لقد بدأ المـ///ــلمون بالكذب على النبي محمد من بعد وفاته بساعات، وذلك حين كان قادة الأنصار والمهاجرين يتنازعون على الحكم والسلطة في السقيفة، إذ قال قادة المهاجرين وشهدوا بأن رسول الله قال: (الولاية في قريش)، وزعموا أنه قال: (الأمراء من المهاجرين والوزراء من الأنصار). فصدَّق الأنصار الساذجون ذلك الإفك ورضخوا للمهاجرين وسلموا لهم الأمر، فلم يحظوا بعدها بأيِّ إمارة أو وزارة رغم أنهم هم أصحاب الأرض الأصليين، وأكل المهاجرون الكعكة كلها وتوارثت قريش المُلك جيلا بعد جيل باستحضار الكثير من الروايات المكذوبة على محمد، وخاصةً تلك التي تمجد قريشا وقادتها وتحث على السمع والطاعة للحاكم باعتباره خليفة الله ورسوله في الأرض مهما كان فساده، والتي تبيح العدوان على غير المـ///ــلمين المسالمين واغتنام ثرواتهم وسبي نسائهم وأطفالهم، والتي تبرر قتال القبائل التي رفضت أن تدفع جزءا من مالها لحكومة قريش، والتي رفضت الانضمام لها ولم تعلن الولاء والخضوع لدولتها، بدعوى قتال المرتدين.
وفي مقابل تلك الروايات الكاذبة خرج فريقٌ من قريش يُناوئ الهيمنة القرشية التي همشت آل بيت محمد، وهو فريق الهاشميين وآل البيت ومن والاهم من الأنصار، فاختلقوا ووضعوا الكثير من الروايات المكذوبة والمنسوبة زورا لرسول الله، والتي تزعم أن الله ورسوله قد أوصيا بالحكم والإمامة لآل البيت من بعد رسول الله حتى قيام الساعة، وذلك لاستعطاف المـ///ــلمين وحثهم على الثورة ضد الأمويين ونزع السلطة منهم ومنحها لآل محمد الهاشميين، وحتى هذا الفريق الهاشمي انقسم على نفسه عبر الأجيال إلى عدة مذاهب، وكل مذهبٍ ينادي بالحق الإلهي في الحكم والسلطة لنفسه، ويؤلف الكثير من الأحاديث المكذوبة أيضا لتدعيم ذلك الحق، لأن القرآن لم يكن يخدم أياً من تلك الفرق والمذاهب المتنازعة على السلطة. وقد اندلعت فتنٌ وثوراتٌ وحروبٌ كبرى بين الفريقين من بعد وفاة محمد في صراعهم على السلطة، وقُتِل فيها عشرات الآلاف من المـ///ــلمين.
والعجيب في الأمر هو أنه أثناء اجتماع السقيفة وتنازع الأنصار والمهاجرين على كرسي الحكم بعد رسول الله، كان أهل بيت النبي وعلى رأسهم (علي والعباس) مشغولين بدفن جثمان النبي، وهذا يؤكد مدى الأهمية والإجلال والتعظيم الذي كان يكنه قادة الأنصار والمهاجرين لرسول الله الخاتم الذي هو أعظم النبيين وخير ولد آدم في نظرهم!!! ????.
نشوان معجب | ناشط مجتمعي
