كتّاب

إلي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب :…


إلي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب :
قد علمنا يا شيخنا الجليل بأن هيئة المحكمة الموقرة قد أجلت الحُكم في قضية الطفل شنودة إلي شهر فبراير المُـقبل لحين حُكم لجنة من الأزهر الشريف في هذا الأمر، وأكتب إليك هذا لشخصك ولصفتك كـكبير لأئمة المُسلمين، فأعرف عنك يا فضيلة الإمام بأنك مُتسع القلب ومُنفتح الفكر وتُمثل الإسلام الوسطي المُعتدل في كل القضايا والمواقف الصعبة، فـقضية الطفل شنودة التي وقع فيها الإحتكام لرأيكم الذي حتمًا سنحترمه ونتقبله إن كُنتم ترون أن ذلك من العدل وفي مصلحة الوطن والمُجتمع وفي صالح مُستقبل الطفل الذي وجدوه زوجين لم يُنجبا داخل كنيسة فتبنوه ووفرا له حياة كريمة وإنسانية عكس التي يعيشها تمامًا الآن، فهذا الطفل الضحية المسكين الذي يعيش في ألم ومعاناة أوصلت لمُعالجته نفسيًا بعد فقدانه لأبواه الذين ربياه مُنذ أن كان قطعة لحم حمراء إلي أن بلغ أربعة سنوات من عمره، وكُل ما يتعرض له ويمُر به هذا الطفل البريء ليس من الدين أو الإنسانية أبدًا، فالقضية أكبر بكثير من قيام معركة وحرب من أجل أختيار دين الطفل الذي لا يُدرك أي شيئًا مما يحدث له، فهو لن يُزيد المُسلمين أو ينقص المسيحيـين، ولكن ننظر إلي هذه القضية بإنسانيتنا التي تُجمعنا بعيدًا عن أي دين، فالحفاظ على طفل من دمار وإنهيار نفسي وضياع مُستقبلي أهم بكثير من الديانة التي لم يختارها وتُنسب إليه، فالحرية الدينية حق مشروع ومكفول لأي إنسان على وجه الأرض، وإن كبر وعاش في أسرة مسيحية وأراد الإسلام أو أي دين بعد بلوغه سن الرشد لن يمنعه أحد من ذلك، فالقضية ليست مُسلم أو مسيحي بل في النهاية هي قضية إنسان، فأخاطبك يا فضيلة الإمام بإعتبارك أب وشيخ وقور ليس للمُسلمين فقط بل لكل المصريـين، فـفضيلتك قيمة وقامة كبيرة ورمز مصري نعتز به جميعًا، أخاطبك بغريزة الأبوة التي تفيض منك ونلتمسها فيك، بأن تنظر بعين الشفقة والرأفة إلي هذا الطفل الذي يتألم ويتعذب لبُعده ونزعه من حضن أبواه، وأيضًا أبواه الذين يتألموا ويتعذبوا وابنهم بعيد عن حضنهم،
فهذه المشاعر الحارة والمُلتهِبة لا يُقدرها إلا إنسان سوي وذو قلب كبير مثل فضيلتكم، إنسان بمعنى الكلمة، إنسان لا يقدر أن ينام وهو يعرف أن غيره يتألم وهو بيده إنقاذه ولم يُقدم له العون، فضيلتكم أعلم مني بكثير بهذا الشأن، فلم أر أي وجود في الشريعة الإسلامية لما هو شائع ويردده البعض بغير علم مثل عبارة: “الطفل فاقد الأهلية مُسلم بالفطرة” لا يوجد، بل على العكس قال كبار علماء المُسلمين: ” أن الطفل الذي يوجد في كنيسة أو بالقرب منها فهو مسيحيًا ” ، هذا هو الإسلام الحقيقي وهذا هو العدل الذي نُريده، فـشنودة وُجِد دخل كنيسة وتم تعميده أي صار مسيحيًا وتبنته أسرة مسيحية لم تُنجب والتبني أمر مباح وفي غاية الإنسانية فليس محرمًا في المسيحية، والدستور المصري ينُص على أن المسيحيـين يُحتكموا لشرائعهم، وللرجوع لـلائحة ٣٨ تُقـر بالتبني مع وضع شروط جميعها تتفق مع حالة أبوي شنودة، فنرجو من فضيلتكم أخيرًا، التدخل في حل هذه القضية من الجانب الشرعي والفقهي والإنساني قبل أي شيء، فنُريد حُكمًا عادلًا رحيمًا لا يضُر بأحد ويراعي مصلحة الوطن قبل أي إعتبار آخر ثم مصلحة الطفل البريء وأبواه، فلا نُريد فتنة في وطننا هذا الذي يجمعنا ويوحدنا جميعًا ونتشارك فيه، فليس لنا مطالب إلا تحقيق العدل والإبتعاد عن العنصرية والتطرف بكل أشكالهم، فنثق جميعًا في حُكم فضيلتكم وحُكم وعدالة القضاء المصري الشامخ.

حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل شر ومن كل فتنة ❤️
#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

‫7 تعليقات

  1. أيكون من العدالة تأجيل قضية لمدة (٤٨) يوم لإحضار رأي الازهر بينما هناك طفل ينتظر بشوق لرؤية ابويه وأبوان ينتظران العدالة

    المستشار أحمد عبده ماهر
    محامي أبوي الطفل شنودة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى