كتّاب

إن دماء الشُهداء التي سُفكِت وسالت على الأرضِ كالأنهار ؛…


إن دماء الشُهداء التي سُفكِت وسالت على الأرضِ كالأنهار ؛ سيظل آثارها باقٍ للأبد لا يزول ، فكُل قطرة من دماء أبنائنا الأبطال الذين لم يخشوا أو يهابوا الموت ولو للحظة واحدة ، كانت أقوى وأعظم كرازة صامتة ، فكيف كل هذا الثبات والشموخ لبشر أيادي الشياطين ستذبحهم بعد لحظات؟!
إنها قوة إيمانهم الحق بمن فداهم وبذل نفسه لأجلهم أولًا ، فـقوتهم هذه كانت مُستمدة من قوة مسيحهم الحي الذين كانوا على أتم الثقة واليقين به أنه سيلقاهم وسيستقبلهم بالمجد والفرح والبهاء حسب وعده ، هذه الواقعة المؤلمة المُفرحِة كانت من أقوى الدلائل على قوة وصدق وصلابة وعمق وثبات الإيمان المسيحي ؛ فليس من المنطقي والمعقول أبدًا أن يُضيع شخص حياته هباءًا من أجل شيء لا يستحق ذلك ، أو يُسلِّم نفسه للموت بكل فرح وسرور من أجل ديانة ما أو إيمان وإعتقاد ما ؛ إن كان في شك ولو للحظة ببطلان هذا الإيمان ، فما الداعي لكل هذه المكابرة والمعاندة واِحتمال أشد الآلامات والعذابات؟!
ما رأيناه بأعيُـننا أكّد للعالم كُله صدق وحقيقة ما ورد في التاريخ المسيحي للشهداء ؛ فنحن لا نُبالغ أو نُزايد أو نعرف الكذب لأجل نصرة إيماننا ، فما ذُكِر في التاريخ من عذابات وآلامات لسنوات وشهور وأيام أحتملها أناس مثلنا في سبيل عدم إنكار الإيمان باسم المسيح القدوس كانت حقيقة وحدثت بالفعل ، فلا يقدر أن يفصلنا مخلوق عن إلهنا القدوس الذي أحببناه لما أحبنا أولًا ، فنُضطهد ونُعذّب ونموت من أجل اسمه فرحين مُتهللين ، عالمين أن من يصبر إلى المُنتهى يخلص ، وينال ويرى مجد لم تراه عين ، فليُعطينا إلهنا القوة والثبات والاحتمال لكل شيء نلقاه من أجل اسمه المبارك الذي دُعي علينا.

#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى