الكلمات التي ترجف الابدان حين تقرأها او تسمع عنها. فما بالك عن ما يجري للاطفال وما سيتعلموه من توصيات وأوامر ربهم.

فحين رجعت لأقراء التفاسير وجدت ما لا يصدقه العقل ويطاق وسأختصره بأقتباس من ما جاء في التحرير والتنوير:
" خذوه " مقول لقول محذوف موقعه في موقع الحال من ضمير فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ، والتقدير : يقال : خذو. ومعلوم من المقام أن المأمورين بأن يأخذوه هم الملائكة الموكلون بسوق أهل الحساب إلى ما أعد لهم. والأخذ : الإمساك باليد.

وغلوه : أمر من غله إذا وضعه في الغل وهو القيد الذي يجعل في عنق الجاني أو الأسير فهو فعل مشتق من اسم جامد ، ولم يسمع إلا ثلاثيا ولعل قياسه أن يقال غلله بلامين ؛ لأن الغل مضاعف اللام ، فحقه أن يكون مثل عمم ، إذا جعل له عمامة ، وأزر ، إذا ألبسه إزارا ، ودرع الجارية ، إذا ألبسها الدرع ، فلعلهم قالوا : غله تخفيفا ، وعطف بفاء التعقيب لإفادة الإسراع بوضعه في الأغلال عقب أخذه.
و "ثم" في قول "ثم الجحيم صلوه" للتراخي الرتبي لأن مضمون الجملة المعطوفة بها أشد في العقاب من أخذه ووضعه في الاغلال. وصلى : مضاعف تضعيف تعدية ؛ لأن صلي النار معناه أصابه حرقها أو تدفأ بها ، فإذا عدي قيل : أصلاه نارا ، وصلاه نارا .
و"ثم" من قوله "ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه" للتراخي الرتبي بالنسبة لمضمون الجملتين قبلها, لأن مضمون " في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا" أعظم من مضمون "فغلوه".
ومضمون ( فاسلكوه ) دل على إدخاله الجحيم فكان إسلاكه في تلك السلسلة أعظم من مطلق إسلاكه الجحيم. ومعنى ( اسلكوه ) : اجعلوه سالكا ، أي داخلا في السلسلة وذلك بأن تلف عليه السلسلة فيكون في وسطها ، ويقال : سلكه ، إذا أدخله في شيء ، أي اجعلوه في الجحيم مكبلا في أغلاله.
والغسلين : بكسر الغين ما يدخل في أفواه أهل النار من المواد السائلة من الأجساد وماء النار ونحو ذلك مما يعلمه الله فهو علم على ذلك مثل سجين ، وسرقين ، وعرنين ، فقيل إنه فعلين من الغسل ؛ لأنه سال من الأبدان فكأنه غسل عنها . ولا موجب لبيان اشتقاقه.

يا له من رب الرحمة والعاطفة والإنسانية والتسامح.

Mazzin Haddad, 08/04/2020 Michigan / USA


Johnny B. Good

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى