توعية وتثقيف

جميع الأديان إقصائية… بمعنى – إذا كان دينك صح، فدينى غلط،…


جميع الأديان إقصائية… بمعنى – إذا كان دينك صح، فدينى غلط، والعكس بالعكس. هذه حقيقة لا يجادل فيها إلا من يغوى الجدل من أجل الجدل. وهنا مربط الفرس: حيث أنك أنت ذاهبٌ إلى جنة الخلد بإذن الله، فلا بد أنى أنا ذاهبٌ إلى الجحيم بالضرورة. ومعى ثلاثة أرباع البشرية، (أي ستة آلاف مليون إنسان على الأقل.) ومن هؤلاء الأم تريزا ومجدى يعقوب وأنجلا ميركل وبراد بيت ونارندرا مودى وملكة إنجلترا والبابا فرانسيس وجى-تشى بنج والرجل الذى إخترع علاج فيروس سى والأميرة الطفلة شارلوت والأستاذ الذى منحك الدكتوراه والراهبة التى علمتك فى الحضانة وآلاف الملايين غيرهم.

هؤلاء من هم ذاهبون. أما الذين ذهبوا بالفعل، ويتلظون الآن بنيران جهنم، فمنهم وليام شكسبير ورابندرانات طاغور وليو تولستوي وأودرى هيببورن وتوماس إديسون وكنفوشيوس وليوناردو دافنشى وجاليليو جاليلى ونلسون مانديلا ومارى كورى وإسحق نيوتن وإنديرا غاندى وجيمس وات ودايملر بنز وتوماس إديسون وكل من إخترع لنا دوءاً أوعلاجاً أو علماً مفيداً.

هذا إذا كان دينك صح ودينى غلط. أما إذا كان العكس هو الصحيح، فأنت ذاهبٌ إلى الجحيم لا محالة، ومعك ثلاثة أرباع البشرية، (أي ستة آلاف مليون إنسان على الأقل.) ومن هؤلاء الدكتور طه حسين وأحمد شوقى وإبن سينا وتوفيق الحكيم والجاحظ والمتنبى وعباس العقاد وفاتن حمامه ونجيب محفوظ وإبن رشد وإبراهيم ناجى والسيدة أم كلثوم وإبن خلدون وسعد زغلول وهدى شعراوى وخليل جبران وسيد درويش ومحمود مختار ورفاعة الطهطاوى وعبد الحليم حافظ ونجيب سرور ومعظم الأساتذة الذين علمونى ومعظم أصدقائى.

فى أي من الحالتين جهنم مكان شديد الإزدحام، يشغى بآلاف الملايين من الرجال والنساء والأطفال، يتلظون بنار لا تخمد، يصرخون ويعوون دون أن ينجدهم أحد، يُقلّبهم على ألسنة اللهيب زبانية لهم أذيال شائكة وعيون باظة وآذان مدببة، ليس لعام أو إثنين، أو حتى خمسة وعشرين، بل بلا نهاية. وكلهم بين صرخاتهم يتساءلون: “لماذا يا رب جعلتنى أولد فى الدين الغلط؟”

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫5 تعليقات

  1. هذه النظرة الإقصائية فعلاً يتبناها الكثيرون في معظم الأديان (الأديان التي تعتقد في حياة أخرى/شخصانية بعد الموت). ولهذه النظرة أسباب عدة. لكني لا أعتقد أن الأديان بالضرورة إقصائية. مثلاً، يقول المسيح: “ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات”، كما يقول: “أولون سيكونون آخِرين، وآخِرون أولين”. كما إن بعض أشكال الهندوسية تسمح بتعددية دينية. وفي الإسلام، يوجد بعض المفسرين الذين يقرأون بعض أجزاء من القرآن بكيفية تُعْلِنُ إسلامًا شموليًا لا إقصائيًا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى