المقداد مجلي، رحمه الله، صحفي شاب قتل في غارة للتحالف على حمام جارف في جبال صنعاء.
ترك طفلاً في الخامسة من عمره، وبلداً ممزقاً.
هذه المقالة كتبها المقداد في سبتمبر الماضي، عن يوم في الحرب.
——-
المقداد مجلي
انت الساعة تقترب من منتصف الليل عندما تلقيت المكالمة. كان الصوت على الطرف الآخر من الخط مذعوراً لدرجة أن الأمر استغرق بضع لحظات لكي أتعرف على صوت منصر، الذي قال: “تعال الآن! تعال وساعدنا! لقد أصابنا صاروخ”.
هرعت للبحث عن دراجتي النارية ثم انطلقت بأسرع ما يمكن قاطعاً الطريق عبر المدينة الحالكة السواد. وعندما أصبحت على مقربة من منزلهم، حدثت انفجارات جديدة – وكان أحدها لا يبعد أكثر من كيلومتر واحد. هل كانت هذه قنبلة ثانية سقطت بالقرب من المكان الذي أُصيبوا فيه من قبل؟
بعد ما بدا وكأنه عُمر بأكمله، وصلت إلى المنطقة، أو ما تبقى منها: خليط من المعادن والخرسانة يغطي عدة أمتار من الشارع.
ناديت على منصر وأسرته مراراً وتكراراً، وصرخت بأعلى صوتي، لكني لم أجد سوى الصمت.
على مدار الأشهر الستة الماضية، تقصف قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية المدينة التي أعتبرها موطني، مستهدفة المتمردين الحوثيين وقوات منشقة عن الجيش، وقد ذهبت إلى العشرات من مواقع التفجيرات. وعلى الرغم من أنني يمني، لكن من الصعب ألا أُصبح منزوع الحساسية. أستيقظ كل يوم على أخبار تقول أن 10 أشخاص لقوا مصرعهم الليلة الماضية، أو 20، أو 40، وهذا يجعل المرء يتوقف تقريباً عن الشعور بأنه أمر حقيقي.
إنك تركز على حماية الأشخاص الذين تهتم بهم أكثر من أي شيء آخر. أنا صحفي يعمل في منطقة حرب، ولكنني أيضاً زوج وابن ووالد.
وعلى الرغم من أنني بقيت في صنعاء، فقد نقلت أسرتي إلى قرية بعيدة عن الضربات الجوية، ولذلك فإنني لا أقضي مع أطفالي وقتاً طويلاً كما أود. ويسألني ابني البالغ من العمر خمس سنوات بمحبة كل أسبوع: “متى ستأخذني إلى الحديقة، يا أبي؟ ودائماً ما أعطيه الإجابة ذاتها: عندما تتوقف الحرب”.
أما أولئك الذين بقوا، فإنني أحذرهم باستمرار من الاقتراب من المواقع العسكرية أو حتى المباني الحكومية لتجنب التعرض لضربات جوية. ولذلك، اعتقدت أنني قد فعلت كل ما بوسعي لحماية أحبائي. ثم جاءت ليلة الجمعة.
منصر هو أحد أقاربي، لكنه يعمل مع أبناء عمي حمزة وأحمد وعلي ومحمد.
كانوا يعرفون المخاطر أيضاً. لقد ضربت القنابل السعودية المناطق السكنية عشرات المرات، بينما يطلق الحوثيون أيضاً النار من على مقربة من منازل المدنيين. ولذلك انتقلت الأسرة إلى قريتنا قبل بضعة أشهر. ولكن، مثل معظم اليمنيين، فإن مجرد الابتعاد عن خط المواجهة لا يحميهم من المعاناة. يحتاج أكثر من 80 بالمائة من اليمنيين إلى المساعدة، وكانت أسرتي تعاني من نقص حاد في المال والوقود.
واستعداداً لعطلة عيد الأضحى المبارك، التي سيحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم هذا الأسبوع، عادوا إلى المدينة لبيع الزبيب. كانوا يأملون في استخدام الدولارات القليلة التي يكسبونها لشراء المؤن للأشهر المقبلة، وإذا تبقى لديهم ما يكفي من المال، فقد يشترون عدداً قليلاً من ملابس العيد والحلوى لأطفالهم. ولا تزال محالهم مغلقة منذ عدة أشهر، وبالتالي فقد باعوا منتجاتهم من سياراتهم أو في الشوارع.
كانوا ينامون في تلك السيارات نفسها عندما جاءت الضربة الجوية. لم تكن هناك أي مواقع عسكرية واضحة في أماكن قريبة. ومن المستحيل معرفة ما إذا كانت الغارة قد أخطأت هدفها أو إذا كان السعوديون يعتقدون أنهم يضربون شيئاً آخر، ولكن هذا ليس مهماً حقاً.
وأثناء صياحي، رأيت في نهاية المطاف شخصان يعرجان. أدركت أن أحدهما منصر، لكن وجه الشخص الآخر لم يكن واضحاً ويغطيه مزيج من الدماء والغبار. وأثناء رفعهما على الدراجة النارية، سألته: “من أنت؟” فقال “أنا حمزة”. لقد أُصيب بجرح خطير في عينه.
وصلنا إلى مستشفى الثورة العام. بدأ الأطباء يعالجون حمزة، وذهبت أنا كي أبحث عن ابن عمي الآخر أحمد. قال أحدهم أنه قد تم نقله إلى غرفة الجراحة لأنه أُصيب بجروح خطيرة.
وأثناء اندفاعي عبر القاعة، تفاديت بصعوبة نقالة تحمل جثة متفحمة إلى المشرحة. وبعد بضعة أمتار، رأيت أحد أقاربي الآخرين وسألته عن أحمد، فقال “إنه هناك”، مشيراً بتجهم إلى الجثة التي مررت بجوارها لتوي.
أُقيمت الجنازة في قريتنا في اليوم التالي، وكانت زوجة أحمد وأولاده الثلاثة يراقبون عن قُرب. ولكنني في تلك الليلة في المستشفى، بطريقة ما، لم أكن أعتقد أن ما حدث كان حقيقياً. كنت بحاجة لرؤية جسده لكي أشعر به وأفهم ما حدث.
وبينما كنت أمشي في المشرحة، كانت جثة أحمد ملقاة على الأرض بجانب خمس جثث أخرى على الأقل. فسألت: “لماذا لا تضعونهم في الثلاجات؟” وأجاب الطبيب: “إنها ممتلئة بالفعل”.
وعندما رأى وقع الصدمة على وجهي، قال: “يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تأتي فيها إلى هنا. نحن في حالة حرب، ونستقبل عشرات الجثث كل يوم”.
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
قول العدوان مش التحالف يا مروان اتقوالله هذا دم
رحمه الله عليه
رحمة الله عليه
الله يرحمه
حسبناالله ونعم الوكيل بمن اشعل الحرب
الحوثي والتحالف
كلهم يقتلنا فقط
لا حول ولا قوة الا بالله العظيم
لو دخلوا ع الامهات لوصفتهم بالنعومة تحالف ….حسبنا الله ونعم الوكيل
رحمه الله وتغمده بواسع رحمته إنه على ذلك قدير
جارف خارف بلاد الزيوط ينزلوا ملح الله لاخلي ولا واحد منهم طول عمرهم حروب وقتل وثأر وبالاخير جمعوا فلوس ونزلوا تعز
تعز وبس تهمنا اما الباقيين مالنا ومالهم
يا الله، على هذه الحرب أن تتوقف.
على مدار الأشهر الستة تقصف قوات التحالف المدينه التي اعتبرها موطني مستهدفة المتمردين الحوثيين وقوات منشقه عن الجيش!!
انفصام شخصي واستحمار عقلي مقطوع النظير كل هذه المعاناه ولازال يؤمن بهذا التحالف وبهذه الحرب، ومع إدراكه انها ست أشهر ومدينته تضرب بالصواريخ إلا أنه لم يدرك بعد أن من يراهم قد جاءو لانفاذه قد فشلوا في ذلك بل أنهم لايقلون مساهمه في قتل أهله وذويه واصدقائه مع اؤلئك المتمردين الحوثيين والمنشقين!!
المضحك البكي حقاً
لاحول ولاقوه إلا بالله
مؤلم جدا ما كتبه المقداد.
رحمة الله عليه وحسبنا الله ونعم الوكيل
الله ينتقم منه من كان السبب بكل هذا
لا حول ولا قوة الا بالله
وما الحرب الا ما علمتم وذقتموا
وما هو عنها بالحديث المرجمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً
وتضرٓ إذا ضريتموها فتضرمِ
أين رأيك أنت فيما كتب المقداد مجلي ؟؟
خاتمة تختم بها المقال لنعرف رأيك اتجاه ما حدث ويحدث ومن هو السبب الحقيقي لكل هذه الجثث المتفحمة في أرض السعيدة ..
مؤلم و حزين
و بعض التعليقات هنا تحزنني اكثر.
الله يرحمه
رحمه الله ورحم جميع موتانا وقتلانا وشافا الله جرحانا ووطننا
حسبنا الله ونعم الوكيل
مؤلم وحزين ….التحالف لا يحتاج تعليق…
لو تعطينا رأيك يا دكتور بما كتبه الصحفي المقداد نكون ممنونين لك وشاكرين
رحمة الله عليه
حسبنا الله ونعم الوكيل
لا زال الغفوري يعتقد إلى الآن أن التحالف أتى لإنقاذ الشعب اليمني من الحوثيين.
كما أن كاتب القصة كان لديه نفس الإعتقاد حتى موته.
مأساة هذه أم ملهاة!!!!!!
ااااااه حسبناا الله ونعم الوكييييل
لا حول ولا قوة الا بالله
حرب قذرة تأكل الاخضر واليابس
الله يرحمه ويرحم كل شهداء اليمن في هذه الحرب الظالمه الذي كتبت علي شعبنا اليمني بهتانا وزورا..
لا حول ولا قوة إلا بالله