كتّاب

بلابل وحمام وعصافير وكروان…


بلابل وحمام وعصافير وكروان
الطيور وتغريدها فى الأغنية المصرية:
الحضارة المصرية حضارة زراعية ثرية تتنوع نباتاتها وأسماكها وزهورها وثمارها وحيواناتها، وطيورها، ولأن الإنسان المصري يستطيع أن يقترب بقوة من كل هذا الكائنات ويتعامل معها مباشرة، مثلت الطيور بقدرتها على القفز والطيران والتحليق بعيدا حالة دهشة رومانتيكية خاصة، جعلته يتأمل ألوانها وغنائها وعلوها.
ومن هنا فقد قدس الصقر “حورس” ومونت. وتحوت “أبو قردان” والحدأة التى وضع رأسها فى مقدمة التاج الملكى، ومازالت أسماء الكثير من البلاد المصرية تنتهى بكلمة “هور” اى حورس كدمنهور او مونت، كما تضم الأبجدية ثلاث طيور تعبرعن ثلاث أصوات: صقر وبومة وكتكوت، وتضم روائع الفن المصرى لوحة رائعة لأوزات خمس يطلق عليها أوزات ميدوم
واتخذ المصريون اسمائها علما لبناتهم وابنائهم: كبلبل وحمام وعصفور وصقر، وبطة ووزة
ومن هنا فقد احتفت الأغانى المصرية بالطيور ومعناها وتغريدها فى عشرات الأغانى، ولتكن البداية بالمؤسس العظيم “سيد درويش” من كلمات البديع بديع خيرى: الحلوة دى قامت فى البدرية “والديك”بيدن كوكو كوكو فى الفجرية، و”يا حلاوة أم اسماعيل فى وسط عيالها.. حلاوة كتاكيتها، ع الملوخية ياختى عليها وعلى بطتها” أما أم كلثوم فأحبت الكروان على الخصوص، وغنت قديما لرامى: ياكروان والنبى غنى/ ياكروان قول واتدلع والله أنا قلبى مولع، وتغنى من كلمات بيرم: ياصباح الخير ياللى معانا.. الكروان غنى وصحانا، وتغنى لبيرم أيضا” أنا وحبيبي يا نيل غايبين عن الوجدان.. يطلع علينا القمر ويغيب كأنه ما كان..هايمين حوالينا نسمع ضحكة “الكروان” على سواقي بتنعى ع اللي حظه قليل يا نيل، كما تغنى لبيرم أيضا: “لاغنى واقول للطير من بدرى صباح الخير والقمرى مع الخضير”، والقمرى نوع من اليمام، والخضير نوع من البلابل ويسمى الوروار أيضا
وكان للبلبل نصيب وافر من الأغنيات، فيغنى عبد الوهاب لشوقى: بلبل حيران على الغصون شجى معنى بالورد هايم، ويغنى فى موال رائع من كلمات امين عزت الهجين: “شجانى نوحك يا بلبل وانت بتغنى، فكرتنى بالحبيب والفكر جنني”، ومن كلمات بشارة الخورى يغنى ياروردة الحب الصافى: “أصفر م السقم أم من فرقة الأحباب، ياورد هون عليك عاد بلبلك ولهان يسأل عليك الروض” وللبلبل يغنى فريد الأطرش من كلمات حلمى الحكيم: “عشك يابلبل دا جنة، وانت على بابها رضوان” ويغنى محمود عبد العزيز من تلحين سيد مكاوى: “البلبل غنى وغنى على ورق الفله، سهران معاكو الليلة للصبح ليس إلا” ويغنى أحمد عبد القادر: “أمانة يابلبل تسيب الأنين وترحم فزادى وقلبى الحزين” ويغنى عبد الحليم فى اغنية نادرة: “بين الخمايل والاغصان وسكون الليل، بتغنى يابلبل الحان بتزيد الويل، ويغنى أيضا من كلمات زين العابدين عبد الله: ” يابلبل ياشادى يا آسر فؤادى بنور الصباح، صباحك جماله ماشفتش مثاله يزيد الانشراح”
أما الحمام وهو طائر جميل وأليف ومحبوب يفرض نفسه على الموال الشعبى واغنيات هدهدة الاطفال: “نام يا حبيبى نام وادبحلك جوزين حمام”، وتعد تربية الحمام واقتناءه هواية “صارمة”، وكان صيد الحمام بطل ملحمة دنشواي 1906،
ويغنى عبد الوهاب فى رائعته النيل نجاشي: “لمح ع البعد حمامة رايحة هاى المية وجاية.. وحمامة بيضا بفرد جناح تودينا وتجيبنا”، وتغنى ام كلثوم فى رائعة عبد الفتاح مصطفى، طوف وشوف: “شوف هنا جنب المساكن والمداخن والزحام، والغيطان اللى اخرها المادنة وبراج الحمام” وتغنى أحلام ملحمة رائعة لصلاح جاهين ومحمود الشريف: “يا حمام البر سقف طير وهفهف حوم ورفرف على كتف الحر وقف والقط الغلة” وتغنى نجاة لحسين السيد ولحن الطويل: “طاير يا حمام مرسال الغرام تهدى الشوق لحبى وتجيبلي سلام” وتغنى ليلي مراد من كلمات حسين السيد: “استاذ حمام نحن الزغاليل، من غير جناح بنميل ونطير، والمكر فينا طبع جميل ان قلنا لأ يعنى نعم” وتغنى عفاف راضى: “طير يا حمام الدوح وروح لروح الروح” وتغنى السمسمية: “بتغنى لمين ولمين يا حمام، بتغنى لمين؟”،
أما إذا انتقلنا لليمام وهو فصيلة من فصائل الحمام: فنجد داوود حسنى يغنى من التراث: “يمامة بيضا ومنين اجيبها، طارت يا نينة عند صاحبها، وأخدها البلبل وطار وياها أصله يا نينة يعرف لغاها” ومن نفس فصائل اليمام “القمرى” ويغنى ما هر العطار: “ياما زقزق القمرى على ورق الليمون” ومن نفس النوع أيضا “الورق” فيقول عبد الوهاب: “يستهوى الورق تأوهه، ويذيب الصخر تنهده” والزغلول هو ولد الحمام، فيغنى محمد رشدى من كلمات حسن عثمان: عرباوى “وعيون يا صبايا ما تتوصى، غية وبتطير زغاليل”
وللعصفور نصيب وافر من غنائنا، فيغنى الشيخ امام من كلمات نجم فى اغنية بهية: “يسبق سلامنا كلامنا يطوف ع السامعين معنى، عصفور محندق يزقزق كلام موزون وله معني” ويغنى الساحر محمد فوزى من كلمات حسين السيد: “ذهب الليل طلع الفجر والعصفور صوصو، شاف القطة قالها بسبس قالت له نونو” وتغنى مريم خليل: “عصفور طل من الشباك قاللي يا نونو” ويغنى محمد نوح: “ياعصفورين ع الشجرة هناك ، والصيادين واقفين بشباك” وفى الرائعة: عيد ميلاد أبو الفصاد من تأليف وتلحين ابراهيم جكلة ملحمة رائعة للكروان والعصفور والبغبغان والهدهد، وفى التراث الشعبى: “والنبى لأهشه يا العصفور،وانكش له عشه يا العصفور، وكنا نغنى صغارا: يا محنى ديل العصفورة وبلدنا هى المنصورة، ويغنى عبد الحليم موالا جميل لعبد الوهاب محمد والموجى: “ع التوتة والساقية ألمح كل يوم عصفور فرحان يغنى ويرقص للندى والنور” وغنى محمد ثروت “يا طيور النورس” وغنت صباح: “اكلك منين يا بطة” ولم يمنع الحظ الغراب – على بشاعته – من ان يكون له نصيب، فغنى عزيز عثمان فى فيلم لعبة الست من كلمات المبدع بديع خيرى ولحن الشريف: “بطلوا ده واسمعوا ده يا ما لسة نشوف وياما الغراب يا واقعة سودة جوزوه احلي يمامة”
هذه مجرد لمحة عامة وسريعة من تراثنا وغنائنا الجميل الذى لا تنقضى عجائبه
يسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى