قضايا المرأة

تجلت مخاوفي القديمة في مسلسل واحد! نتابع خلال شهر رمضان الجاري الدراما التلفزيون…


تجلت مخاوفي القديمة في مسلسل واحد! نتابع خلال شهر رمضان الجاري الدراما التلفزيونية الواقعية #الهرشة_السابعة بطولة مجموعة من النجوم اللامعين مثل #أمينة_خليل و #علي_قاسم و #محمد_شاهين و #أسماء_جلال وغيرهم. لا شيء مضمون لإمرأة تكسر حاجز العشرين في المجتمع! وفقًا للقواعد الضمنية والتي قد لا نعترف بها كتابةً داخل العائلة؛ فالجميع يتمنى للبنت العشرينية أنها “تتستت” و”تفتح بيت” أو “يبقى لها بيت” أو حتى “تدخل مملكتها”.
“تدخل مملكتها” أم “تسكن مصيدتها”؟ كان هذا هو سؤالي “الشخصي” والذي لا أعني به التعميم منذ رأيت بهجة “الفستان الأبيض” وروعة “رقصة السلو” في القاعات، والضحك المخلوط بدموع الوداع.
إذًا لمَ، أنا والعديد من الفتيات، نخشى الإرتباط؟
ربما من اسمه، تأتي “إرتباط” من “ربط” أو ربط مصير شخص بأخر، ربط حر بإرادة حرة وإلا تم اعتباره اغت.صاب! في المجتمع المصري، وقبل أي تفكير منطقي أو تحليل نقدي لما تلقناه في الصغر، ننشأ على الطاعة و”سماع كلام الكبار” فالكبار لا يخطئون!
إن قالت لي “ماما”: “أخوكي راجل يعمل اللي هو عايزه.” إذًا سيفعل ويخرج لي لسانه! إن مدح “بابا” درجاتي الدراسية؛ سأفرح وإن تمتمت “تيتة” بإن مصيري “بيت جوزي”! إن جلسنا في تجمع عائلي ستشيد “طنط وطنط” بأخلاقي أني لا اخالط الشباب، نفس “الطنطات” الذين سيفخرون ببطولات أخي مع البنات إياهم! والأعجب بعد كل هذا الحرص، تأمرني العائلة، و”الطنطات” السعيدات بالاستعداد للزواج وتقبل رغبات الزوج وطاعته ثم الالتزام بالتسلسل المنطقي للإنجاب والمدرسة وخلافه!
تأتي مغامرة الزواج أو كما يسمونها “البطيخة” غامضة لمعظم الفتيات! فلا أحد يضمن المصير السعيد للعلاقة، كما أن لا قانون ولا مجتمع سيحميكي من العنف ولا من المسؤوليات المُضمنة في مضمار الزواج، ناهيك عن ضعف فرص رفاهية إرفاق شروط داخل عقد الزواج نفسه.
مثلما يعرض لنا مسلسل #الهرشة_السابعة البيت وتربية الأطفال عبء تدفع ثمنه المرأة بنسبة ٩٠٪. للعديد من السيدات ومثل نموذج “نادين” لا يوجد متنفس اقتصادي لوجود من يساعدها في أعباء المنزل: رعاية طفل وليد، احتمال صداع مستمر من بكاء وتغيير حفاضات وخوف من مرضه، عناية بالنظافة المنزلية، شراء احتياجات المنزل…حتى تتلاشى السعادة الأولى بين الزوجين. ألم المسؤولية، ألم إلا يراعي مشاعرك أحد، ألم أن يظن الجميع أن هذا واجبك لوحدك، ألم أن تشعر بأن شريكك ومشاركته لك ما هي إلا تفضل منه:
– تعبت.. تعبت، مش قادرة خلاص.. مش عارفة أقف علي رجلي يا أدم.. بنيم دة التاني يصحي.. انا تعبت، مش عارفة أعمل إيه وفي كل دة أنت نازل وسايبني..
= يعني أعمل إيه يا نادين، أقعد معاكي أعمل ايه، وأنا كل ما أساعدك مفيش أي حاجة بعملها عجباكي، وبتعترضي علي كل حاجة.. وبعدين أنا حاسس إن أنا بجد بوترك..
– توتر إيه يا أدم.. توتر إيه أنت مش حاسس بيا أصلا.. أنا مش عارفة اخش الحمام، أنا مش ملاحقة اغسل وشي.. وبعدين أقولك هات علبة لبن تقولي أنا لسه جايب..
= أنا أسف، وحياة ربنا أنا أسف.. أنا معرفش إن علبة اللبن بتخلص بسرعة.. أعرف منين؟ معرفش..
قوليلي انتي عايزاني أعمل إيه وأنا هعمله دلوقتي حالاً
– متسيبنيش لوحدي وتنزل..
= حاضر
وهتحمي معايا العيال..
= حاضر هنحمي العيال

وعلى الصعيد الأخر، لا تحظى معظمنا بجرأة “سلمى” وتحملها لتبعات قراراتها في الارتباط ب”شريف” أمام الجميع:
أنا مش عايزة أقعد أقول للناس أنا بعمل إيه وبعمله ليه.. مش عايزة ابقى خايفة، وأبقى ببرر، وعايزة اعيش مرتاحه.. هل ده كتير عليا؟!
أنا إيضًا لا أود تبرير أي شيء لأي أحد يا عزيزتي “سلمى”! لا أرغب في طرح مواعيد عملي موضع نقاش مع حارس العقار، ولا تبرير تفضيلات ملابسي مع المارة ولا عزوفي عن قبول “العريس اللي مفيهوش غلطة” لأهلي الذين يجدون مبررا “لا أشعر بالارتياح” كافي لإقناعهم!
يعرض “شريف” على “سلمى” أغرب proposal في مجتمع يسهل فيه الانتقام من امرأة متزوجة داخل بيتها، واستباحتها بل قت.لها ببرود تحت دعاوى الشرف والعرض والقوامة. في مجتمع لا تسلم فيه أي إمرأة من “التلسين” و”القيل والقال” مرورًا بالعنف النفسي والجسدي، يعرض “شريف” حل المُساكنة على شريكته في مجتمع لا يتخيل من المُساكنة سوى علاقات خارج إطار الزواج!
هل عرض “شريف” واقعي في مجتمعنا؟ هل يُراعي أمان وسلامة وإرتياح الشريك؟ هل يضمن استمرار العلاقة بلا تعقيدات الزواج التقليدي أم يزيدها؟ ول”سلمى” هل يتركنا المجتمع نتمتع بعلاقات آمنة؟ هل لا يتم ضغطنا للاستقرار بما يراه مجتمعنا مناسب؟هل لنا كفتيات الحق في تقرير مصيرنا مع ضمان أمننا؟

وفي النهاية، نتساءل: ما الذي يجعلنا نحاول ونحاول وسط كل هذا الصراع والضغط؟ اعتقد كما يعتقد صُناع مسلسل #الهرشة_السابعة:
هو الحب بيفضل موجود؟
-الحب؟ الحب هو الحاجة إللّي بتوقفني كل مرة إن أنا او.لع فيه.

كتابة: سارة مراد

#مرصد_دراما_رمضان
#رمضان_2023
#الهرشة_السابعة
#علاقات_آمنة
#قسم_السينما_والدراما
#سوبرومن


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫7 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى