توعية وتثقيف

يتمتع الرئيس ترامب بولاء شبه إجماعى من الطائفة الإنجيلية فى…


يتمتع الرئيس ترامب بولاء شبه إجماعى من الطائفة الإنجيلية فى الولايات المتحدة، حيث تشير إستطلاعات الرأي إلى أن حوالى ٩٥% من الإنجيليين يؤيدونه بالمقارنة إلى نحو ٤٠% من الناخبين عموماً. وربما ليست هناك طائفة أخرى تضاهيهم فى ذلك إلا المهاجرين الأقباط.

لا توجد إستطلاعات تركز على الأقباط بالذات، لكن معرفتى المباشرة بهم تشير إلى أن شغفهم بترامب يقارب شغف الطائفة الإنجيلية، وهو أمر يثير الفضول: ما الذى يجعل طائفة بأكملها تتخذ موقفاً سياسياً يتنافى مع المبادئ الأساسية لعقيدتهم؟ العقيدة القبطية تحث على الصدق والأمانة والتسامح ومحبة الآخرين، بينما شخصية ترامب وتصرفاته تجسد عكس كل هذا.

ليس من السهل فهم الأسباب، لكن بعض المثقفين طرحوا إفتراضات وتخمينات نذكرها هنا على عِلّاتها:
١. المصريون بطبيعتهم محافظون إجتماعياً وبالتالى فهم يميلون إلى الحزب الجمهوري.
٢. المصريون إعتادوا على الفساد والمحسوبية، لذلك لا يضيرهم أن يضع رئيس نفسه فوق القانون، ويعين أقاربه فى المناصب العليا، و يخفى أموره المالية، ويأخذ ما طاب له من النساء، إلخ …
٣. نجح الإعلام الجمهورى فى إقناعهم بأن الديموقراطيين يدعمون الإخوان المسلمين بينما الجمهوريون يناهضوهم. (وهو وهم لا أساس له من الصحة.)
٤. كثيرون من الأقباط مغالون فى تدينهم، و رجال الدين غرسوا فيهم أسطورة الملك داود التى تقول إن الله أحياناً يختار رجلاً بلطجياً وضيع الأخلاق لينفذ إرادته على الأرض.
٥. الخلفية الفكرية لبعضهم تماثل الخلفية الفكرية لقاعدة ترامب الريفية التى تحتقر السود وتتعالى على المكسيكيين وتكره الصينيين وتلفظ العلم والثقافة وتواظب على مشاهدة شبكة Fox والإستماع إلى Rush Limbaugh.
٦. الفكر الشرقى يحترم الرجل الطويل العريض البدين الفهلوي الذى يلتهم الحياة إلتهاماً. و هم يعتبرون هذه الصفات من علامات رضاء الله عنه.
هذه مجرد تخمينات منها ما قد يصيب وما قد يخيب، أما تشخيص الظاهرة بدقة فيحتاج إلى بحث، والأمر لا يستحق المجهود لأن تأثير الطائفة عموماً لا يُذكر .

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫2 تعليقات

  1. براڤو تشخيص سليم مائة بالمائة. تملأني الحيرة من هذا الدعم الاعمي لرجل بهذه الاخلاق المتدنية. وما يذهلني حقيقة هو كيف لأقباط مصر الهاربين من ما يسمونه الاضطهاد العرقي لهم في بلدهم مناصرة هذا العنصري البغيض وكأنها فرصتهم للانتقام مما عانوا منه في بلدهم الام. اما شعارات العدل والمساواة فهي بالنسبة لهم شعارات يتشدقون بها ولا يؤمنون بتطبيقها او على استعداد لمناصرة الضمير في معاملتهم مع الغير. شيء مؤسف. هنيئاً لهم وللشعب الامريكي اربعة اعوام اضافية من الظلم والعنصرية التي تهدم الأمم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى