قضايا المرأة

مرة أخرى نعود لموضوع العائلة، وبرّ الأباء والأبناء ولكن هذه المرة في مسلسل #الصن…


مرة أخرى نعود لموضوع العائلة، وبرّ الأباء والأبناء ولكن هذه المرة في مسلسل #الصندوق_MysteryBox

من خلال هذه الدراما نتعرّض لعائلات أبطالنا الثلاثة (يوسف – نور – ياسين)، تختلف ملامح حياتهم ولكنهم اتحدوا في كونهم طلبة جامعيين عالقين في الدراسة بسبب الحفرة العميقة المعتادة التي تنشأ بين الأبناء وآبائهم وأمهاتهم بداية من الصغر، ويتم اكتشافها في سن المراهقة …

حفرة نشأت بسبب انقطاع التواصل وقنوات الاتصال بين الأطراف، هناك على الطرف الأيمن شباب غاضب حانق، مصاب بالخذلان والإحباط من أقرب الناس إليه، ويجدون صعوبة أن يحكوا بصدق عما تحمله صدورهم خوفًا من الاستهزاء والعقاب الذي يختلف بإختلاف عقلية الأب والأم…

وعلى اليسار نرى العائلات تقف خائبة الرجاء في أبنائها وبناتها، يشعرون بالخوف عليهم لدرجة الهلع، يلاحظون الهوّة بينهم تزداد اتساعًا، يقفون أمام طلاسم لغة أبنائهم كأنهم فضائيين أتوا للأرض توًا، كمن تقبع بين أيديهم قـنبـ.لة على وشك الإ.نفـــ.جار.

معضلة يواجهها الجميع تقريبًا، وتقف الدراما حائرة لا تعرف كيف يمكنها تقديم شكل واقعي ولطيف لعائلة سوية، فوقعت الدراما لسنين طويلة في ترديد “أياكم وعقوق الوالدين لأنه نار لكم في الدنيا والآخرة”، فيُظهرون الأبناء والبنات بصورة كريهة، لا يريدون سوى الإيذاء، لنتهي حياتهم مع الحلقة الأخيرة إما بالرجوع لله وتقبيل يد الأب والأم عن كل ما حدث ويحدث وسيحدث، أو يموتون ككلاب جرباء.

ليجد الأبناء والبنات أنفسهم محاصرين من كل إتجاه، لا أحد يحكي عن الأب الذي يتنصّل من واجباته ويترك عائلته في مهب الريح، ويمارس الترهيب عليهم، أو تلك الأم التي تمارس الإبتزاز العاطفي لكي تحصل على ما تريده وتحلم به، فلا وجود لحق الأبناء ههنا..وهو ما تطرق له مسلسل #الهرشة_السابعة هذا العام في رمضان مع شخصية “سلمى” التي كانت تحاول التعافي من إيذاء أبويها وبناء حياة وعائلة من جديد.

يعرض لنا مسلسل #الصندوق سيطرة وتحكم والدة “نور” لدرجة أنها استولت على جواز سفر ابنتها لحجز ميعاد مع السفارة الكندية للهجرة رغم اعتراض ابنتها مرارًا وتكرارًا وتعبيرها عن رغبتها أن تظل في بلدها مصر، مواجهة الأبنة مع الأم كانت محزنة للغاية، فالفتاة تحاول أن تصف للأم أن الفراغ الذي تراه عليها ليس سوى انشغالها الدائم بالهروب منها ومن تحكماتها في كل تفاصيل حياتها.

والأب الغاضب دائما من ابنه “يوسف” لا يُعبر عن مخاوفه من المستقبل ولا مشاعره، فكل ما يظهره هو السخط من “كل سلوكيات” ابنه، وأنه مثال للفشل يمشي على قدمين، لم يتوقف للحظة ليُجيب ابنه على سؤال هام عن المبادئ.

وأخيرًا أم “ياسين” المريضة في المراحل الأخيرة من السرطان التي انفجرت فجأة في وجه ابنها المتسائل عن كلامها الغاضب له وعدم رغبتها أن يصاحبها للخروج خوفًا عليها من التعب، لنجد سرطان الأم لم يكن خلل في الخلايا، بل كان الصمت … فهي لسنوات لم تتكلم أو تعبر أو لم تطلب الإهتمام والمساعدة .. رأت تعامل أولادها ما هو إلا “تقضية واجب” لأن “الإهتمام مابيطلبش”.. كانت ترى ضعفها وتمكّن المرض منها والظروف يومًا بعد يوم صورة للخذلان من أبنائها .. كانت سترحل عن الدنيا محملة بالكلمات حتى الموت.

معضلة علاقة الأبناء بآبائهم وأمهاتهم ستظلّ دائمًا مثيرة للتساؤل والحيرة ومحاولات العلاج، لكننا نتفاءل حينما تتناول الدراما أشكال أخرى جديدة وأكثر واقعية لها، في مواقف نعيشها يوميًا.

كتابة: أمنية إبراهيم

#مرصد_دراما_رمضان
#رمضان_2023
#قسم_السينما_والدراما
#سوبروومن


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى