كتّاب

مولد النبى ومشاوير البهجة…


مولد النبى ومشاوير البهجة
منذ نحو ستين سنة ومع اقتراب المولد كانت “ستى” تصحبنا، الأطفال من إخوتى نحو خمسة – بنت وأربع صبيان، إلى عم حسن الجندى، لتشترى هى للبيت سمسمية وحمصية وقطع الملبن وجوز الهند، ونتقدم نحن حسب ترتيب أعمارنا الأكبر فالأصغر لننظر إلى الرف القابع فوقه الحصان أو الجمل والعروسة الحلاوة وعليهم أوراق القصدير الملونة وخيوط ملونة ايضا من الحلوى وتعلق به علم الإمبراطورية العثمانية الأحمر، وعلم المملكة المصرية الأخضر ذو الهلال والثلاث نجوم، أضيف بعد ذلك أشكال جديدة كالطائرة أو سفينة أو واجهة المسجد ترتفع فوقه مأذنتين، وكنا نراهن على الأخ الأكبر ليدخل “على طمع” ويختار حصانا كبيرا، لأننا بطبيعة الحال بعده سنحصل على أحصنة أقل فأقل، ولم يكن بمقدورنا أن نخل بهذا النظام، “فزغرة” واحدة من ستى كانت كفيلة بتنبيهنا إلى مغبة الطمع أو التذمر
لا أعرف على الرغم من ضيق ذات اليد كيف كان أهلنا يملكون كل هذا الوعى فيدخلوا علينا البهجة ويعززوا فى نفوسنا فى نفس الوقت قيمة التراث والاستمرار والثقافة المصرية عميقة الجذور
ونعود بحملنا الغالى والمحبوب إلى البيت ونتفنن فى تعليقة ليكون ظاهر لنا وبعيدا فى نفس الوقت عن متناول الأطفال والنمل، فوق الدولاب.. أوعلى رف الراديو أو فوق الأجزخانة، ننزلهم لنلهو بهم ونقارن بينهم بعض الوقت، ثم نعيدهم، وطبعا يكون كل منا شديد الحرص على حصانه، وشديد الخشونة فى التعامل مع أحصنة إخوته، لعله تنكسر من قاعدته قطعة فنقسمها بيننا سكرا حلوا لذيذ الطعم، أما إذا طال الكسر رأس الحصان أو طال الفارس الذى يمتطيه، وقاعدته التى يقف عليها، هنا يفقد الحصان قيمته وتسارع أمى لتحويله مع النشا والحليب .. إلى طبق لذيذ هائل من المهلبية، يكون لصاحب الحصان منه نصيب الأسد.. انتظارا لحصان آخر تنتهى مدة خدمته
يسعد أوقاتكم


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى