كتّاب

لا عبدالملك قتل ولا أحمد أصيب….


لا عبدالملك قتل ولا أحمد أصيب.
السائق لا يموت أبداً.
the driver never dies

وهناك دراسة أميركية لافتة نشرت قبل أعوام وحدثت بياناتها في العام الماضي وهيً عن مآلات استهداف زعماء التنظيمات المسلحة. الدراسة تقصت 298حالة قتل قيادة التنظيمات المسلحة في الفترة بين 1945 و 2004 وبحثت تأثير العملية نفسها على وجود التنظيم.
استنتجت البروفيسور جينا جوردون، من كلية sam nunn للشؤون الخارجية التابعة لجامعة جورجيا للتقانة، أن قتل القيادة أدى إلى انهيار التنظيم في 30% فقط من الحالات. أما التنظيمات الدينية المسلحة فكانت نسبة انهيارها أقل من 5%.

دعونا نتذكر أمرين:
مقتل الزرقاوي في 2008 أدى إلى ظهور الدولة الإسلامية في 2014
بنفس ميكانيزم إنتاج عبد الملك الحوثي من جثة حسين الحوثي الذي قتل قبل 11عاماً.

لاحظت الدكتوره جوردون أن قتل القائد في التنظيمات الدينية و الانفصالية الأكبر حجماً قد يؤدي لنتائج عكسية، كلياً.

ووجدت جوردون نفسها حائرة وهي تدرس قوة حماس بعد مقتل طابور كبير من قادتها منذ منتصف التسعينات. وكذلك حين درست حالة منظمة FARC الكولومبية.

وفي الحالة اليمنية قد يبدو استهداف صالح ونجله هدفاً استراتيجيا أكثر فاعلية وقيمة. ذلك أنهما صنعا شبكة كبيرة بلا إيديولوجيا، شبكة من المرتزقة. وتلك يمكن تفكيكها عبر تأمين مصادر دخل بديلة. أو عبر استهداف العراب الخاص بها. ونقطة ضعفها هي نفسها نقطة قوتها: صالح ونجله.

وكان سياسي يمني يحدثني منذ أيام وهو يضحك محاولاً السيطرة على غضبه:
“يا أخي السعودية تتعامل مع السياسيين اليمنيين والمشائخ بتبجيل وقلق وهي لا تعرف من هم، هؤلاء ليسو سوى مرتزقة وجياع وتستطيع بكلمة واحدة أن تجرهم من ذقونهم”.

وكان التعميم الذي طرحه مفزعاً، وربما مؤذياً، لكنه كان على كل حال يصف مشهداً حقيقياً.

والحوثي يحتاج لكتفي صالح وأصابعه ومرتزقته. وصالح يؤمن له هذه الحاجة. وليس بمقدور الحوثي خوض حرب أو السيطرة على كل الأرض بمعزل عن شبكة صالح الضخمة.

لكن عصابة صالح عرضة للانهيار بمجرد استهدافه. فهو ليس انفصالياً، أي لا يدافع عن أرض معينة، ولا هو دينيا.
هو رجل سقط عن القطار، وذلك غادر المحطة. لكن قوته تكمن في أن الأرض التي يضع قدمه عليها مليئة بالرجال المحتاجين، والمحتاجون هم مرتزقة جيدون.

بخلاف عبد الملك هو قائد ديني وليس لديه مريدون بل مسلحون. وحركته قادرة على إنتاج قادة جدد، فثمة الكثير منهم، والكثير من النصوص الدينية التي تساندهم، وهناك سحابة عظيمة من الضلالات والأوهام. وهي حركة لا تمانع من صدارة أحد، فعبد الملك شخصياً رجل متخلف وقليل الذكاء ولا يتمتع بأي خيال ولا معرفة باستثناء معرفته بالنحو.

في السياق ذاته أفضل أن أكتب تنويهاً حول خاتمة مقالي “ياسين سعيد نعمان”. قلت في المقال ذاك إني سأختار المشي خلف نعمان لا اليدومي إذا لم يكن ثمة من طريق ثالث. وذلك مستحيل، فهناك دائماً طريق ثالث!

ونعمان المليء بالضغائن أهون لدي من الآخر المليء بالأوهام الدينية.
وبينما كنت أكتب الجملة تلك كان صوت شخصية روائية في “أخوية اليقظانين”، لجاك أتلي، يرن في رأسي.. وقد ذهب ذلك الرجل يشرب الخمر بعد أن فر من حروب أشبيلية. وقال له رجل آخر اتق الله ولا تشرب الخمر، فقال المخمور:

دعني، فقد رأيت ما فعلته الأديان في أشبيلية.

نهاركم سعيد

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫28 تعليقات

  1. صالح هو رأس الأعفى وبنهايته تنتهي الزوبعه الحوثيه تماما ..
    أما عن اليدومي ونعمان فهذا هو ديدنك الهروب من الدين وهذه وجهه نظرك ولست معك بها قطعيا .. سلام

  2. كنت أقول وطحت كسؤال. افتراضا مات طبعا هي غي قتل اوقتل كيف سيكون المشهد اليمني في ظل معلومة انه الراقص علي رؤؤس الثعابين ؟سؤال اخاف من اجابته وجوج صالح كارثة لانه لانه كما تقول توكل هوجذر المشكلة وراسها وانا متفق معها بس السؤال المقابل اليس هو مربط الثعابين وراينا بن حبتور والمجيدي والقادة مربطهم بالرؤؤس او بالكعل مع الاعتذار للفظ

  3. وفي الحالة اليمنية قد يبدو استهداف صالح ونجله هدفاً استراتيجا أكثر فاعلية وقيمة. ذلك أنهما صنعا شبكة كبيرة بلا أيديولوجيا، شبكة من المرتزقة. وتلك يمكن تفكيكها عبر تأمين مصادر داخل بديلة.أو عبر استهداف العراب الخاص بها. ونقطة ضعفها هي نفسها قوتها :صالح ونجله.

  4. كلام رائع… لكن قضية ياسين واليدومي لا دليل لما تقوله…. فياسين واليدومي يمتازان بالحكمة والعقل والمنطق, ومن يحمل هذه الصفات نادرا ما يخضع للأحقاد او ما تسميها الأوهام الدينية.

  5. مقالاتك تكاد ان تكون رائعه
    لكن تكرارك الممل لروايات غربية غير معروفة لقُراء مقالاتك العربية
    يجعل منها عديمة النكهة
    كما اتمنى ان تستشهد في مقالاتك بروايات عربية والأدب العربي لدينا زاخر في هذا الجانب
    ولا أظن انك تتعمد ذكر الروايات الغربية لاضفاء برستيج غربي خاص بك
    تحياتي د.مروان

  6. فعلا كل انسان يرى المشكلة من زاويته الخاصة … قد يكون بعض المتدينين يبالغون في بعض تصرفاتهم .. ولكن القرآن حين وصف سيدنا محمد في قوله تعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل .. الآية ) فمحمد صلى الله عليه وسلم رغم عظمته في النهاية هو رسول يحمل رسالة من خالق الكون ولا يجب ان يوضع في مكانة غير مكانة الرسول وكذلك على هذا الاساس سيقاس كل الدعاة الذين هم انفسهم ليسوا حتى معصومين مثل الرسول محمد بل هم معرضون كثيرا جدا لإرتكاب الاخطاء ولكن هناك غريزة في معظم الناس انهم يريدون احدا يقودهم وحسب و يتبعون هذا القائد حتى لو اخذهم الى الجحيم دون حتى ان يفكروا لمجرد ان رأوا منه موقفا اعجبهم فقط وخصوصا العرب واليمنيين هم الاشد فقد لاحظنا في ايام الانتخابات كيف يظل المواطن اليمني يلعن و يشتم عضو مجلس النواب الذي اخل بكل عهودة ولكن بمجرد ان ياتي العضو الى منزل المواطن و يعطيه بعض النقود و بعض المواد الغذائية حتى يسامحه ذلك المواطن ويرى ما قام به ذلك العضو شيئا عظيما يستحق اكثر من منحه مجرد صوت يكتبه في ورقه وماهي تلك الورقه حتى انها لا تساوي كل ذلك الكرم الذي قدمه له العضو وهو في امس الحاجة إليه ..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى