مفكرون

#الأمر_بالمعروف_والنهي_عن_المنكر….


#الأمر_بالمعروف_والنهي_عن_المنكر.

من الأشياء التي تُميّز هذه الأمة (الإسلامية) هي أنها أُمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ويعتبر #المسلمين أنفسهم مُلزمين بتنفيذ وتطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستندين إلى رواية (من رأى منكم منكراً فليغيّره بيديه فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)
هذه الرواية تُخالف #كتاب_الله.
#الله يقول (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
هذه الرواية جعلت كل #مسلم قاضي على غيره من الناس، وأغلب المُطبّقين لها هم #السلفيين والإخوان المتشددين.
فبمُجرد أن يرى #السلفي أنثى لاتلبس حجاب أو لا تُغطي وجهها أو متعطرة أو تُخالف الشريعة (التراثية) بأي شيء، يتذكر الرواية بأن عليه واجب تجاه دينه يجب أن يُطبّقه، وإن لم يفعل فهو آثم!!!
فيعمل قاضياً عليها ويأمرها بتغطية وجهها أو أو أو…..الخ.
ونفس الحال مع الرجال أيضاً عندما يرى رجلاً يستمع للأغاني مثلاً أو يلبس لباساً ممزقاً أو لديه قصة شعر غير معتادة، يقوم أيضاً بتنفيذ واجبه كقاضي على البشر فينهاه عمّا هو عليه وفي بعض الأحيان ينتهي الموضوع بالمضاربة بالأيدي أو المُلاسنة بالشتائم وينتهي الموضوع بما لا يُحمد عُقباه، وبالطبع الرجل لديه نص يستند إليه بفعله ألا وهو رواية (من رأى منكم منكراً….)
قد يقول قائل أن الرواية تدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ثلاث مراحل
1️⃣ باليد
2️⃣ باللسان
3️⃣ بالقلب (إنكار الفعل داخلياً)
هذا الكلام صحيح، لكن علينا أن نعلم بأن مفاهيم الناس تختلف من شخص لآخر، قد يفهم إنسان متحضّر هذه الرواية ويقوم بتطبيقها بحكمة وعقلانية، وفي المقابل هناك أشخاص مُنغلقة عقولهم ويصعب التفاهم معهم ولا يفهمون من الرواية إلّا الخيار الأول ويُفسّرونه على أنه الضرب مع أن الإنكار باليد لا يعني الضرب!!
وقد رأينا هذا الشيء في مجتمعنا ورأينا الإعتداء بالضرب أو بالسب والشتم للمخالف، فعقول الناس ليست متساوية، وقد يصل الحال إلى القتل أيضاً، فقاتل فرج فودة لا يقرأ ولا يكتب، إنما قام بقتله إستناداً إلى فتوى تكفيره من قِبَل الكاهن في #الجماعة_الإسلامية #عمر_عبد_الرحمن.
فقام بقتله تقرباً إلى الله كما يظن، معتقداً أنه نَصَر #الإسلام!!!
لذلك هذه الرواية فتحت الباب للكثير من الناس أن يكونوا قُضاة على غيرهم مُعتبرين أنفسهم وكلاء الله في الأرض!!
لكن كيف نفهم قوله تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ)
وأيضاً قوله تعالى (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ)
أليست تلك الرواية توافق هذه الآيات التي يأمرنا الله بها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!؟
كتاب الله يُفسّر بعضه البعض، فقوله تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ……)
نقرأ تفسيرها في قوله تعالى (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ….)
كيف ذلك؟!
مفتاح الآية الثانية هي كلمة (أُمَّةٌ)
فهذه الكلمة حجّمت من له الصلاحية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكلمة (أمة) أي فئة معينة وليس الجميع، لأنه لو كان المعنى (الجميع) لأصبحت لدينا مشاكل كثيرة في مجتمعاتنا كما أوضحت سابقاً.
نستطيع أن نقول أن الأمة هنا تعني الدولة والقانون وأصحاب القرار (الأب داخل بيته).
هناك فئات من نُسمّيهم في مجتمعنا بـ (نفسيات أو أصحاب مشاكل) هذه الفئات ترفض أي نصيحة من أي أحد حتى لو كانت مجرد كلمة، وقد تحدث مشكلة بسبب كلمة واحد وتنتهي بطريقة لن تُرضي الكثير.
لذلك أغلق الله الباب على هذا الموضوع وجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر من إختصاص الدولة فقط وليس من إختصاص كل من هب ودب.
من الجميل أن ينصح الإنسان أخيه الإنسان (الذي يعرفه) بالكلمة الطيبة والأسلوب اللبق، أما في حال عدم معرفته بالطرف الآخر، فمن الأفضل عدم التطفل عليه والتدخّل فيما لا يعنيه.
لذلك يا صديقي عليك بنفسك فإذا استقمت أنت واستقام غيرك فسيستقيم المجتمع بأكمله، ولا شأن لك بما يفعله غيرك لأنك لن تُحاسب عنه، بل كل انسان سيُحاسب عن نفسه فقط.

#شغّل_عقلك.
Hussein Alkhalil

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Hussein Alkhalil

الجدال والنقاش مع المغيبين مضيعة للوقت، قل الفكرة واترك له حرية التفكير، إن كان له عقل يفكّر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى