كتّاب

فى موضوع الخظاب الدينى فى التعليم، والآيات القرآنية فى اللغة…


فى موضوع الخظاب الدينى فى التعليم، والآيات القرآنية فى اللغة العربية
القضية والحل: (1 من 2)
منذ آن أعلن أن الرئيس طلب حذف الآيات القرآنية من كتب اللغة العربية، قامت الدنيا ولم تقعد فهناك من هلل واعتبرها خاتمة المطاف ” كفتح عكا”، وهناك من طالب بوضع آيات من الإنجيل بجوار آيات القرآن، ومن طالب بكتاب واحد “للدينين” الأسلام والمسيحية، وفى الحقيقة أن هذا كله كلام غير صحيح ولا ينطلق من فهم حقيقي للمشكلة ولحلها بطبيعة الحال
فالحقيقة أن المشكلة ليست فى الآيات القرآنية فى اللغة العربية فقط، فالآيات والأحاديث فى اللغة العربية وغيرها من مواد، والأمر أبعد من هذا بكثير فقد بدأ الخطاب الدينى فى التعليم منذ سلم السادات عقل البلد للإخوان باتفاق مشبوه مع أمريكا والسعودية، فراحو يتوغلوا فى الاقتصاد والجمعيات الشرعية والنقابات والتعليم، مع عودة المعلمين الذين أعيد ترتيب ادمغتهم وفق الرؤية السلفية المتطرفة من بلاد النفط، وهؤلاء المدرسين الصغار بمرور السنوات أصبحوا هم المفتشين والموجهين والمديرين ومستشارى المواد طبعا فى غيبة تبنى الدولة لأى مشروع تنويرى فى التعليم، يتبنى قيم المواطنة والإنسانية وحرية العقل
وهكذا تقررت كتب الشعراوى على الطلاب، بما فيها من ترهات وتطرف، وفى كتب التاريخ انتقلت مصر بقدرة قادر من مصرع كليوباترا 30 ق م، لفتح عمر والإسلامى 639 م، متجاهلة سبعة قرون مجيدة من تاريخ المسيحية فى مصر، وأصبح المناخ المدرسي مناخ دينى متطرف اجبرت فيه بنات المدرسة الابتدائية على التحجب، وأهينت الفتيات التى تذهب للمدرسة بشعرها، وقام معلمون بقص شعر الفتيات فى الطابور، ورفضت إدارة تعليمية تسمية مدرسة باسم شهيد مسيحى، ودخل معلمين مسيحيين فى قضايا لأن الإدارة التعليمية ترفض منحهم ساعتين “تأخير” لصلاة الأحد فى الكنيسة، وهو الأمر المقرر قانونا من سنة 1954، وتحولت حصص العلوم لحصص عذاب القبر والثعبان الأقرع، وفشل وزراء التعليم المتعاقبين فى منع المنقبات من التدريس
وأصبحت الأنشطة دينية متطرفة فالمسرحيات لا يمكن ان تكون عن ثورة 19 او سعد زغلول او عبد الناصر، وانما عن ذات النطاقين وعقبة بن نافع واسامة بن زيد والمحاضرات عن التربية فى الاسلام والقراءة فى الإسلام، والرياضة فى الإسلام، وفى العيد الكبير يتعلم الأطفال كيفية ذبح الخروف على دمى تكثر ساعتها فى الشوارع
طبعا كل هذا يحدث منذ نحو أربعين سنة تحت سمع الوزير والوزارة وبصرهم، الذين يرحبون اليوم بتوجيه الرئيس
هذه هى المشكلة، فكيف يكون الحل؟؟ سيكون هذا موضوع المقال التالى
ملحوظة صغيرة: أرجو أن لا يزعل واحد من أصدقائي المعلمين.. لأنني اعرف منهم من يستحق أن تبوس الناس يده وعقله.. أنا اتحدث عن ظاهرة وواقع عام
يسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى