قضايا المرأةمنظمات حقوقية

الجزء (١): ارتباط النسوية بحركات التحرر الوطني: يجد القارئ في التاريخ الحديث ل…


الجزء (١):
🔴 ارتباط النسوية بحركات التحرر الوطني:

يجد القارئ في التاريخ الحديث للدول العربية والدول النامية، ما يؤكد أن الحراك النسوي كان -وما يزال- جزءًا من الحراك الوطني، في كل بلد سعى لاستقلاله من الاستعمار وتوابعه
 
النِّسوية ليست حركة مستورَدة من الخارج، وليست تهمة تُرمى على كل امرأة تطالب بحقوقها. النسوية هي وعي الرجال والنساء بأهمية إنصاف المرأة، ورفع الظلم عنها بوصفها مدخلًا إلى العدالة الاجتماعية الشاملة
 
فالصراعات الوطنية والرغبة في الحرية والديمقراطية، دائمًا ما تُشعل معها نقاشات فكرية هامة، تتعلق بحقوق كل أفراد المجتمع، والمرأة ليست استثناءً من هذه الحقوق، وهذا ما تؤكده الكاتبة والباحثة #كوماري_جايا_واردينا مؤلفة كتاب #النسوية_والقومية
ثم إنه لا يمكن فصل ما تتعرض له المرأة من ظلم واحتياجات، عن مطالب أطياف الشعب كله
وتؤكد الكاتبة من خلال استعراض الحركات النسوية ونشأتها، أن النسوية لم تُفرَض على العالم الثالث من الغرب، بل إن ظروفًا تاريخية أنتجت مواد مهمة وتغيّرات إيديولوجية أثّرت في المرأة

كان من الطبيعي أن يطالب الرجال أوّلًا بحرية المرأة قبل أن تطالب هي نفسها بها بصوت عال، وهذا ليس لخللٍ في تركيب المرأة، بل لأنها كانت محرومةً التعليمَ والسفر ورؤية النماذج الأخرى، أما الرجال فهُمُ الذين اطّلعوا على نتاج تعليم المرأة، الذي عاد بالقوة والثقافة والحضارة على الدول التي درسوا فيها، وكانت كتاباتهم التنويرية سببًا في ظهور حركة فكرية تناقش وضع المرأة، اشترك فيها نساء ورجال
وأيضًا ساهموا في حركة الترجمة الناشطة للكتب المهمة، التي زادت الوعي ورفدت الثقافة، وكان من آثارها أن زاد عدد الراغبين في تعليم بناتهم منزليًّا، قبل أن تُفتح المدارس وتشهد إقبالًا جيّدًا، هذا التعليم الذي أنتج بواكير الحراك النسائي، الذي أصبح جاهزًا لأن يكون جزءًا من الحركة الوطنية بقيادة سعد زعلول، حيث شاركت المرأة وبشكل كبير في الاحتجاجات التي عمّت مصر، عقب نفيِه وأعضاء حزب الوفد لمطالبته باستقلال مصر
 
شاركت المرأة من كل أطياف المجتمع في الاحتجاجات، وسقطت منهن شهيدات، ولم يُخمد الحَراك النسوي بانتهاء الاحتجاجات وعودة سعد زغلول، بل أصبح أكثر تنظيمًا، وساهم في المطالبة بدعم تعليم المرأة والمزيد من الحريات
عقودٌ من المطالبات انتهت بدخول المرأة البرلمان في عام ١٩٧٩م، واستطاعت تحسين قوانين الأحوال الشخصية نسبيًّا، مع الأخذ بالاعتبار مقاومة التقليديين لأي تعديل
خبَتِ الحركاتُ النسوية بعدها، ولكنّ خبوها لا يمكن فصله عن الحراك الوطني العام؛ إذ ازدهرت معه وخبت معه

يتبع..
كتابة: #أمل_الحارثي

الجزء (١):
🔴 ارتباط النسوية بحركات التحرر الوطني:

يجد القارئ في التاريخ الحديث للدول العربية والدول النامية، ما يؤكد أن الحراك النسوي كان -وما يزال- جزءًا من الحراك الوطني، في كل بلد سعى لاستقلاله من الاستعمار وتوابعه
 
النِّسوية ليست حركة مستورَدة من الخارج، وليست تهمة تُرمى على كل امرأة تطالب بحقوقها. النسوية هي وعي الرجال والنساء بأهمية إنصاف المرأة، ورفع الظلم عنها بوصفها مدخلًا إلى العدالة الاجتماعية الشاملة
 
فالصراعات الوطنية والرغبة في الحرية والديمقراطية، دائمًا ما تُشعل معها نقاشات فكرية هامة، تتعلق بحقوق كل أفراد المجتمع، والمرأة ليست استثناءً من هذه الحقوق، وهذا ما تؤكده الكاتبة والباحثة #كوماري_جايا_واردينا مؤلفة كتاب #النسوية_والقومية
ثم إنه لا يمكن فصل ما تتعرض له المرأة من ظلم واحتياجات، عن مطالب أطياف الشعب كله
وتؤكد الكاتبة من خلال استعراض الحركات النسوية ونشأتها، أن النسوية لم تُفرَض على العالم الثالث من الغرب، بل إن ظروفًا تاريخية أنتجت مواد مهمة وتغيّرات إيديولوجية أثّرت في المرأة

كان من الطبيعي أن يطالب الرجال أوّلًا بحرية المرأة قبل أن تطالب هي نفسها بها بصوت عال، وهذا ليس لخللٍ في تركيب المرأة، بل لأنها كانت محرومةً التعليمَ والسفر ورؤية النماذج الأخرى، أما الرجال فهُمُ الذين اطّلعوا على نتاج تعليم المرأة، الذي عاد بالقوة والثقافة والحضارة على الدول التي درسوا فيها، وكانت كتاباتهم التنويرية سببًا في ظهور حركة فكرية تناقش وضع المرأة، اشترك فيها نساء ورجال
وأيضًا ساهموا في حركة الترجمة الناشطة للكتب المهمة، التي زادت الوعي ورفدت الثقافة، وكان من آثارها أن زاد عدد الراغبين في تعليم بناتهم منزليًّا، قبل أن تُفتح المدارس وتشهد إقبالًا جيّدًا، هذا التعليم الذي أنتج بواكير الحراك النسائي، الذي أصبح جاهزًا لأن يكون جزءًا من الحركة الوطنية بقيادة سعد زعلول، حيث شاركت المرأة وبشكل كبير في الاحتجاجات التي عمّت مصر، عقب نفيِه وأعضاء حزب الوفد لمطالبته باستقلال مصر
 
شاركت المرأة من كل أطياف المجتمع في الاحتجاجات، وسقطت منهن شهيدات، ولم يُخمد الحَراك النسوي بانتهاء الاحتجاجات وعودة سعد زغلول، بل أصبح أكثر تنظيمًا، وساهم في المطالبة بدعم تعليم المرأة والمزيد من الحريات
عقودٌ من المطالبات انتهت بدخول المرأة البرلمان في عام ١٩٧٩م، واستطاعت تحسين قوانين الأحوال الشخصية نسبيًّا، مع الأخذ بالاعتبار مقاومة التقليديين لأي تعديل
خبَتِ الحركاتُ النسوية بعدها، ولكنّ خبوها لا يمكن فصله عن الحراك الوطني العام؛ إذ ازدهرت معه وخبت معه

يتبع..
كتابة: #أمل_الحارثي

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى