كتّاب

دة المقال اللى كان مفروض ننشره النهاردة فى الجروب السرى:…


دة المقال اللى كان مفروض ننشره النهاردة فى الجروب السرى:

كان كهنة الأزهر دوما فى حدود 5 آلاف عالم، هم من يملكون مفتاح مصر والشخصية المصرية، وهم حلقة الوصل بين الشعب وبين السلطة، وعندما يتمادى مملوك فى إبتزاز الشعب، يتجمع المتمردين أمام الأزهر ويغلق الأزهر أبوابه ويعلن الإحتجاج فيرتجف الوالى ويرفع الظلم، وينتفع العلماء بمنزلة محترمة لدى الحكام تجعلهم متكسبين دوما من مواقفهم.
بس إحنا عارفين يا جماعة إن الكهنة تبيع شرف ربها بجوز سجاير فرط، أو غلام أمرد، أو جوز جوارى، أو صرة دهب، وقدر الباشا يتحكم فى الأزهر وكهنته عن طريق الرشاوى، ولم يبق إلا عمر مكرم الحاكم الفعلى للبلد والذى يستطيع أن يرفع محمد على أو يطرده بالشعب من المحروسة.
يتفاوض الشخ عمر مع فريزر قائد الحملة الإنجليزية على وقف المقاومة مقابل دعم الشيخ عمر لدى الأتراك ليكون حاكم مصر رسميا، تتعثر المفاوضات ويصل محمد على وينهى الإحتلال.
الشيخ يرفض مقابلة الوالى فى إستعلاء مصرى أصيل، فيضطر الباشا إلى فرض ضرائب جديدة دون موافقة الشيخ، الذى يرفض الضريبة ويتعلل بأن الشعب فقير ولايحتمل ضرائب ويبدأ فى مغازلة القطيع.
يقوم الباشا بأخبث موقف يمكن تصوره، يقر بعدم فرض ضريبة على الشعب، فى مقابل أن يدفع الشيخ وباقى كهنة الأزهر ضرائب على أراضيهم المعفية من الضرايب، يعنى عايز تقف فى صف الشعب يبقى تتنازل عن إمتيازاتك اللى بتمص بيها دم نفس الشعب، ويجن جنون الشيخ ويرفض المساومة.
العبقرى محمد على يرسل للشيخ للتفاوض ولكنه يعلم جيدا أنه لو صعد للقلعة فلن يرجع، يرفض المقابلة، يشتكيه الوالى إلى قاضى القضاة باعتباره يرفض أوامر ولى الأمر، ويقع الشيخ فى المصيدة، فلو وقف أمام القاضى سيأمر بإعدامه أو على الأقل سجنه، وبكل تواضع يذهب الباشا ويقف أمام القاضى فى خضوع فى إنتظار الخصم الذى لايأتى، ويكون قرار القاضى بالإدانة.
الشيخ يعمل ” طهور” لحفيد من أحفاده ويعزم مصر كلها على فتة ولحمة، ويذهب عشرات الآلاف للشيخ فى سبيل اللحمة، فى مظاهرة تجعل الوالى يعيد النظر فى موقفه ويخاف الشيخ، ولكن الوالى الذى يعرف جيدا طبيعة الشعب، ينتظر إنتهاء الوليمة ويرسل فرقة من الجند ليلة 5 نوفمبر 1809 تأمر الشيخ بالخروج إلى المنفى فى دمياط، يطلب الشيخ وداع أبنائه وزوجاته، يرفض الجند ويخرج الشيخ منفيا من القاهرة، ولا يجد مواطنا واحدا من الآلاف التى أكلت الفتة واللحمة يدافع عنه، ويتخلص الباشا من حاكم مصر الفعلى، ويتجه بعدها للماليك، بس الأول نعرف مين هما المماليك اللى جزء منهم هايسكن قريتنا ويعادينا ……….
المملوك غلام صغير من سن السابعة للعاشرة، بيشتريه أمير ويلاوط فيه ويسميه السراج، يعنى النور اللى بينور الليل اللوطى، ولما يكبر وشعر دقنه يبتدى يشوك، يقوم سيده مدخله مدرسة ف القلعة اسمها “الطباق” ودى تعتبر مدرسة حربية لتعلم فنون القتال، ويتحول من عبد إلى حر ولكن ولاءه يظل دوما لسيده الأصلى، وكل أمير بيحاول يشترى أكبر عدد من المماليك عشان يقدر بقوتهم يوصل للحكم، ولكن ساعة الحرب بيتجمعوا تحت قيادة أميرهم ويدخلوا الحرب كجيش مصرى

وهناك أيضا المجاليب أو الأجلاب، وهم المماليك الذين جلبهم السلطان الحاكم شخصيا، وهؤلاء يتمتعون بمرتبات عالية وامتيازات خاصة باعتبار ولاءهم لسيدهم السلطان مؤكد، ومنهم فرقة تسمى الخاصكية، وهى الأقرب للسلطان مثل الحرس الخاص مثلا، والسلطان بنفسه يشرف على تدريباتهم، ولهم زى مميز عن باقى المماليك.
وهناك مجموعات أخرى تسمى القرانيص، وهم مماليك خدموا السلطان السابق ولهم خبرة ومهارة فى القتال، ولكنهم غير مقربين للسلطان الحالى باعتبار أن ولائهم مشكوك فيه، وهناك نوع من الغيرة بينهم وبين المجاليب المتمتعين بكل الإمتيارزات مع نقص خبراتهم.
وهناك أخيرا فرقة أولاد الناس، وهو لقب تحقيرى كان يطلق على ابن المملوك المتزوج من مصرية، فهو أقل درجة من المملوك المجلوب من بلاده من ابوين غير مصريين، وكانت العادة ان يعمل أولاد الناس هؤلاء فى التجارة، ولكن تم ضمهم للجيش كفرقة احتياطية فى نهاية العصر المملوكى، ولكنهم لم يتمتعوا بالإحترام الذى يتمتع به الفارس المملوكى، وينظر إليهم الناس على أنهم “خيخة”، أو :زيزة” كما وصفهم بن زنبل الرمال..!!
وطبعا كلنا عارفين إن محمد على إتخلص من المماليك فى مذبحة القلعة سنة 1811 اللى قضى بيها على أهم الأمراء المماليك، حوالى 450 أمير، وهرب الباقين إلى الصعيد بجنودهم، والمماليك كل جيشهم كان مكون من عشرة آلاف جندى، قضى الباشا على الرؤس وبقيت الذيول.
المماليك راحوا احتموا بالبدو فى سوهاج، والبدو قبلو يمدوهم بالحماية نظير تسليم السلاح والمجوهرات، ومع الوقت فلس المماليك تماما من طمع البدو، وصل الأمر إلى إنهم كانوا بياكلوا من علف الخيول، وهنا إبراهيم باشا عرف بوضعهم، وتفاوض معاهم على إنهم ينزلوا من الجبال ويرجعوا تانى لامتيازاتهم نظير القبول بالباشا والى على مصر، وهنا المماليك كانت وصلت لمرحلة اليأس التام، ونزلوا جميعا فى سرادق ضخم أقامة ابراهيم فى سوهاج، حوالى 300 مملوك، ومعهم أكتر من 700 تابع من حاملى السلاح والخدم، فقد كان لكل مملوك ثلاثة أفراد يحملون وراءه السلاح، وبدون رحمة حدثت مذبحة سوهاج التى لم يذكرها التاريخ حيث كان محمد على فى قمة قوته الحربية، وانتهى عصر المماليك، ومن بقى منهم هرب للسودان………….



يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫7 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى