كتّاب

قرأنا الليلة لساعة كاملة من كتاب “على مقام الصبا” على تويتر، وغداً سنقرأ في المو…


قرأنا الليلة لساعة كاملة من كتاب “على مقام الصبا” على تويتر، وغداً سنقرأ في الموعد نفسه – العاشرة بتوقيت مكة- حتى ننتهي من الكتاب.

ومما قرأناه الليلة:

صاحبَ عليّ الرسولَ في حياته ولم يتعلم منه فضيلة التواضع. كان تعاليه على الناس، على المهن، وعلى رفاقه سبباً وجيهاً لنأي الناس عنه. لحظةُ اختيار عثمان بن عفان خليفة لعُمر تكشف جانباً من موقف الصحابة تجاه الشاب الذي سيعيش حتى آخر عمره معتقداً أن الله اختار بني هاشم لنقاء عرقي فيهم. يعيش معهم، وحين يختلفون عنه أو معه يفاجئهم بما لا يعرفونه. فعند النسائي أنه قال “والذى فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمّي إليّ، أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق” . احتكر لوحده هذه الأفضلية، والمنافق ليست نعتاً بقدر ما هي حكماً بالنار “خالداً مخلداً فيها”. إزاء عليّ لا خيار ثالث: إما أن تحبّه، بكل ما تعنيه المحبة من استسلام وخضوع، أو أن تبغضه. في الحالة الأخيرة يصيبك النفاق، وهي ورطة قد تجعل دمك هدراً كمنافق تمثل حياته خطراً على مجتمع المسلمين.

حديث كهذا يجعل من عليّ عنصراً رئيساً داخل نظام العقيدة، يرتقي إلى درجة الحج والزكاة. أورد النسائي الحديث، ما يعني أن إمكانية خروج تلك الكلمات من فم أبي الحسن عالية الاحتمال. لماذا سيحصل على هذا الامتياز المجاني داخل منظومة عقائدية تحرص ليل نهار على القول إن الناس سواسية؟ وما حاجته إلى الحلِفان وهو يروي الحديث؟ لم يكن الصحابة يمهدون لأخبارهم ورواياتهم بالحلف بالله. أكان عليّ يتشكك في تصديق الناس له؟ ربما. أكان بحاجة لهذا الحديث الذي لم يسمعه غيره، ولم يروه سواه؟ لا بد وأن عزلته آلمته، وأن تجاهل الناس لمغامراته قد دفعه إلى أضيق الأماكن وأضيعها، فراح يتشبث بكل شيء وأيّ شيء. وليس غريباً أنه إنما فتح صندوق مناقبه واستخرج ما فيه، كالحديث آنف الذكر، وقد صار في الكوفة. هناك حيث لا يعرف أحد شكل النبي، ولا حتى كيف تبدو المدينة. لماذا كتم عن أهل المدينة تلك الأحاديث، وادّخرها ليخبر بها أهل العراق؟ أعني ماذا لو تلفظ بها أمام عائشة، عُمر، ابن عوف، ابن عُمر وسواهم؟

في منهاج السنة يرد ابن تيمية على من قال إن الفقهاء كانوا يلجأون إلى علي. يقول ابن تيمية: إن هذا كذباً بيناً. أهل المدينة لا يكادون يأخذون بقول علي، بل أخذوا فقههم عن الفقهاء السبعة، عن زيد وعمر وابن عمر ونحوهم . في موطن آخر في منهاج السنة يقرر ابن تيمية أن كثيرين من أهل المدينة لم يكونوا يحبّونه. وهو ما سيردده المجلسي في بحار الأنوار محيلاً الأمر إلى رغبة أهل المدينة في حرمان آل بيت النبي من حقّهم. هناك صورة حيّة لعليّ، صورة الرجل العادي الذي يريد أموراً أكبر من إمكاناته، وينتظر من النّاس تقديراً في غير محلّه. فلم يكن بالقائد العسكري الـمُلهم، لا السياسي صاحب التجربة العميقة، ولا الشاعر العبقري.

الرجل الذي يحمل اسم “علي” كان متعالياً، ولم يكن يفعل شيئاً، وقد انفرد دوناً عن كل أصحاب النبي بأحاديث تمجده شخصياً. الأمر الذي جعل كل المحدثين يأخذونها عن لسانه ويفردون لها باباً أسموه مناقب علي. الحديث، في النهاية، خبر وإسناد. ومادام الرجل المعروف بقربه من النبي هو من يروي فلتوضع روايته في الكتب كما هي. والآن نتساءل: تلك كانت المدائح، فأين الأفعال التي تسندها؟ يذهب الجاحظ بعيداً جداً في مواجهته لأكذوبة المناقب، يخترق طفولة علي ويصوّرها على نحو بديع . يخلص الكاتب الأشهر إلى القول: لقي القوم من الجهد والخوف والذل والتطراد والضرب، ولم نسمع لعلي في ذلك ذكراً.

للجاحظ استخلاصه المهيب في تلك المسألة:
عاش عليّ في قريش لا طالباً ولا مطلوباً.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫25 تعليقات

  1. ما أغباكم وما أكذبكم .. كم تحبون التدليس !!!

    صحيح البخاري كتاب التفسير. | سورة البقرة. | باب قوله : ما ننسخ من آية أو ننسأها.
    4481 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ، وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ، وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ ؛ وَذَاكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ : لَا أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا.

  2. لماذا لا تصرح بمعتقدك الخاص هذا الكلام دليل صريح لضرب صاحب الرسالة النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم لان علي تربية النبي محمد….ضرب الاسلام بهذه الطريقة الفجة والعقل السطحي واضحة جدا القصد منها ضرب الاسلام وليس علي بن ابي طالب عليه السلام علي بن ابي طالب هو الصورة الاكمل لتعاليم الاسلام بهذه اللغة الفجة لغة الشارع لا يناصرها الا من كان خرج من بيئة موبوئة غير نضيفة ترى الحق باطلا والباطل حقا ولغة تقدس المنافقين وتنتقد الخلص من المؤمنين….؟؟؟!!!!

  3. لا تتوقع ان يصدقك الناس وانت الذي لا تصلي صلاتهم ولا تستقبل قبلتهم
    ما قد شفنا لك صورة تطوف بالبيت حجاً او عمرة حتى تطلب من الناس اتباعك في دين انت لا تدين به

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى