كتّاب

مروان الغفوري | تلاعب صالح بالشرور. ما يدنو من نصف قرن وهو يتلاعب بالشرور.

تلاعب صالح بالشرور. ما يدنو من نصف قرن وهو يتلاعب بالشرور. الشر تلو الآخر، الفخ وراء الفخ. بألعابه تلك حول بلده إلى بيت للإرهاب وتباهى بصنيعه، جعل منه وكرا للصراعات الأهلية وباهى بثعابينه، ثم لما استوى على شكل حظيرة ألغام نشر صورة مبتسمة له وأنست روحه.

أوصلته ألعابه الخطرة تلك إلى أن قضى على مشروع الجمهورية، ثم مشروع الدولة، ثم بدد الشعب كمشروع.
وصار لدينا
شعب تنتنيننا
شعب الهرير
شعب سالم
شعب السائلة
وشعوب أخرى لا حصر لها، ولكل شعب علم وموال..
وتكاثر الحمقى الجمهوريون حتى فاقوا حمقى الغدير.

ثم شاء التاريخ أن يمنح الشعب اليمني عبرة وعظة، كي يبصر بأم عينيه أن الشر لا يكسب على الدوام وأن الأشرار الملاعين يسقطون ضحايا ألاعيبهم، وأن "الرب موجود"..

وجاءت الموعظة الرهيبة، جاءت العبرة التاريخية في ساعة وضوح سماوي:
الدمية الحوثية هشمت رأس صالح، الشر يلتهم صاحبه، الحنش ابتلع الحاوي..

وقف الشعب اليمني أمام الجثة، حملق في تلك العظة، ثم خر ساجدا وهو يبتهل:
إلهي، سبحانك ما أكرمك، لقد رفعت الرجل إلى منازل الشهداء..

أراد التاريخ أن يلقي بدرسه كما يفعل مع سائر الشعوب، أن يصرخ في وجوههم: كفوا عن الشرور والدسائس وخذوا العبرة من هذه الخاتمة اللعينة، اعتبروا ..

ولكن شعبنا دهسه وحمل جثة اللعين وسار بها تحت السماء الزرقاء محتفيا بالشهيد البطل، وبالخاتمة الجبارة..

ولو عاد التاريخ ليلقي درسا لما وجد من شيء يمكنه قوله. لقد بصقوا في وجه أعظم معلم تحت السماوات: التاريخ ..
وانتشلوا الجثث اللعينة ونصبوها شهداء وأبطالا.

قلت هذا الكلام لرجل قال لي لماذا توقفت عن الكتابة في السياسة..

ولكنه لم يفهم ما أردت قوله،
وتلك قصة أخرى …

م.غ

مروان الغفوري | كاتب يمني

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى