#ماذا_تعلمت_من_الشحرور؟...

#ماذا_تعلمت_من_الشحرور؟

المفكر #محمد_شحرور حرّك المياه الراكدة في مستنقعات الجهل والتخلّف.
أوافقه في أشياء وأخالفه في أشياء، وهذه طبيعة البشر، فالإختلاف في الآراء والأفكار لا يفسد للود قضية، فأنا لا أطلب من الطرف الثاني أن تكون أفكاره نسخة طبق الأصل عن أفكاري!!
فكل منّا له طريقته في التفكير، ولولا الاختلاف لمات الإبداع.
لكني تعلمت منه مسألة مهمة جداً، وهي عدم الجدال وعدم الخوض في نقاش لا طائل منه.
فقد قدّم أفكاره وأطروحاته ومضى بهدوء دون الإلتفات لمنتقديه الذين يُحاولون النيّل منه لأنه واثق من أفكاره.
فلو أراد الرد على كل من ينتقده، لاحتاج عمراً كعمر نوح حتى ينتهي من الرد عليهم، ولأضاع وقته هباءً منثورا ولم يُقدّم شيئاً للمجتمع، وبذلك ينجح خصومه فيما أرادوه، فقد أشغل نفسه في الرد عليهم!!
لكنه لم يفعل ذلك، ولم يلتفت لهم، لأنه يعلم جيداً أن منتقديه يحاولون اثبات أفكارهم وبطلان أفكاره.
فهذا ما تعلمته منه.
تعلمت ألّا ألتفت إلى من يُحاول أن يُدخلني بجدال ونقاش لا طائل منه، لأن الجدال معه مضيعة للوقت، هو يُجادل ليُثبت بطلان أفكاري وصحة أفكاره.
وحتى لا يكون هناك مقصود لم يُفهم أو مفهوم لم يقصد، فأنا مع النقاش والحوار القائم على احترام وجهات النظر، وبمعنى آخر أنا مع النقد البنّاء.
لكني لا أدخل بنقاش مع من يُحاول إثبات أفكاره على حساب أفكاري، فمن يُحاول إدخالي في هكذا نقاش، أترك له المساحة وأمضي في طريقي وأقول له (أنت على حق وأنا على باطل)
كثير من هذه النماذج حاولوا إدخالي بنقاش وجدال معهم، لكني لم أجادلهم لأني بذلك أُضيّع وقتي، فيزدادون حنقاً عليّ.
لا تدخلوا في نقاش مع من يُحاول الانتقاص من أفكاركم والاستهزاء بها.
عندما تكتب مقالة في مسألة معينة، فأنت بالتأكيد قد فهمتها الفهم الصحيح من كل جوانبها ولديك استعداد تام لمناقشة والرد على الاستفسارات والحجج التي يقدمها اصدقائك فيما يخص مقالتك.
لكن قد تجد المجادلين ليس لديهم حُجّة يقدمونها لك لينتقدوك لأنك ربطت مقالتك بالحجج الكافية.
فماذا يفعلون؟ (هم لازم ينتقدوك يعني مافي مهرب 😎)
فيبدأ أحدهم بسحبك إلى ملعبه من خلال طرح استفسارات لا علاقة لها بمقالتك (تكون مقالتك عن الربا مثلاً وهو يسألك عن الصيام!!)
فيبدأ برمي الشبهات عليك لجرّك إلى الموضوع الذي هو يريد جدالك فيه ولإخراجك من موضوعك الأصلي.
فيبدأ بتشتيتك وتشتيت أفكارك من خلال كثرة التعليقات دون انتظارك أن ترد عليها.
لا تجعله يخدعك ويُغيّر الموضوع الذي تناقشه، فأنت صاحب المقالة ومن حقك أن ترفض أي نقاش خارج الموضوع، فأنت صاحب القرار، ولا تظن أن هذا ضعف منك كما يحاول هو أن يُبيّن لك ذلك بأنك ضعيف ولا تستطيع الرد عليه!!
إذا كان النقاش مبنيّاً على احترام الآراء واحترام وجهات النظر، فمرحباً به وكلنا معه، أما إذا كان مبنيّاً على الاستعلاء والانتقاص والاستهزاء (وهذا غالباً) فلا مرحباً به.
لا تجادولوا من يسخر من أفكارهم ويستهزء بكم.
فالنقاش والجدال مع المغيبين عن الواقع مضيعة للوقت، اطرح أفكارك واترك له حرية التفكير إن كان له عقلٌ يُفكر.
في التعليق الأول تعقيب حول وفاة الشحرور