مفكرون

أحمد علام الخولي | وكأن روح أسامة انور عكاشة فى ذكرى وفاته ترى مصر من الأعلى وتذكرنا بمقولته عن


وكأن روح أسامة انور عكاشة فى ذكرى وفاته ترى مصر من الأعلى وتذكرنا بمقولته عن الوهابيين
( كيف سمحنا لهم بغزونا فكريا مرة أخرى وقد جاءوا بنفس الجمود والملابس والأهداف وكأنهم بعثوا منذ ألف عام بكل بربريتهم ووحشيتهم لا يبتغون إلا خرابا وقتلا )
هذا ما كتبه المبدع الراحل حين إستفحل التواجد الوهابى بمصر وطغت مظاهره على الوجوه والملابس والسلوكيات فى الشارع المصرى كما أتذكر وصفه العبقرى للمد الوهابي حين بدأ يغزو بلدنا منتصف السبعينات حيث قال
(إنه يريد أن يرسو على بر ليثبت خطاه حتى لو كانت خطاه موحشة قاحلة تورث اليأس ولن تجد أخصب من عقل شعبنا المطحون بين الفقر وبين التجهيل لتتشربه فاليأس أحد الراحتين فهو كالموت قاتم حزين ولكنه بلا عذاب يجعلك ترى رأسك مكان رجليك و ترى السراب يقينا وترى الفشل راحة )
ثم قال موجها كلامه للحكومة أنذاك ( خدوا بالكم الخية بتتنصب والشبكة واسعة وقوية وهتبلعنا )
ومن أبدع ما قرأت له بأحد مقالاته بالمصرى اليوم وهو يصف الأقلام التى ترسخ للجهل الدينى بعد الهجوم عليه أن عهر القلم أشد انواع العهر لأنه بلا توبة – كما تنبأ مبكرا ان الصراع الطبقي في مصر لا يقل خطورة عن الصراع الدينى فقال أن الأول بيتزعمه بعض اللصوص والصراع الدينى يتزعمه الإخوان من جهة ومشايخ الأزهر من جهة

وظل يواجه بأعماله التنويرية ذلك المد الوهابي من خلال أعماله يوضح للناس فيها الفرق بين هويتنا وطبيعتنا وبين ما صرنا إليه فكانت أعماله كلها تجسيدا لواقع الشارع ورصد للتحول الذى أصاب الناس وكانت أخر مقالاته بالمصرى اليوم عن الغزو العربي لمصر وقادته حاسمة جلبت له الكثير من المشاكل التى كان مستعدا لها فلم يكن يهمه إلا مصر بلده التى عشقها حتى النخاع ..وأنا من الجيل الذى تربى على أعماله وفكره التنويرى الرائع من خلال اعماله التى حاول أن يصور للناس فيها الدين السهل والبسيط الخالى من التشدد والعنف والتقيد بالعادات الصحراوية فى الملابس والاخلاقيات والمعاملات بين كل المصريين

كل الـ///ــلام والرحمة لروح المبدع العاشق لمصريته


Ahmed Allaam Elkholy

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى