الأقيال

من داخل دورة حوثية.. فيديوهات معارك إيرانية ومقررات كليات…


من داخل دورة حوثية.. فيديوهات معارك إيرانية ومقررات كليات عسكرية وقسم الولاء ل”السيد

الدورات الثقافية والعسكرية شكلت حجر الزاوية للمليشيا الحوثية قبل الانقلاب بالنسبة لعناصرها ولمختلف أطياف اليمنيين بعده، أكانوا كباراً أم صغاراً، رجالاً أم نساءً.

تتخذ تلك الدورات بناءً تراتبياً حسب درجات الثقة بالأشخاص المستهدفين، ومدى حاجة المليشيا للكادر البشري، كماً ونوعاً. وتتفاوت مدتها بين أسبوعين وقرابة أربعة أشهر، وتصل إلى سنتين كاملتين كما تخطط الجماعة المليشياوية وفق معلومات.

تحكي السطور التالية إفادات من مصادر خاصة شاركت في دورات حوثية، تتضمن مفردات مشتركة بين تلك الدورات:

التجمع والانطلاق

تلقوا اتصالات هاتفية تبلغهم أنهم مقبلون على دورة طويلة تستغرق ما بين ثلاثة إلى أربعة شهور، ليستعدوا خلال أيام قبل توديع أسرهم والانطلاق.

كانت نقطة التجمع ليلاً في مبنى بالعاصمة صنعاء، سبق للمليشيا الاستيلاء عليه من مخالفيهم، وقبيل المغادرة ألقى عليهم قيادي حوثي تعليمات مطلوب التزامها أثناء برنامج الدورة، في وقت كانت عناصر تفتش حقائب المشاركين وتسحب منهم هواتفهم وساعات اليد وخواتم وأية مقتنيات معدنية يرتديها المشاركون.

خرج العشرات من المبنى إلى حافلات نقل جماعي في الفناء، يقول أحد المشاركين “دخلنا الباص ولاحظ معظمنا أننا لا نرى شيئاً خارجه بسبب الزجاج العاكس والستائر، وحاجز يعزلنا عن كرسي السائق ومساعده، ويحجب رؤية الزجاج الأمامي للباص”.

ويضيف، إنهم ساروا نحو خمس ساعات في طريق معظمه إسفلتي، دون أن يعرفوا وجهتهم.

توقفت الحافلة وعند نزولهم تلقتهم مجموعة بالترحاب، وقادتهم إلى صالة اجتماعات، استمعوا فيها إلى تعليمات سريعة حول برنامج الغد، وتوزعوا منها على أسرّة النوم بعد تناولهم وجبة وأدائهم صلاة الفجر.

في اليوم التالي تلقى المشاركون وقت مضغ القات عقب جمع صلاتي الظهر والعصر محاضرة عن أهداف الدورة وبرنامجها، ومدى اهتمام “السيد” –اللقب الذي تطلقه عناصر المليشيا على زعيمها عبد الملك الحوثي- بهم.

مفردات الدورة

بدأ البرنامج في اليوم الثالث من وصولهم، في موقع كثيف الأشجار تحيط به الجبال من أغلب جهاته، ومزود بتجهيزات المياه والكهرباء ومطبخ ومخازن غذاء وسلاح ومبانٍ وخيام، يعتقد المشارك في الدورة أنه كان معسكراً مكتمل التجهيزات للجيش اليمني السابق.

انقسم البرنامج إلى شق نظري يشمل محاضرات عقائدية وسياسية، وأخرى أمنية وعسكرية، تتخلل جميعها هتافات، وترديد شعار المليشيا، أما الشق الثاني فتطبيقي وميداني.

تتركز المحاضرات العقائدية والفكرية على الانتقادات للمذاهب والطوائف الدينية الأخرى التي أغفلت مبدأ الولاية كركن ديني أساسي يتوقف عليه تصنيف المسلمين ما بين مؤمنين ومنافقين، ويعتمد المحاضرون على سوق حجج من التراث الشيعي، ليؤكدوا أن الولاية اليوم تتجسد في “سبط النبي” عبدالملك بدر الدين الحوثي وأسرته.

في الجانب النظري السياسي يدين المحاضرون بصور غير مباشرة في أكثرها سلطات الحكم الجمهوري منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، وطرحها كسلطات عميلة رهنت القرار اليمني للوصاية الخارجية، وبالأخص للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

وأفاد المصدر المشارك أن زميلاً له لفت نظره إلى أن الجنوب اليمني يكاد يكون غائباً في المحاضرات السياسية الحوثية.

أمنياً وعسكرياً، يتلقى المشاركون دروساً مكثفة، وملخصة لمقررات الكليات العسكرية الرسمية، بجانب عرض أشرطة فيديو لمعارك إيرانية إبان حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي، وأخرى من الحرب السورية، وعمليات للحشد الشعبي في العراق، وحزب الله اللبناني.

في المضمار الميداني يتمرن المشاركون على التعامل مع الأسلحة الخفيفة، وتدريبات تنفيذية بالذخيرة الحية تتضمن عمليات اقتحام، وتمويه، والتفاف، وقنص، وزراعة ألغام، وتفجير مبانٍ مفترضة، وعمليات أمنية واستطلاعية.

ووفقاً للمصدر المشارك، فإن هذا النوع من الدورات يشمل الأساليب والمعدات القتالية الأساسية، غير أن هناك دورات تخصصية لاحقة بعضها يتوزع حسب نوعية الأسلحة من دروع، مدفعية، قنص، هندسة ألغام، تطبيب حربي… وغيرها من التخصصات.

يزور المشاركين في الدورات قيادات حوثية كبيرة من الدائرة الضيقة اللصيقة بزعيم المليشيا من بينهم خالد المداني، المشرف الرئيسي على الدورات العسكرية المستهدفة تخريج قيادات أمنية وعسكرية، والذي يعتقد أنه أحد أهم قيادات الجناح العسكري الحوثي، والمعين رسمياً في مجلس الشورى الواقع تحت سطوة المليشيا بصنعاء.

يقول المصدر المشارك، إن مختلف الدورات تتخللها مصطلحات تخاطب خاصة تسري تالياً على العلاقات اليومية بين عناصر المليشيا، كألقاب “سيدي”، “ولي الله”، “مجاهد”، “مؤمن”، إضافة إلى أهمية استخدام اسم حركي يكون غالباً كنية ما “أبو فلان”، سيراً على عادة التنظيمات الدينية الإرهابية.

تنتهي الدورة بقسم الولاء لعبدالملك الحوثي، ثم إعادة المشاركين بذات الاحترازات الأمنية للبداية إلى بؤر تجمع في العاصمة يسلمون فيها هواتفهم وبقية مقتنياتهم، ومبلغاً مالياً لكل منهم.

عقب تلقي الدورة يكون المشارك قد أصبح أحد عناصر المليشيا، وتحت الاستعداد كاحتياطي بشري لجبهات القتال، إلى جانب مهمته كأي حوثي في استقطاب عناصر جديدة على ذات طريق التغرير.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى