مفكرون

▬ وفى (البداية والنهاية) لإبن كثير، يطالعنا زيد بن عمرو بن…


▬ وفى (البداية والنهاية) لإبن كثير، يطالعنا زيد بن عمرو بن نفيل قائلاً :

أسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخراً ثقالا

دحاها فلما رآها استوت على الماء،أرى عليها الجبالا

وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذباً زلالا

إذا هي سيقت إلى بلدة أطاعت فصبت عليها سجالا

ترى لنا الأخبار أن زيداً قد عاصر النبي، وانه التقاه؛ عن عبد الله بن عمر: أن النبي(صلى الله عليه وسلم) لقي زيدا بأسقل بلدح، فدعاه إلى تناول طعام مما يُذبح للأرباب، فقال للنبي:”انى لست آكل مما تذبحون على أنصابكم”؟! ويعلل ابن هشام أكل النبي قبل بعثه نبياً، لأضحيات أو قرابين الاصنام بقوله:”إن رسول الله كان يأكل مما ذبح على النصب، فإنما فعل أمراً مباحاً، وإن كان لا يأكل فلا إشكال”!! ويورد لزيد شعره القائل فى فرق الوثنية :

أرباً واحداً أم الف رب دين إذا تقسمت الأمور

عزلت اللات والعزى جميعا كذلك يفعل الجلد الصبور

فلا العزى أدين ولا ابنتيهما ولا صنمي بن عمرو أزور

ولكن أعبد الرحمن ربي ليغفر ذنبي الرب الغفور

فتقوي الله ربكم احفظوها متى تحفظوها لا تبــــــوروا

ترى الأبرار دارهم جنان وللكفار حامية السعير

وخزي فى الحياة وإن يموتوا يلاقوا ما تضيق به الصدور

وقال حجير بن أبى إهاب: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل، وأنا عند صنم بوانة – بعدما رجع من الشام- وهو يراقب الشمس، فإذا زالت استقبل الكعبة، فصلى ركعة وسجدتين ثم يقول:هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل، لا أعبد حجرا ولا أصلي إلا إلى هذا البيت حتى أموت، وكان يحج فيقف بعرفة، وكان يلبي فيقول :لبيك لا شريك لك، ولا ند لك، ثم يدفع من عرفة ماشياً وهو يقول: لبيك متعبدا لك مرقوقا .. وقالت أسماء بنت أبي بكر:”رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما؛ مسندا ظهره إلى الكعبة، يقول : يا معشر قريش، ما منكم أحد على دين إبراهيم غيري، وكان إذا خلص إلى البيت استقبله ثم قال:لبيك حقاً حقا، تعبداً ورقا، البر أرجو لا الخال، وهل مهجر كمن قال، ثم قال : عذب بما عاذ به إبراهيم**مستقبل الكعبة وهو قائم//يقول انفي لك عان راغم**مهما تجشمني فإني جاشم .. وكان يقول أيضاً: إلى الله أهدي مدحي وثنائيا**وقولا رصينا لايني الدهر باقيا//إلى الله الملك الأعلى الذى ليس فوقه**إله ولا رب يكون مدانيا//رضيت بك اللهم ربا فلن أرى أدين إليها غير الله ثانيا .صـ119
_13


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى