مفكرون

حامد عبدالصمد | لم تكن خطيئتنا الأولى أننا أكلنا من شجرة الحب خِلسةً ولكن أننا لم ننسَ

حامد عبدالصمد

لم تكن خطيئتنا الأولى
أننا أكلنا من شجرة الحب خِلسةً
ولكن أننا لم ننسَ المذاق
أما خطيئتنا الثانية
فكانت حين غطينا أجسادنا بأوراق الشجرة
ولم نغرس أنفسنا عُراةً
عند جذورها
…..
نحن الآن هنا
نحن الآن وهنا
وغداً لن نكون هناك
لأنه ليس هناك غدٌ
ولا هناك هناك
لا يوجد إلا أنت وأنا
ومذاق الثمرة
……
انفصالنا خدعة
الطائرة خدعة
وخروجنا من الجنة
خدعة
وكذلك فأس الفلاح
التي شطرت التفاحة نصفين …
فرق التوقيت بيني وبينك
خدعة
كل ما بيننا
– كل ما ليس أنت وأنا –
خدعة
…..
الحب هديتنا إلى الكون
وهدية الكون لنا
نحن طريق آلامه
وهو صليبنا
صحوتنا قيامته
وقيامته موتنا
….
الحب صرختنا
صرخة توق .. لا شكوى
يقين الابن الضال
أنه والأب واحد
ورؤية الحلاج لما وراء الصليب
الحب تعاطف الوعي مع غياب الوعي
حين يتسلق فوق أسوار الموت والألم ليقول:
اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون
….
الحب ليس اختيار ..
بل نداءٌ وقدر
الحب أغنية لفيروز تقول فيها:
لفتة من بعيد بتكفيني وقلبي لك على طول
ولوحة لـ “ماتيس”
يرقص فيها العشاق
عراةً من كل خوف وكذب
…..
الحب دفء شفاهك فوق عيني
وسكون الزمن بين صدري وصدرك
كقطرات ندى تصنع أبديَّات مؤقتة
على بتلات زهرة هشة
قبل أن تستيقظ الشمس
وقبل أن تسقط فأس الفلاح
على أطراف الحقل
….
الحب جلال الدين يرافق شمس الدين في طيرانه الأخير
نحو الحرية
يمسك شمعة صنعها من ضلوعه
يتسلق فوق أسوار الموت والألم
ويهمس:
حبيبي …
هذه ليست النهاية
بل الاكتمال
نحن الآن هنا
نحن الآن وهنا
نرقص عراةً
حول شجرة الخلد
حيث يمتزج كل العشق
مع كل العشاق
حيث لا يوجد “أنت” ولا “أنا”

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى