كتّاب

لم يسأل العبيرْ…


لم يسأل العبيرْ
عن ضائعٍ في شمّهِ لم يسأل العبيرْ
ولا يحسُّ بالذي من حولهِ يطيرْ
لأنهُ الأميرْ
ونحن بالأمير نستجيرْ
نُعَوِّذ القلوب من غيابِهِ الكثيرْ
ونشتكي إليه من عذابِهِ المثيرْ

**
طرقتُ باب بيتهِ الموصود ألف مرّة
سألت عنهُ رغبة الأسرة
وغربة النجوم في المجرة
دخلت ألف زهرة
قبّلت فيها خدّهُ وثغرَهْ
ضممتهُ شممتُهُ ملأتُ كل فكرة
لمستُ كل برعمٍ وبذرة
وقلت يا عبيرْ
يا خالق الدهشة في التعبيرْ
يا نائماً في النهد مثل الولد الصغيرْ
وصاعداً في عنق العنقاء كالزفيرْ
خذني على الريح إلى عالمك الكبيرْ

**
كم قبل هذا الحزن قد أتيت
كم عند باب قصرهِ بكيت
وكم زجاجاً حولهُ رأيت
فما كسرت رغبتي فيهِ ولا اشتكيت
لو حزّ رأسي الآن ما هويت
ولا هواء غيرهِ اشتهيت
لو فاح في الكويت
ما نام في صنعاء بيت
فكيف لو في صدرهِ استلقيت
وقلت يا عبير
يا ساحراً كالبنت في فستانها القصير
ياليتني عصفورةٌ في ليلك المطيرْ
لعلّني أطير في قصيدةٍ لعلّني أطير

**
حزينةٌ رسائلي كالعنب اليابس في العنقودْ
كشاعرٍ يحلم في غربتهِ بالوطن المفقود
أذهب في رائحة العبير أو أعود
لكنني لا أسمع الرعود
أرقص في الهواء كالهنود
لكنها لا تقف النهود
لو حجراً أحببتهُ أو عود
ما ماتت الورودْ
لو لم أكن قصيدةً عن وجع الضمير
لما تغطّى بالليالي سرّها الخطير
خوفاً على بناتها من شاعرٍ يسير
كالريح لا يأبهُ بالمصير
وفي الأخير
سأرتدي قصائد الحرير
ويسأل العبيرْ
عن ضائعٍ في شمّهِ سيسأل العبيرْ
لأنه أميرُ كل عاشقٍ أنا فدى الأمير

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى