كتّاب

هاشم العامر | لماذا على النساء وعلينا كره أعوام (1703 ، 1928 ، 1952 ، 1965 ، 1970 ، 1979 ، 1989)


لماذا على النساء وعلينا كره أعوام (1703 ، 1928 ، 1952 ، 1965 ، 1970 ، 1979 ، 1989)

على مثل هذه الصورة ، ستجد في الغالب تعليقات مرافقة من قبيل (الأردن قبل الغزو الوهابي / المجتمع قبل الأخونة / النساء قبل الزيوت الأفغانية والخ) ، كما ستجد صورا لدول أخرى أخرى تحمل نفس العناوين تقريبًا مع تغيير باسم البلد ، مصر قبل الغزو الواهبي والجزائر وتونس وغيرها ..<br /> وفكرة الصور ليست معبرة عن قضية لباس المرأة ولا حتى حالها البائس التي وصلت إليه ، وهي هي رمزية لما وصل له المجتمع اليوم.

فلا مجتمع يستطيع النجاة دون نساء حرة ؛ تقول الكاتبة كيرميان كرير ، كذلك ربط قاسم أمين ، حرية المرأة بنهضة المجتمع وتقدمه.

إذا فالقضية ليست نسوية بحتة ولا تشكل حقوق المرأة ، فهي مؤشر على تردي حال المجتمع وتحوله من مجتمع متقدم لم مجتمع منغلق وبيئة خصبة للتطرف والتخلف.

وعلى ذكر قاسم أمين ، فالإرث الذي تركه الرجل وأسبقيته بطرح هذا الموضوع ، تحول دون ربط فكرة النسوية بكونها فكرة مستوردة من الغرب ، ويجعلها فكرة أصيلة في المجتمعات العربية ، تماما كحركة السيدة هدى شعراوي التي سبقت حركات غربية كثيرة ، وقبلها إصلاحات الأميرة فاطمة بنت الخديوي ، وأمثلة أخرى كثيرة.

وذلك يلي أعوام شهدت ولادة حركات وأحداث ، لاحقا ستسهم بشكل رئيسي بإجهاض مشروع النهضة العربية.

1703<br /> العام الذي ولد به محمد بن عبد الوهاب ، مؤسس الحركة الوهابية في الجزيرة العربية ، والتي ستضع المرأة كعدو بارز لها ، ولاحقا ستسخدم بريطانيا هذه الحركة لتحويل الأنظار عن الهيمنة الإنجليزية ، لتتركز على قشور الدين ومظاهر التدين.

1928<br /> تأسيس جماعة الإخوان على يد حسن البنا بدعم إنجليزي ، وذلك بعد نجاح أول ثورة ليبرالية عام 1919 بقيادة سعد زغلول بتخفيف هيمنة بريطانيا على مصر ، واكتسابها شعبية هائلة في الشارع المصري ، فجاءت حركة الإخوان لضرب التيار الليبرالي المتنامي ، وتحويل الصراع بين مستعمِّر ومستعمَّر ، لصراع بين مؤمنين وفسقة.

1952<br /> نجاح انقلاب "الضباط الأحرار" في مصر ، بغطاء شعبي من الإخوان المـ///ــلمين ، ما أعطى شرعية للإخوان (لفترة مؤقتة قبيل انقلاب عبد الناصر عليهم العام 1954).

1965<br /> ولادة التيار القطبي ، نسبة لسيد قطب ، وهو التيار الذي سيكفّر المجتمع بأكمله ويحمّل المرأة وزر انحراف المجتمع.

1970<br /> وصول أنور السادات للحكم في مصر ، وهو الذي أطلق على نفسه اسم الرئيس المؤمن ، وهو الذي سيسلم المجتمع للتيارات الدينية والمتأسلمين ، لمواجهة المجتمع الاشتراكي الذي يدين لعبد الناصر بالولاء ، فأنجب هذا الأمر أصوات حجبت شمس الحرية ، كعبد الحميد كشك والشعراوي وغيرهم.

1979<br /> لعله العام الأكثر ظلامية ، وصل فيه الخميني للحكم في إيران ، بعضها يحلم بتصدير ثورته لدول الخليج حيث الأقليات الشيعية ، ما دفع السعودية لإخراج المارد الوهابي لمواجهته ، بعد أن كان نائما ..<br /> كما نفسه العام الذي بدأ فيه حرب ضد الاتحاد السوفييتي ، والذي أوعزت فيه الولايات المتحدة لأنظمة عربية لفتح باب الجهاد ضد الروس ، ما أعطى دفعة للحركات الوهابية والإخوانية التي تحمل على عاتقها الحشد للقتال هناك ، لتولد القاعدة وبناتها لاحقا كداعش وغيرها من التنظيمات المنظمة.<br /> كما سيعد فرصة لتيار الصحوة في السعودية ليبدأ بتفريخ أعلام التطرف كالعريفي وسلمان العودة والقرني والعوضي وغيرهم.

1989<br /> عام التتويج بالنسبة للحركات المتطرفة ، بالشراكة مع العامين التاليين 1990 و 1991.<br /> حيث استطاعت جبهة الإنقاذ الفوز بانتخابات الجزائر ليلي ذلك حرب اهلية في الجزائر<br /> كما نجحت حركة النهضة بانتخابات تونس قبل أن تنقلب عليها بن علي ، وكذلك وصل إخوان الأردن لمجلس النواب ، ووصلت طالبان لحكم أفغانستان ، ووصل البشير الإخواني لحكم السودان ، وانقلب الإـ///ــلاميون في الصومال ودخلت البلاد في نفق المجاعة والانقسام.<br /> كما بدأ الحديث عن مصطلح "السينما النظيفة" والتي كان يقصد بها سينما تتناسب مع المجتمع الجديد.<br /> فكان هذا العام بداية النهاية للمجتمع المدني العربي الذي بدأ منذ القراء القرن العشرين.

تنويه: محورية مصر وحجمها وتأثيرها برفقة السعودية ، تجعل الأحداث المحلية فيهما تنعكس على المجتمع العربي بأكملها من المحيط للخليج ، لذلك ستجد عبارة "إذا غابت الشمس في القاهرة أظلمت في الرباط والمنامة" تنطبق على ما كان يحدث.
تنويه آخر: المصادر والشواهد في التعليقات.<br /> وتحياتي



هاشم العامر | كاتب

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى