كتّاب

“مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ…


“مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْرًا: يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً، وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا».” (أع 14: 17).

– في الوقت الذي كـثُـرَ واِزداد فيه عمل ودور الشيطان الهائج الثائر ضد الإيمان المسيحي الحق، واستخدم بعض مِن أتباعه المُضلين للطعن والتشكيك فيه، تتدخل السماء وتـرُد بقوة بهذه المُعجزة الكُبرى التي حدثت داخل الكنيسة الأرثوذكسية مُستقيمة الرأي والفكر والتعليم، لتُثبت للعالم كُله صدق وقوة الإيمان المسيحي – طريق الحق والحياة والخلاص الأوحد، الذي يُريد الشيطان بكُل قوته الشريرة أن يُضِل البشرية عنه ؛ حتى تزداد مملكته ويأخذ معه أكبر عدد للهلاك الأبدي بعيدًا عن حضن المسيح الحنون والتمتع بخلاصه، فهو قادر أن يعمي العيون ويغلق العقول والقلوب ويسد الآذان لمعرفة الحق الذي هو بربنا وإلهنا ومُخلصنا يسوع المسيح وحده.

– لا أريد أن أتطرق بحديثي عن صحة وتأكيد حدوث هذه المُعجزة التي تفوق الاستيعاب العقلي والمنطقي، فهذا سيُثبَت بعمل موثق قريبًا جدًا، سيكون فيه شهادة الآباء الكهنة والخدام والجيران والأطباء المُعالجون سابقًا لهذه الحالة التي عجز الطب عن شفاءها، وسيكون هذا أقوى رد ودليل لجميع الإخوة المُشككين، خاصةً أن الأطباء والجيران أغلبهم غير مسيحيـين ومنطقيًا وفي صالحهم جميعًا أن لا يشهدوا بشيء يُشيد ويُؤيد حدوث معجزة لشخص على غير دينهم، رأؤه جميعًا لمدة سبع سنوات وهو قعيد مشلول على كُرسي مُتحرك لا يستطيع الحركة أو الكلام، وقت قصير وسيكون عمل يُوثق تدخُل عمل الله مع هذا الشخص شهادةً للتاريخ الذي يُثبت لنا دائمًا قوة وصدق إيماننا المسيحي.

– على مَر التاريخ حدث الآلاف بل الملايين مِن المُعجزات التي تمت بشفاعة وصلوات القديسين عنا، أو عن طريق أُناس قديسون أعطاهم الله نعمة ومواهب مجدوا بها اسمه القدوس، فهذا ليس أمرًا جديدًا علينا أو على كنيستنا العظيمة التي رأينا وأختبرنا وذوقنا فيها قوة وحلاوة إلهنا، فنحن لسنا بحاجة إلى الخداع أو التمثيل كما يدعي بعض المُشككين الذين صُدِموا وتفاجأوا مِن قوة هذه المُعجزة التي أخرست ألسنتهم الكاذبة وجعلتهم في مأزق وحرج أمام أتباعهم وأتباع الشياطين، فالمُعجزة حدثت صدقًا ويقينًا، والجميع رأى تفريغ الكاميرات وسمع شهادة الشهود، ومنطقيًا فكرة غير مقبولة الكذب والتمثيل ؛ فالهذا الرجل لم يكُن يعيش وحيدًا لا أحد يعرفه عنه شيء ؛ بل له أصدقاء ومعارف وجيران وغير معقول أبدًا أن يُمثِل عليهم سبع سنوات في عذاب حتى يصدقوا معجزة حدثت له؟!
أين هي عقولكم؟!!!

– المسيحية الوحيدة عبر كُل العصور والأزمنة ديانة المُعجزات والعجائب، حتى وإن كُنا مؤمنين لأجل الإيمان وليس لأجل المُعجزات، فالله يعمل هذه القوات والعجائب لتثبيت إيمان الضعفاء ولإعلان مجده وقوته ليُعرِّف نفسه لمن لا يعرفه، فهو كأنه يقول: ” أنا هو ” ، ” أنا موجود وأعمل ” ، فالأعمال والمُعجزات التي صنعها المسيح إلهنا على الأرض لم يقدر أن يفعلها أحد سواء قبله أو بعده، فكان يعمل بسلطانه الإلهي الغير محدود، اعطى أيضًا لأبراره وقديسيه أن يصنعوا أعاجيب وقوات باسمه القدوس وحده، وصدقوني يا أحباء، المسيحية في حد ذاتها هي أكبر مُعجزة عرفها العالم، وبقاءها إلى الآن رغم كُل ما تعرضت له وتعرض له أتباعها مُعجزة، وتجسد الكلمة وفداؤه وخلاصه لنا أكبر مُعجزة! ، انتشار المسيحية يوميًا في كُل العالم دون حرب أو سيف أو عنف أو إكراه أو إجبار مُعجزة، فحدوث هذه المُعجزة التي أذهلت غير المؤمنين مِن عدمها لا يفرق لنا كمسيحيـين في شيء، فإيماننا ثابت ومغروس ومُتأصل فينا بقوة الله وبكُل ما رأيناه وأختبرنا فيه الله إلهنا ومخلصنا الصالح.

– المُعجزة هذه أو غيرها لن تُزيد أو تُنقِص إيماننا في شيء، ولكن فعلها الله بشفاعة كُلية الطُهر مريم أم النور ؛ لكي يُظهِر قوته ومجده لغير المؤمنين كي يعرفوه بالحق ويقبلونه ربًا ومُخلصًا ويتنعمون بخلاصه الأبدي الذي أتمه على عود الصليب، أنها دعوة ورسالة مِن السماء لكُل مَن يطعنون ويدلسون ويُشككون في إيماننا الأقدس، أنها دعوة ورسالة مِن السماء لكُل نفس ضالة الطريق غير مؤمنة بالمسيح يسوع الفادي أن تبحث وتُفتش عنه وعن طريقه المُحي المؤدي للحياة الأبدية، فهو وحده الذي قال: ” أنه الطريق والحق والحياة ” ، فلم يجرأ غيره أن يقول ذلك، فهو وحده صاحب السلطان والمجد إلى الأبد، إيماننا المسيحي صادق وأكيد.

– الله هو هو أمس واليوم وإلى الأبد، وزمن المعجزات ينتهي بعد، ربنا موجود ويُعلِن عن ذاته وبقوة، إلهنا حي❤️

#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى