قضايا المرأة

الجزء (٣): عبرت عن عقدة الخوف هذه التي تورثها العائلات لفتياتها الكاتبة #رزان_شل…


الحركة النسوية في الأردن

الجزء (٣):
عبرت عن عقدة الخوف هذه التي تورثها العائلات لفتياتها الكاتبة #رزان_شلبي على موقع @raseef22 فكتبت:

بالرغم من أننا نتغير ونحاول التغيير، لا نستطيع الهروب من السؤال نفسه، كيف أعود إلى البيت سالمة؟ بيد أن الإجابات عن هذا السؤال وما توجبه باتت وكأنها عادات طبيعية، رغم معناها الوحيد أن منبعها هو الخوف
وفي النتيجة، يصبح هذا كله أرضاً خصبة للوم الضحية
نحن لا ننسى الضحايا؛ ليتنا قادرات على فعل ذلك. نتعرف جيدًا على الضحايا، ونحفظ تفاصيل الأحداث ونسترجعها في كل موقف يجبرنا على ذلك. وكأن الضحية تمسي شبحًا في حياتنا رغم حبنا لها؛ فمع كل جريمة تحدث ومع كل مكان تحدث فيه جريمة، نعي أن العنف قد وجد سبــيلًا إلينا
والخوف لا يكون عابرًا، فحين تقتل امرأة في سيارتها، نخاف سياراتنا: “كل مرة بطلع أسوق بهتم أقفل كل الأبواب”
وحين يتم اختــطاف امرأة، نخاف سيـارات الأجرة: “ركبنا تاكسي وصاحباتي وصلوني عبيتي مع إنه أبعد وأغلى بس عشان ما أكنش لحالي”
ونخاف الشوارع: “بضل ماسكة التلفون وبتصل ع حدا، وإذا ما حدا رد علي بعمل حالي عم بحكي”
وحين تموت فتاة في حادث سير مع شاب نمنع أنفسنا من مرافقة الرجال ولو كانوا أصدقاء: “من لما توفت هديك الصبية بحادث السير مع صديقها، وطلع عليها حكي، بطلت أقدر أركب مع حدا خصوصي بالليل”
خوف عام من كل شيء وفي كل مكان: “لما استأجرت بيت اهتميت يكون سياج ع الشبابيك، ويكون عالي بس بدون سطح… عشان ما حدا يفوت”، “لما بلبس جينس بهتم الاقي بلوزة طويلة تغطي”، “صرت اتفادى المحلات المزدحمة، من بعد ما شب مرة ضل ماشي وراي ورفعلي الجاكيت”، “هو شكله شغل منيح بس كيف هيك قبل يوظفني بدون مقابلة؟!”
جميعها اقتباسات عن شابات من بيوت مختلفة، فحين أدقق في تصرفات النساء اليومية وأسأل ما الذي يجعل تصرفاتنا متشابهة ومشتركة؟ أجد جوابًا واحدًا: إنه الخوف. خوف خفي من أن نكون ضحيةً قادمة، نغفل عنه ولا نلاحظه ونباشر حياتنا خائفات دون أن نعي ذلك
بيد أن العنف موجه ضدنا بجميع أشكاله، ومع كل جريمة نزداد ثقلًا ونطالب بأن نقف أمام مفارق طرق أكبر وأكبر، بدءًا من نقاشاتنا مع أهلنا ومع أصدقائنا ومع من نحب، وحتى نقاشاتنا مع أنفسنا. هكذا يصير ثمن حريتنا أغلى، وهكذا نضطر أن نزداد قوة
أضف أن هذا النضال بخلاف الكثير غيره، يتميز بأننا مرغمات على خوضه بشكل شخصي في قراراتنا وعاداتنا اليومية، دون أي فرصة للاستقالة: “صراحة بحاول ما أهتمش وأضل أتصرف متل ما بدي، إذا صار اشي بتصرف بنفس اللحظة، بس أمي قالت لي إني لما بردش عالتلفون معناها انخطفت”

#معتقلات_المنازل

الجزء (٣):
عبرت عن عقدة الخوف هذه التي تورثها العائلات لفتياتها الكاتبة #رزان_شلبي على موقع @raseef22 فكتبت:

بالرغم من أننا نتغير ونحاول التغيير، لا نستطيع الهروب من السؤال نفسه، كيف أعود إلى البيت سالمة؟ بيد أن الإجابات عن هذا السؤال وما توجبه باتت وكأنها عادات طبيعية، رغم معناها الوحيد أن منبعها هو الخوف
وفي النتيجة، يصبح هذا كله أرضاً خصبة للوم الضحية
نحن لا ننسى الضحايا؛ ليتنا قادرات على فعل ذلك. نتعرف جيدًا على الضحايا، ونحفظ تفاصيل الأحداث ونسترجعها في كل موقف يجبرنا على ذلك. وكأن الضحية تمسي شبحًا في حياتنا رغم حبنا لها؛ فمع كل جريمة تحدث ومع كل مكان تحدث فيه جريمة، نعي أن العنف قد وجد سبــيلًا إلينا
والخوف لا يكون عابرًا، فحين تقتل امرأة في سيارتها، نخاف سياراتنا: “كل مرة بطلع أسوق بهتم أقفل كل الأبواب”
وحين يتم اختــطاف امرأة، نخاف سيـارات الأجرة: “ركبنا تاكسي وصاحباتي وصلوني عبيتي مع إنه أبعد وأغلى بس عشان ما أكنش لحالي”
ونخاف الشوارع: “بضل ماسكة التلفون وبتصل ع حدا، وإذا ما حدا رد علي بعمل حالي عم بحكي”
وحين تموت فتاة في حادث سير مع شاب نمنع أنفسنا من مرافقة الرجال ولو كانوا أصدقاء: “من لما توفت هديك الصبية بحادث السير مع صديقها، وطلع عليها حكي، بطلت أقدر أركب مع حدا خصوصي بالليل”
خوف عام من كل شيء وفي كل مكان: “لما استأجرت بيت اهتميت يكون سياج ع الشبابيك، ويكون عالي بس بدون سطح… عشان ما حدا يفوت”، “لما بلبس جينس بهتم الاقي بلوزة طويلة تغطي”، “صرت اتفادى المحلات المزدحمة، من بعد ما شب مرة ضل ماشي وراي ورفعلي الجاكيت”، “هو شكله شغل منيح بس كيف هيك قبل يوظفني بدون مقابلة؟!”
جميعها اقتباسات عن شابات من بيوت مختلفة، فحين أدقق في تصرفات النساء اليومية وأسأل ما الذي يجعل تصرفاتنا متشابهة ومشتركة؟ أجد جوابًا واحدًا: إنه الخوف. خوف خفي من أن نكون ضحيةً قادمة، نغفل عنه ولا نلاحظه ونباشر حياتنا خائفات دون أن نعي ذلك
بيد أن العنف موجه ضدنا بجميع أشكاله، ومع كل جريمة نزداد ثقلًا ونطالب بأن نقف أمام مفارق طرق أكبر وأكبر، بدءًا من نقاشاتنا مع أهلنا ومع أصدقائنا ومع من نحب، وحتى نقاشاتنا مع أنفسنا. هكذا يصير ثمن حريتنا أغلى، وهكذا نضطر أن نزداد قوة
أضف أن هذا النضال بخلاف الكثير غيره، يتميز بأننا مرغمات على خوضه بشكل شخصي في قراراتنا وعاداتنا اليومية، دون أي فرصة للاستقالة: “صراحة بحاول ما أهتمش وأضل أتصرف متل ما بدي، إذا صار اشي بتصرف بنفس اللحظة، بس أمي قالت لي إني لما بردش عالتلفون معناها انخطفت”

#معتقلات_المنازل

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

‫2 تعليقات

  1. حتى انا رغم علاقتي المنيحة مع اخواني و بعرفهم طيبين و بنحب بعض كثير بس صرت بشك فيهم و بتوقع منهم شغلات فظيعة على قد ما بشوف اخوة مجانين و عنيفين مع اخواتهم???????? كلنا بنتأثر و بنخاف لما وحده تتعرض لعنف او تحرش او تمييز لمجرد انها انثى و بنتوقع نكون الضحية من بعدها

زر الذهاب إلى الأعلى