كتّاب

حينما سُـئِل أبينا قداسة البابا تواضروس مِن قِبل صحافي عن…


حينما سُـئِل أبينا قداسة البابا تواضروس مِن قِبل صحافي عن تعداد المسيحيـين في مصر كان عليه أن لا يُجيب بأي رقم عشوائي من عنده حتى و إن كان صحيحًا ، فهذا ليس من اِختصاص و شأن البابا ، فكان على قداسة البابا أن يقول لمن سأله أن يتوجه بسؤاله هذا إلى الجهات المُختصة المنوطة بذلك ، فقداسة البابا ليس موظفًا في السجل المدني أو في وزارة الصحة حتى يُجيب بدلًا منهما ، فتصريحه هذا أثار اِستفزاز الكثير منا ، فهو أيضًا من قبل تحديدًا عام 2018 صرّح بأن عدد المسيحيـين في مصر حوالي 15 مليون مواطن ، و هو أيضًا نفس العدد الذي قاله و صرّح به حينما سُـئِل هذا الأسبوع من عام 2023 ، فكيف هذا العدد لا يتغير أو يزيد خلال خمس سنوات؟! ، لا أتكلم هنا غضبًا و غيرة على كثرة أو قلة العدد كما من الممكن أن يظن البعض بي خطأً ؛ لكن غضبًا من العشوائية و عدم الحكمة في السؤال و الجواب أيضًا ؛ فالعدد لا يفرق لنا في شيء و لم يكُن بالنسبة لنا أبدًا موضوع اِهتمام في يوم ، فكثرة العدد لا تعني الصحة أو الاِستقامة في أي شيء في الحياة ، فهذا لا يعنينا ، و عدم تصريح أي من مسؤولين الدولة عن عدد الأقباط المسيحيـين في مصر أر أن في ذلك حكمة كبيرة و هدف ، فنحن جميعًا مواطنون متساوون في كل شيء في الحقوق و الواجبات ، و قبل أن نُعّرف أنفسنا و نقول أننا مُسلمين أو مسيحيـين نقول نحن “مصريون” ، و هذا شرف عظيم فوق رؤوسنا جميعًا ، فالدولة حكيمة جدًا تُريد أن تُوصِل رسالة للجميع بأننا جميعًا نحيا و نعيش تحت مظلة القانون ؛ فنحن دولة المواطنة و المدنية و القانون ، فالدولة لا تتعامل معنا أو تنظر إلينا كأكثرية أو كأقلية ؛ بل كمواطنين مصريين فقط ، لا اِعتبار للدين في مُعاملتنا أبدًا ، فقانون و دستور واحد موضوع لأجل جميع المواطنين نأخذ حقوقنا و نُسأل و نُعاقب به إن أخطأ أحد ، و هذا هو المنهج الأصوب و الأصلح لمصلحة الوطن و أساس متين لقوة و ثبات و نجاح أي دولة ، و أريد أن أقول لمن يقول: أن مصر دولة مسيحية أو مصر دولة إسلامية و كل هذا الهُراء الأحمق المُضيع للوقت ، بأن مصر مصرية فقط لا تنتمي إلى أي دين ، و جميعنا أقباط سواء مُسلمين أو مسيحيـين هذا هو تاريخنا و أصلنا الذي لا يقدر أن ينكره أحد ، الدولة للجميع لأنها مدنية و ليست دينية ، فأتركوا هذا الصراع و الجدال البائخ فمصر لنا جميعًا بكل أدياننا و مُعتقداتنا و أجناسنا و كل أختلافاتنا ، مصر الأم و الحضن و السند و الأمان التي تُجمعنا جميعًا على أرض واحدة ، و نتشارك و نتقاسم في خيراتها الوفيرة ، حفظ الله مصر و شعبها الطيب الأصيل من كل شر و من كل سوء.

#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

‫2 تعليقات

  1. عدد المسيحيـين الأقباط لو مليون زي ٥٠ مليون زي ١٠٠ مليون .. مش فارق العدد في حاجة .. إيه المؤثر علينا في العدد مش فاهم؟! .. و ليه الناس واخدة العدد موضع اهتمام أصلًا؟! كلنا بنعيش في وطن واحد بمحبة و سلام مافيش لحد فضل على حد .. لا الأكثرية أو الأقلية .. كلنا في الاخر اسمنا مصريين .. و ده شرف يكفي جدًا كمان عن ذكر أي دين أو اِنتماء لأي شيء آخر غير الوطن.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى