كتّاب

عصام القيسي | قبل يومين فقط كان هنا على صفحتي يعلق متسائلا عن بعض الأمور،

قبل يومين فقط كان هنا على صفحتي يعلق متسائلا عن بعض الأمور، اختلفنا حول مفهوم، أصر على رأيه وسكت. قبل دقائق قرأت خبر وفاته. لقد سكت إلى الأبد!. الله ما أتفه هذه الدنيا وأقصرها. الدكتور محمد الحبابي رجل جمهوري من طراز نادر. أكثر من عرفت على الفيس بوك دفاعا عن الحرية والمساواة والتبادل السلمي للسلطة كحل ناجع لمشكلاتها. كان صوتا شجاعا ضد الجائحة الإمامية وهو بين ظهرانيهم. كان يشعر أن القيامة قد قامت بعودة الإمامة. عرفته لأول مرة في العام 1993 في عمل مشترك جمعنا. كان حينها يدعى المقدم محمد الحبابي، وكنت حينها أدعى المساعد عصام القيسي. كلفته دائرة شئون الضباط بالقوات المسلحة أن يعمل ضمن فريق على إعادة تأهيل ملفات ضباط الجنوب التي جاءت بعد الوحدة فكنت أنا فريقه كله!. كان عدد الملفات حوالي 45 ألف ملف. مليئة بغبار التاريخ. عملنا سويا حتى أنهينا المهمة بنجاح. علمت حينها أنه يجيد عزف العود أيضا، لكنه لا يحب مشاركة الناس هذه الهواية ولا يحب أن يزعج مطوعا مثلي حينها بخبر كهذا!. وبعد مرور حوالي 21 سنة التقينا مرة أخرى في جلستين أوثلاث كانت إحداهما بمنزله. لا أمان لهذه الدنيا. رحمك الله يا دكتور محمد.


اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى