كتّابمفكرون

“شيطنة”…


“شيطنة”
الشيطان ذلك الكائن الخفي عدو الخير والإله، إنه أداة رئيسية لكل المنظومات الإستبدادية سواء كانت سياسية أو عقائدية أو إجتماعية أو حتي إقتصادية.

ليس كل الخير خيرا في جميع الظروف وأيضا ليس كل الشر شرا.

ومن ثم فتجسيد وقولبة مسألتي الخير والشر في جميع مناحي الحياة، يطلقها الساعي لفرض نفسه، سواء كان حاكما أو كاهنا أو صاحب فكرة أو نظرية يرجو فرضها، فيشكلها طبقا لمتطلباته.

الدول تشيطن بعضها، والحكومات تشيطن معارضيها، والنظريات الإقتصادية تشيطن النظريات الأخري، كذلك العقائد تشيطن العقائد الأخري.

فكرة الشيطنة لم تأت من فراغ، بل استوجبتها دعائم السيطرة، فهي مبرر قوي ووجيه في ذات الوقت، تحافظ من خلاله المنظومات المستبدة علي أسباب وجودها، بادعاء أن وجودها ضروري لمحاربة الشيطان وهزيمته وإبعاده، بوصفه خطرا علي البشر الخاضع لسيطرتها، ولهذا فهي تقتنص لنفسها الصلاحية لقمع أي مظهر من مظاهر التحرر من براثنها المفروضة قسرا.

وإن لم يتواجد هذا الشيطان فلا غرو أن يصنّع علي هيئة عدو حقيقي أو وهمي، لإيجاد المبرر القوي لبقاء المنظومات المستبدة وسعيها لاعتلاء أعلي الهرم، فبدونه يضعف موقفها ويقصر عمرها الإفتراضي.

والا فلماذا يشيطن الإسلام اليهودية، وتشيطن اليهودية الإسلام؟
ولماذا تشيطن المذاهب والملل بعضها؟
ويشيطن المؤمنون غير المؤمنين؟
ولماذا تشيطن الرأسمالية الشيوعية والعكس؟
ولماذا تشيطن إيران أمريكا وتشيطن السعودية إيران؟
ولماذا تشيطن المجتمعات الفقيرة المجتمعات الغنية والعكس؟
ولماذا تشيطن المجتمعات التقليدية المحافظة المجتمعات الأخري المتحررة؟
وهلم جرا …….
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى