مفكرون

#مقتطفات من كتابات د/سيد القمني :-…


#مقتطفات من كتابات د/سيد القمني :-

لازلنا نصر على التعامل بعُملة الماضي الذى غادرته الدنيا، وتركتنا نقف في منزله بين المنزلتين: منزلة الإنسان الواقف على قدمين، ومنزلة الإنسان المتحضر، فأصبحنا حفريات حية ستؤول إلى الانقراض حتما، إن لم تأخذ خطى سريعة وحاسمة للتكيف مع الواقع الجديد والوصول ولو إلى بداية الإنسان المتحضر، واللحوق بذيل العالم المتقدم.
آلاف السنين من الإبداع العبقري الذي تزين به كوكب الأرض ولم تزل الإنسانية تفخر به بين مجموعتنا الكوكبية، أصبح تاريخ أمم سابقة حكموا مصر كالفرس والروم. أما الحقبة القبطية فهي ذلك الساقط دوما عن عمد وقصد وسبق إصرار وترصد، لإيجاد مسافة زمنية وقطيعة تاريخية بين الزمن الفرعوني والزمن العربي ، لإثبات النظرية المأثور ة الشريرة والمضحكة معا، التي تريد تأكيد أن المصري القديم انتهى كجنس وعرق من التاريخ ، وظلت مصر فراغا بلقعا حتى جاءها العرب النجباء واستوطنوها كشعب بعد أن أخرجوا الروم منها ، وأننا اليوم أخلاف هذا العرق الجديد وحده.
أن العربية جزء من ثقافة مصر وهويتها، لكنها ليست كل تاريخها. وأن لنا مصالح مشتركة مع بقية الدول العربية الشقيقة، لكن لا ينبغي بسبيل ذلك إسقاط الثقافات الأخرى الممتدة لمصر عبر تاريخها الطويل. لأن سيادة الثقافة العربية وحدها يعنى أننا نمارس صهيونية عربية لا تقل رداءة وفساداُ عن الصهيونية الإسرائيلية. نمارسها مع أنفسنا وهذا أنكى مما فعلته إسرائيل معنا، فهل من مستمع فيك يا وطن؟ وهل أفاق أهل الحكم ليبدؤوا بزرع الانتماء إلى الوطن الأم أولا
وهلا أعدنا النظر في مسلمات شريرة كان القصد منها إلغاء مصر القديمة والقبطية من التاريخ حتى نتعامل مع تاريخها القديم باعتباره تاريخ أمم حمقاء جاحدة كالفرس والرومان، ولنأخذ منه فقط العبرة عن شعوب عاصية أفناها الله تمهيداً لزرع أهل الإسلام محل أهلها؟

من موضوع مسلمات أهل الكهف الصادر في فبراير 1998 سلسلة الكتاب الذهبي روز اليوسف
_سيد_القمني
#ادمن يوسف


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى