كتّاب

أعرف جنديا، قرر في ساعة متأخرة من الليل، أن يصعد إلى موقع…


أعرف جنديا، قرر في ساعة متأخرة من الليل، أن يصعد إلى موقع العدو في الجبل المقابل لهم من أجل أن يأخذ القات حين رأى رفاقه في الموقع بلا قات، وحين طرح الفكرة على الذين معه رفضوا جميعا، لكنه أدار لهم ظهره ومشى، لم تحرك مجموعته ساكنا، لكن قائده كان يعلم أنه سيفعلها حقا، حمل القائد سلاحه ولحق بالجندي، حاول إقناعه بالعودة وهما ينحدران إلى السائلة لكن بلا جدوى، في تلك الأثناء لحق بهما مغامر ثالث..
تجاوزوا السائلة وصعدوا في الشعب حتى اقتربوا من الموقع وسلكوا طريقا قصيرا إلى خلف الموقع، ثم استقاموا واتجهوا إلى الموقع بشكل مباشر كأنهم أصدقاء، وعندما وصلوا وجدوا أمامهم شخصين، ألقوا التحية وقالوا نحن تبع أبو فلان، وبحركة سريعة تمكنوا من السيطرة على الوضع بطريقة صامتة وفتاكة، أخذوا القات والسلاح وما أمكنهم أخذه ثم عادوا، وفي السائلة التي تفصلهم عن موقعهم، قال صاحب الفكرة دعونا نمشي مفترقين تجنبا للألغام، فسلك كل واحد منهم مسلكا، لكن القدر كان كامنا هناك، انفجر اللغم في صاحب الفكرة فوقع شهيدا على الفور، فحمله صاحباه وصعدا سريعا إلى موقعهم وقد فقدوا دهشة المغامرة وجنونها.
مات صاحب الفكرة، وبقي شهودها يحكونها على طول الطريق إلى المقبرة والموقع والمستقبل.
ربما يكون من بين أصدقائي من يعلم هذه القصة ويحفظ مثلي أسماء أبطالها، وربما يحضر هنا أحد الذين حضروا هناك.
حين يقترب أحدنا نحن الساهون في هذه المتاهة من حكايات الأبطال، سيسمع قصصا تشبه الأساطير وتفوقها، وسوف يدرك أن الهشاشة التي في الصورة، هي التي تضرب عنفوان الأصل.

لا تشكوا أبدا في شجاعة الأبطال الواقفين في وجه الأعاصير، بإمكانهم صناعة المستحيل لكن ليس بيديهم إمكانيات ولا قرار.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى