مفكرون

#الربا_من_كتاب_الله….


#الربا_من_كتاب_الله.

‏(قالوا إِنَّمَا البَيعُ مِثلُ الرِّبا وَأَحَلَّ الله البَيعَ وَحَرَّمَ الرِّبا﴾
‏ما هو #الربا؟
هل التعامل مع البنوك محرم؟!

‏ما هو الربا؟
‏الربا في #كتاب_الله هو الزيادة المالية الربحية العائدة على رأس المال.
‏الحالة الوحيدة لهذه الزيادة المالية التي أحلّها الله هي الزيادة العائدة على رأس المال من البيع فقط، وبشرط أن لا يكون الربح أضعافاً مضاعفة.
‏قال تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأْكُلُوا۟ ٱلرِّبَوٰٓا۟ أَضْعَٰفًا مُّضَٰعَفَةً)
أي لا يزداد بنسب متضاعفة!!
ففي اللحظة التي تُقرّر فيها أن تكون أرباحك العائدة على رأس مالك أضعافاً مضاعفة، فقد وقعت في ما حرّمه #الله من الربا.
‏وبترتيل آيات الربا في كتاب الله سنجد أن الربا قد ذُكر في ثلاث سياقات:
‏• في تعاملات البيع (التجارة)
‏• في مستحقين الصدقات
‏• في أموال الناس (القروض)

1️⃣ تعاملات البيع (التجارة)
‏في أي تعامل تجاري ‏يتم الإتفاق بين جميع الأطراف بالتراضي، وهذا الإتفاق التجاري قد يعود على رأس المال إما بزيادة على شكل (أرباح) أو بنقصان على شكل (خسائر).
‏فالربح الناتج عن عملية البيع لأي سلعة، هو غير مستمر بنسب متضاعفة (أضعاف مضاعفة) بل هو ربح محدد وثابت.
‏لذلك أجابهم الله بأن ‏أسلوب الزيادة التجاري على رأس المال في البيع هو حلال، ‏بينما‏ إذا إستعملت في تعاملك التجاري أسلوب المضاعفة (أضعاف مضاعفة) فسيتحوّل إلى ربا وأصبح المال حراماً، ‏وهذا ليس بيع بل هو ربا.

2️⃣ التعامل الربوي مع مستحقين الصدقات.
‏تحدث الله هنا بشكل صارم جداً، وبيّن أن أي ربا يؤخذ من إنسان مستحق للصدقة سيمحقه الله لا محالة، قال تعالى (يَمحَقُ الله الرّبا ويُربِي الصّدَقات).
‏لأن مستحق الصدقة هو شخص في الأساس مُعسّر ومُستهلِك ومحتاج، وليس له مصدر دخل، ففرض الله له ‏حق في أموالنا من خلال الصدقات الفردية أو الصدقات المجتمعية (أموال الزكاة) التي تجمعها الدولة من دافعين الصدقات.
‏بالتالي كيف لنا أن نقوم بإقراض مستحق الصدقة، وهو أصلاً له حق مالي لم يُدفع له ولم يستوفيه بعد!؟
‏وقد بيّن الله ذلك في الآيات، ‏حيث أن الله عندما يبسط الرزق لأي إنسان، ‏فإن هذا الرزق (المال) هو مال من مال الله الذي أودعه الله عند من يشاء من عباده.
قال تعالى:
(أوَلم يَرَوا أنّ الله يَبسُطُ الرّزق لمَن يشاءُ ويقدِرُ إنّ في ذلكَ لَآياتٍ لقَومٍ يُؤمنون)
(فآتِ ذا القُربى حقّهُ والمسكينَ وابن السّبيل ذلكَ خَيرٌ للّذين يُريدونَ وَجهَ الله وأولئكَ هُمُ المُفلِحون)
‏بالتالي كل من بسط الله له في الرزق، هو فعلياً تحت إختبار مستمر من الله في هذه الأمانة إن كان سيصونها ويؤديها لمستحقّيها أو سيمتنع عن ذلك.
‏ومن يقع في ذلك، فالله لن يبارك للمرابي الذي يُقرض مستحقين الصدقات، بينما سيُربي مال الذي يُنفق الصدقات لمستحقّيها بأضعافٍ مضاعفة من الأجر من عنده في الدنيا والآخرة .

3️⃣ الربا في أموال الناس (القروض).
قال تعالى:
(وما آتيتُم مِن ربًا ليَربُوَ في أموالِ النّاس فلا يربو عندَ الله وما آتَيتُم من زكاةٍ تُريدون وَجهَ الله فأُولئكَ هُمُ المُضعفون)
‏يُحذرنا الله في هذه الآية على أن أي إتفاق على (إقراض مالي) وليس تجاري، مع أي إنسان، ‏حتى لو كان مؤهلاً للسداد، يعود بزيادة على رأس المال هو (ربا) ولن يدعه الله يربو عنده، ‏بالتالي سيمحقه الله كما حذرنا في الآية أعلاه.
‏وحثنا بالتوجه لدفع #الصدقات التي تُجمع، كزكاة لأنفسنا لوجه الله، لأن الصدقات هي الوسيلة المضمونة من الله (القرض الحسن) ‏والتي سيُربيها الله بضمان منه، فهو الذي يأخذ تلك الصدقات بنفسه، ويعيد لنا المال أضعافاً مضاعفة.
﴿مَن ذَا الَّذي يُقرِضُ الله قَرضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافًا كَثيرَةً والله يَقبِضُ وَيَبسُطُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾
‏ومن كان قد دخل في تعامل ربوي سابق في (أموال الناس) أو مع (مستحقين الصدقات) أمَرَه الله أن يترك ما تبقى من هذا التعامل الربوي على الفور.
(يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَذَروا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِن كُنتُم مُؤمِنينَ فَإِن لَم تَفعَلوا فَأذَنوا بِحَربٍ مِنَ الله وَرَسولِهِ)
‏فمن لم يمتثل لهذا الأمر التشريعي الإلهي، سيُحارَب من #رسول_الله (في حياة رسول الله)
‏وسيُحاربه الله في ما آتاه الله من نِعَم (مال، صحة، ولد، جاه.. الخ) ناهيك عن عذاب الله له في الآخرة أيضاً.
‏وقد وضع الله منهجية لترك هذا الربا، فلا نَظلِم⁩ أحداً ولا نُظلَم.
قال تعالى: (وَإِن تُبتُم فَلَكُم رُءوسُ أَموالِكُم لا تَظلِمونَ وَلا تُظلَمون).
‏فمن إمتثل لأمر الله، فله حق في رأس ماله إن لم يكن قد إستوفاه بعد.
(وَإِن كانَ ذو عُسرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيسَرَةٍ)
‏وإن كان المدين مُعسر، فيجب أن تنتظر عليه إلى أن يتيسّر حاله.
(وأن تَصَدّقوا خَيرٌ لَكُم إن كُنتُم تَعلمون)
ومن تصدّق بما تبقى له من مال على المدين وسامحه، فهو خير له، لأن الله حتماً سيُربي له هذا التصدق.
وقد علّمنا الله كيف نثبّت الحقوق في الدّيْن والتعاملات التجارية في أطول آية في #القرءان.
(يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا تَدايَنتُم بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكتُبوهُ)
‏إذا تعاملتم بالدَّيْن فيجب عليكم كتابة ذلك الدّيْن خطياً.
(وَليَكتُب بَينَكُم كاتِبٌ بِالعَدل)
‏وليكتب بينكم ذلك الدّيْن شخص بالعدل وبالإنصاف.
(ولا يَأبَ كاتبٌ أن يَكتُبَ كَما عَلّمَهُ الله)
‏فلا يمتنع أو يخاف هذا الكاتب إذا تم إستدعاؤه ليقوم بعملية تثبيت هذا الحق كما علّمه الله.
‏كيف علمه الله؟
(فليَكتُب وليُملِلِ الّذي عَلَيهِ الحَقّ وليَتّقِ الله رَبّهُ ولا يَبخَس منهُ شَيئا)
‏فليكتبه كتابةً وبطريقة الإملاء على الذي عليه الحق بدون أن يتلاعب في المسميات في حق الدائن لكي لا يبخس من حقه شيئاً.
(فإن كانَ الّذي عَلَيهِ الحَقّ سفيهًا أَو ضَعيفًا أو لا يَستَطيعُ أن يُمِلّ هُوَ فَليُملل وَلِيُّهُ بِالعَدل)
‏وإن كان المدين سفيهاً أو ضعيفاً (به صمم أو خرس أو عمى أو أي مشكلة أخرى) فيتم إستدعاء وليه الذي يجب أن يكون منصفاً بالعدل ويملي الحق الذي وقع عليه.
(وَاستَشهِدوا شَهيدَينِ مِن رِجالِكُم فَإِن لَم يَكونا رَجُلَينِ فَرَجُلٌ وَامرَأَتانِ مِمَّن تَرضَونَ مِنَ الشُّهَداءِ أَن تَضِلَّ إِحداهُما فَتُذَكِّرَ إِحداهُمَا الأُخرى)
‏وهناك تفصيل لمعنى رجل وإمرأتين، في منشور سابق بعنوان #شهادة_الأنثى.
(ولا يَأبَ الشّهَداءُ إذا ما دُعوا)
‏ولا يجوز أن يمتنع الشهداء إذا طُلِب منهم الشهادة على الدَّين.
(ولا تَسأموا أن تكتُبوهُ صغيرًا أَو كَبيرًا إلى أجَلِهِ ذلكُم أقسَطُ عِندَ الله وأقوَمُ لِلشّهادَةِ وَأَدنى ألّا تَرتابوا)
‏ولا يجوز أن نستثقل من كتابة الدَّين، ‏سواءً كان ديناً قليلًا أو كثيرًا، وتحديد مدته بوضوح، فكتابته أعدل عند الله لكي لا يدخل الريب والشك في نوع الدَّين ومقداره ومدته.
(إلّا أن تكونَ تجارةً حاضِرةً تُديرونَها بينَكُم فَليسَ عَليكُم جُناحٌ ألّا تكتُبوها)
‏إلّا إذا كان هذا الإتفاق ليس بديْن بل هو إتفاق تجاري ‏بسلعة حاضرة وثمن حاضر، فلا حرج أن لا تكتبوه لكن:
‏(وَأَشهِدوا إِذا تَبايَعتُم)
‏لكن يجب أن تُشهدوا على هذا الإتفاق التجاري ممن ترضون من الشهداء.
(وَلا يُضارّ كاتِبٌ وَلا شَهيدٌ وإن تَفعَلوا فَإِنَّهُ فُسوقٌ بِكُم وَاتَّقُوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله والله بِكُلِّ شَيءٍ عليم)
‏ولا يجوز الإضرار لا بكاتب العدل ولا بالشهداء، ومن يسيئ إليهم أو يضرهم فإن هذا التصرّف خروج عن طاعة الله، فالله هو الذي علمكم ما هو أفضل ‏لحالكم في الدنيا والآخرة، والله لا يخفى عليه شيء فهو بكل شيء عليم .

هل التعامل مع البنوك مُحرّم؟
‏البنك هو مؤسسة مالية مصرفية، تُدير الأموال عن طريق الإقراض التجاري الذي ينتفع به المجتمع بإنشاء مشاريع تجارية تعود على الناس في المجتمع بالفائدة.
‏هناك حالتين في التعامل مع البنك.

•الحالة الأولى:
‏أن تودع أموالك في البنك وتأخذ فائدة ربحية على رأس مالك.
‏هذا الإيداع هو إتفاق تجاري، أي أنك تُخوّل البنك بأن يستثمر لك أموالك بطريقة آمنة يحفظ فيها رأس مالك من الخسارة، فالبنك لديه متخصصين في الحفاظ على الأموال.
‏هذه الفائدة إذا كانت (أضعاف مضاعفة) فهي بالتأكيد أصبحت ربا ومالاً حراماً.
‏لكن البنوك لا تُضاعِف الأرباح للمودعين بنسب متزايدة (متضاعفة) للمودع!!
‏بالتالي الفائدة الثابتة الربحية العائدة على رأس مال المودع، هي حلال دون أدنى شك، بناءً على تحليل الآيات أعلاه.

•الحالة الثانية:
‏وهي الحالة المعاكسة.
‏أي أن تقوم أنت بالإقتراض من البنك لتستثمر في مشروع بعد أن تكون قد إستوفيت الدراسة الإقتصادية لهذا المشروع.
‏فالبنك لن يُقرض شخصاً مُعسراً أو لم يجد جدوى من مشروعك، فأيضاً لن تصبح مؤهلاً للإقتراض.
‏بالتالي هذا النوع من الإتفاق التجاري بينك وبين البنك، هو ليس ربا، طالما لم يفرض عليك البنك نسب ربحية مضاعفة.
‏لكن هناك إحتمال أن يفشل هذا المشروع، بالتالي يُصبح المدين غير قادر على السداد.
‏هنا الذنب سيقع على البنك إن لم يتوقف عن إحتساب الفائدة على المدين، ‏لأن المدين أصبح مُعسراً.
‏بالتالي يجب على البنك أن يُسامح المدين فيما يتبقى من فوائد، وينتظر لحين أن تتيسر أمور المدين أو أن يصل البنك والمدين الى تسوية عادلة لإسترجاع رأس المال.

الخلاصة:
‏•أيّ تعامل في أموال الناس (ليس تجاري) وفيه زيادة على رأس المال (ربا في أموال الناس) هو ربا ومحرم.
‏•أيّ إقراض لشخص مستحق للصدقات هو ربا ومحرم.
‏•أي زيادة على رأس المال ناتجة عن تعامل تجاري (بيع) هي حلال طالما لم تتحول هذه الزيادة إلى أضعاف مضاعفة مستمرة.

نهايةً:
‏هذه رسالة مني إلى كل من يقول بأن كتاب الله غير مُحكم وغير مُفصّل فهو مفترٍ على الله.
دين الله الحق قد إكتمل في كتابه (القرءان) الذي بلّغه رسوله سلام الله عليه على أكمل وجه.
(كِتَٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ).

#شغّل_عقلك.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Hussein Alkhalil

الجدال والنقاش مع المغيبين مضيعة للوقت، قل الفكرة واترك له حرية التفكير، إن كان له عقل يفكّر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى