كتّاب

الديهى: عندما يعربد الانحطاط فى الإعلام…


الديهى: عندما يعربد الانحطاط فى الإعلام
وعيت على التليفزيون منذ نشأته سنة 1960، صحيح لم تكن البلد – الباجور- فيها كهرباء ولكن حرص نظام عبد الناصر على نشر جهاز دعايته الجبار، قد جعل تليفزيونا فى الوحدة الزراعية التى تملك مولدا كهربائيا خاصا بها، يقوم عليه عم عربى وعم صلاح المطافى، وكنا مساء كل يوم نلم بعضنا ونذهب لنتفرج على التليفزيون الموضوع فى كشك خاص مرتفع ونحن جلوس على الأرض المفروشة بالرمل، لعل الزمن يسعدنا بفيلم لفريد شوقى أو شكرى سرحان.
المهم وعيت على المذيعين مقدمى البرامج ومديري الحوارات، منذ بداياتهم كان هناك: حمدى قنديل وأحمد سمير، وليلى رستم وأمانى ناشد، وتلاهم: طارق حبيب ومحمود سلطان وعبد الرحمن على وهند ابو السعود وفريال صالح وسهير الأتربى ونجوى ابراهيم، لا أريد أن أطيل عليكم
المهم على الرغم من الزمن الطويل الذى هيمن فيه هؤلاء على الشاشة الصغيرة إلا أنه كان أهم مايميزهم الأدب الجم والخلق الرفيع وعفة اللفظ واعتقد أن التزامهم بهذه الفضائل سببه أنهم ولاد ناس –كما يقال – ويعرفوا انهم يعبرون بالفعل عن أسرهم وتربيتهم، وأيضا رؤيتهم أن المثقف المحترم لا يمكن أن يكون شتاما بذيئا، وسببه الثانى: أن عموم الناس كانوا لا عبا أساسيا فى مختلف شؤون الحياة والمؤسسات وعلى رأسها الإعلام، أما السبب الثالث: فهو أن النظم الحاكمة على اختلافها من ناصر لمبارك كانت تقيم وزنا للناس وآرائهم واحترامهم لفلان أو احتقارهم لغيره.
فأما أن يأتى هذا “الديهى” ويقول: أن من لا يعجبه زيادة سعر رغيف العيش المدعم، عليه أن يترك البلد.
فهو مايعنى أن الإعلامى ليس بالضرورة أن يكون مثقفا محترما ابن ناس، وأن الناس لم يعد لهم وزن فى معادلات الوطن، وأن النظام الحاكم لم يعد الناس يهموه فى كثير أو قليل… وأن الانحطاط هو سيد الموقف.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى