كتّاب

#قصة_لنديم_عن_زياد:…


#قصة_لنديم_عن_زياد:
فى صيف سنة ١٩٩٥ كنت أعمل مع صديقى أمير سالم في جمعيته الدراسات والمعلومات القانونية لحقوق الإنسان مسؤولا عن وحدة التعليم مع صديقي عماد صيام .. وقررنا عمل دورة عن حقوق الإنسان للأطفال والفتيات، وبدأنا بأولادنا.. أخذت نسمة وندى ومحمود وأحمد ولادي.. وزيزي وباسل ولاد احمد أخويا.. ومريم وباسل ولاد فيصل سالم.. وبسام ونديم ولاد محمود مرتضى وفردوس..واحمد بريري ابن محمد بريري وهدى زكريا.. وكريم وفادي ولاد محمود مدحت.. ودينا بنت صابر نايل ونجوى عباس.. وهدير وأدهم ولاد عماد صيام وامينة الشبراوي.. ومنار بنت أحمد كامل وفاطمة الدساوي. . وخالد واحمد ولاد محمد عبد الرسول.. المهم كان معانا محمد وهبة ولاد فريد زهران ودكتورة إلهام عبد الحميد.. وأخيرا كان معنا زياد ابن عبد الحميد العليمي وإكرام يوسف “تلميذ ينتقل من سنة تانية الي تالتة ثانوي” .. وغيرهم لا تسعفني بهم الذاكرة.. ونزلنا في مركز إطسا للتدريب بالمنيا.. وكنا قد أعددنا للأولاد برنامجا حافلا، فيه رسم وتلوين.. وتعبير حر.. وتمثيل.. ومناقشات.. وفي المساء وبعد العشاء والسمر.. يتسحب الأولاد ليجلسوا معا يحكون ويلعبون ألعابهم.. وفي الساعة الواحدة صباحا أضطر للنزول إليهم لأنهرهم وأشخط فيهم قائلا: احنا عندنا برنامج ولازم تناموا.. فيقولون لي طيب ياعمو ايه المطلوب مننا.؟ . أرد: تناموا علشان تكونوا في طابور الرياضة ٨ الصبح وبعدها نفطر ونبدأ الشغل.. فيقولون لي: خلاص ياعمو حتلاقينا كلنا ٨ بالظبط في الملعب.. ولأنني أعرف أن العلاقة بيننا وبين أولادنا يجب أن تقوم على: الحب والثقة والاحترام.. لا على القهر والإجبار.. كنت اتركهم واصعد غرفتي منتظرا.. أن يخلفوا وعدهم لكي أبهدلهم وأجعلهم عبرة.. فأجدهم يسهروا لمابعد الخامسة صباحا.. ومع ذلك أجدهم جميعا جميعا ٨ تماما في طابور الرياضة.. ويقبلوا بعدها على فطورهم بشهية.. ويستمر التدريب في صخب وبهجة وحماس يوما بعد يوم حتى ينتهي التدريب بعد خمسة أيام…
وعندما وصل القطار محطة مصر دخلت الأمهات والآباء بسرعة ليعرفوا السبب أن أولادهم مفطورين من العياط.. فيعرفوا انهم يبكون لأنهم يودعون أيامهم الحلوة
… وأعتقد يا نديم الجميل.. أن الأقدار قد كتبت لك الوجود في هذا المعسكر قبل وجودك الواقعي بسنوات طويلة: إطسا صيف ١٩٩٥
محبتي لك ولأبيك البطل

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى