كتّاب

عدنا قبل ساعات من رحلة أخذت عشرة أيام قضيتها مع أسرتي على بحر إيچه. أجواء متوسطي…


عدنا قبل ساعات من رحلة أخذت عشرة أيام قضيتها مع أسرتي على بحر إيچه. أجواء متوسطية، موسيقى شرقية، شمس، مياه زرقاء نقية، وما يشبه العزلة. استعدت لياقتي في السباحة، وقد أنشر مستقبلا ڤيديوهات للقيل الغطاس. الحقيقة أني خشيت أن يبلغ الهطل المحجلون عنها بوصفها خادشة.

في طريق العودة قالت هيلين إنها ستفتقد الشمس والسماء الصافية، قلت لها إن النصوص القديمة تسمي الجزء الغربي من أوروبا Abendland .. أي أرض المساء.

أثناء الرحلة كتبت بعض المقالات حول التاريخ، وجرى نقاش كثير حولها، وانتهى الأمر بقرار اتخذه فيس بوك بتحديد مدى حسابي هذا وتقليم أظافره.

أول ما فعلته بعد وصولي إلى الدار هو قراءة الرسائل التي وصلتني على فيس بوك، أغلبها على ال Spam.

جزء كبير منها كان تهديدا صريحا أو سبابا فادح الفحش.

غدا سأذهب إلى البوليس وسأقدم، لأول مرة في حياتي، بلاغا تفصيليا. الخوض في “دين علي” فيما يبدو أخطر من الخوض في “دين الله”، فالله لكل الناس وعلي لبعض الناس.

ولكي لا يتقافز الهطل المحجلون ويتلفظوا بالتوافه فلا بد من تذكيرهم أني استشاري أمراض قلب ألماني الجنسية، لا حاجة لي بافتعال قصص وضجيج من أجل اللجوء أو المجد أو ما بينهما. للأسف، مضطر لهذا التنويه كي لا تكال لي وعلي السفاسف.

الحقيقة، وهذا ما لا بد أن تعرفوه جميعكم، أن القطار قد غادر المحطة ولم يعد ممكنا إيقافه.

وأن الخرافة التي غض الطرف عنها لمئات السنين ها هي تنزل عن عرشها وتجلس في مكانها الذي تستحقه.

وأنك قد ترهب بعض الناس لبعض الوقت، ولكن ليس كل الناس وكل الوقت.

وكما ذكرتكم سابقا بصندوق پاندورا:

قيل لپاندورا دعي الصندوق في مخبئه، إياك أن تفتحيه.
ولكنها فتحته فانطلقت منه كل الشياطين واللعنات.

لعل هذه التدوينة تصلكم.

الحب والمحبة وما بينهما

مروان.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى