لعبة الألمان الممتعة: تحويل المجتمع الانتخابي إلى خرائط، منحنيات ومستطيلات.
هنا مدينة إيسن بأحيائها العديدة. لكل حزب ألماني لون انتخابي، وهنا تشاهدون النسب المئوية التي حصل عليها كل لون/ حزب. الأزرق الفاتح هو لون “البديل الألماني” ، اليميني الراديكالي. إذا تابعت حركة اللون في هذه المجرة المرفقة ستجدها تزيد في المناطق الفقيرة وتضيق في الأحياء الغنية.
تراوحت نسبة الحزب بين 4٪ في حي روتن شايد الأكثر ثراء، و 22٪ في حي كارناب الأكثر فقرا.
تقسم مدينة إيسن إلى جنوب ثري وشمال فقير أو فقير نسبيا.
الخارطة المرفقة توضح حركة البديل الألماني في المدينة، حيث يبدو لونه داكنا في الشمال، ثم يصبح باهتا أكثر وأكثر كلما اتجهنا جنوبا. الخارطة خاصة، فقط، بحزب البديل الألماني.
في الشمال الفقير تعيش جاليات كثيرة من المهاجرين الأتراك، الأفارقة، الروس، العرب، الغجر والأسيويين.. وغالبا ما تنشط تلك الجاليات في المهن الدنيا وتحيط حياتها بمشاكل كثيرة. على سبيل المثال قام البوليس، مؤخرا، بمداهمة أربعين منزلا في شمال إيسن يعمل أصحابها، وهم عرب، في غسيل الأموال وتهريب اللاجئين. وفي الاسابيع الماضية تردد مصطلح “العشائر العربية” كثيرا مرتبطا بما أصبح يتداول إعلاميا على نحو واسع “إجرام العشائر”. قبل عدة أشهر قاد البوليس أكبر حملة مداهمة استخدم خلالها أكثر من ألف فرد أمني ومئات السيارات، وتغطية إعلامية حية. كانت الأحياء الفقيرة، في إيسن تحديدا، هي مناطق نشاط وحركة البوليس. وليس مستغربا أن يحرز البديل الراديكالي نجاحا انتخابيا في تلك الأحياء، حيث الفقر، الجريمة ومستويات التعليم المنخفضة.في جنوب إيسن، الثري، تعيش جالية كبيرة من “الأكاديميين المهاجرين”، ويحقق المتطرفون نسبة شديدة الانخفاض في الانتخابات المتتالية..
كالتالي:
كلما اتجهت شمالا ارتفع منسوب الفقر، ومعه ارتفعت حظوظ اليمين الشعبوي. وكلما اتجهت جنوبا كانت الأحياء أكثر ثراء، والمهاجرون يحملون الشهائد الأكاديمية، والمتطرفون الشعبويون بلا عمل.
هذه ليست فرضية، إنها الحقيقة التي ترونها أمامكم بالألوان. وليست مدينة إيسن سوى مثال.
م. غ.
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
