توعية وتثقيف

خلاصة الإبريز فى طرائف العواجيز…


خلاصة الإبريز فى طرائف العواجيز

يتسم الرجال العواجيز بصفتين – أولاهما هي تفضيل الكلام على الإنصات، وثانيتهما هي النسيان. ويؤدى هذا إلى أن الرجل العجوز قد يحكى لك حكاية قد حكاها لك من قبل … ربما عدة مرات. العواجيز الآخرون يتظاهرون بالإنصات، إما لأنهم قد نسوا الحكاية، أو لأنهم لم يعيروها إنتباهاً فى المرات السابقة على أي حال. لكن السبب الأرجح هو أنهم يريدون أن يحفظوا حقهم فى المعاملة بالمثل عندما يجيئ دورهم فى الكلام.

وهناك نوع من العواجيز إذا أنصت لك فهو لا ينصت لأنه مهتم بكلامك أو يجده مفيداً أو حتى مسلياً. بل هو ينتظر على أحر من الجمر اللحظة التى تنهى فيها كلامك (أو تتوقف لتلتقط أنفاسك،) ليقفز هو إلى الساحة ويخطف منك “الميكروفون”.

(الطريف فى الأمر أننى ربما كتبت تعليقاً عن هذا الموضوع من قبل. لكنى لا أذكر أين ومتى ولا ماذا قلت. )

يتسم العواجيز أيضاً بصلابة الدماغ وإرتخاء كل شيئ آخر. وفيما يتعلق بالنقطة الأخيرة هم ينقسمون إلى نوعين: نوع يعترف بهذا، والنوع الآخر يُنكِره. والذين ينكرون يفعلون ذلك من باب العنترة (bravado)، لكنهم فى السرِّ يشتكون لأطبائهم. شكى أحدهم مرة لطبيبه من عدم القدرة على أداء واجباته، فقال له الطبيب: “سنّك ٨٠ سنه، وهذا أمر طبيعي”. إعترض العجوز: “جارى سنه ٨٥ ويقول إنه مثل الحديد.” ردَّ الطبيب: “لا بأس. قُلْ أنت أيضاً نفس الشيئ!”

كل عجوز لديه ‘منغِّص مفضَّل (pet peeve)’ يثير حنقته على وجه خاص. بالنسبة لى ‘منغصى المفضل’ هو ترامب، فأنا لا أتعب من نقده ولا أكِلُّ عن هجائه. و سأفعل ذلك حتى فى هذه المقالة التى لا علاقة له بها سوى أنه أيضاً رجل عجوز. (وكلمة ‘رجل’ هنا مستعملة مجازاً.)

يعتقد البعض أن الإنسان يصبح أكثر حكمةً عندما يتقدم فى العمر. وهذا إعتقاد لا أساس له من الصحة. الحقيقة هي أن الإنسان تتكثف صفاته – الحكيم يصبح أكثر حكمة، والتافه يصبح أكثر تفاهة. خذ ترامب على سبيل المثال – يقضى الرجل (وعمره ٧٥ سنه) قدراً معتبراً من الوقت كل يوم وهو يلصق بضعة شعيرات وراء أذنيه كما فى الصورة المرفقة، (ربما لأنه يعتقد أن هذا يجعله جذاباً.) أما صديقه رودى چوليانى (٧٧ سنه) فينتف حواجبه ويصبغ شعره بصبغة سوداء رخيصة تسيل على جبينه عندما يعرق. هل تعرف شخصاً ذا قيمة يفعل مثل هذه الأمور الهائفه؟

هذه بعض النوادر التى نعرفها عن الرجال العواجيز، وهناك غيرها كثير.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫15 تعليقات

  1. تولستوي تعلم ركوب الدراجات وهو في سن التسعين. المسألة ليست بالعمر كرقم بل بالإحساس به. متعكم الله بطول العمر والصحة والسلام. وعيد ميلاد مجيد عليكم وعلى أحبائكم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى