كتّابمفكرون

“لن نخسر بدون الأزهر”…


“لن نخسر بدون الأزهر”

نحن نمر بمرحلة يستأسد فيها الشيوخ والأزاهرة ويتوحشون بضراوة، ولا نعلم الي أين سنصل.

لم نكد نتخلص من الأخوان المسلمين وأباطرة السلفية الجهادية الفجّة، حتي استلموا المهمة، وانتشروا بشكل مكثف علي الفضائيات والمواقع الإلكترونية وكل وسائل الإعلام، يبثون فتاواهم وآراءهم المتشددة ويفرضون وصايتهم قسرا علي المجتمع بجرأة لم نشهدها منهم من قبل.

بإنتهازية صريحة وجدوها فرصة لا تعوض، عندما نجحت مقاومتهم لدعوة الرئيس عن تجديد الفقه والخطاب الديني، ومؤخرا عندما أعطاهم فرصة أكبر معلنا أنهم الأولي بالحديث في الشأن العام.

نلمس هذا واضحا في الفترة الأخيرة عندما يتجرأ فثلهم الرديء علي الجيش، وعندما يهين كبيرهم المرأة ويبرر ضربها لكسر كبريائها واذلالها، وعندما يعلن مفتيهم أن الشأن العام ليس مجالا لحديث الناس بل حكرا عليهم، وعندما يفيض أحمد كريمة في شرح مبررات وصايتهم ووكالتهم عن الله، وأحقيتهم وحدهم بأموال الأوقاف، وعندما يفرض أحدهم رأيه بأن الحجاب فريضة حتي وإن لم يرد في الكتاب ولا في السنة، وهناك الكثير الكثير علي هذا النحو.

نحن فريسة تديين الدولة ونظام الحكم وخلط الدين بالسياسة، لقد وقعنا في فخ المادة الثانية من الدستور، والإسلام دين الدولة، والأزهر وحده هو المنوط بالشأن الديني والأخلاقي في المجتمع، وشيخ الأزهر أبديا لا يمكن عزله ….، الي آخر تلك النصوص التي تآمر الحكام والشيوخ ليسقطونا تحت وطأتها.

لم يرد الأزهر في كتاب أو سنة، وليس فرضا علي المسلمين، ولا قداسة له، ولا مثيل له في معظم الدول التي يدين بعض أو معظم مواطنيها بالإسلام، هؤلاء موظفون في الدولة، عالة علي إقتصادها، جاءوا واستشروا وتضخموا كنتيجة لإهتراء الأنظمة في منطقتنا الموبوءة، لا سلطة لهم علي الناس، وهم ليسوا أوصياء أو وكلاء لله، ولكن الناس لا يفقهون.

لا حاجة لنا بهم، فالتكليف صدر من الله عبر رسوله للإنسان مباشرة، وهو المكلف بالتفقه والفهم، وله في ذلك ان يتخذ كل السبل، دون وكيل أو وصي، أو إحتكار للعلم علي فئة معينة، هم ليسوا أهل الذكر، والآية تشرح ذلك بوضوح مشيرة لأهل الأديان التي سبقت الإسلام وليس أهل الأزهر كما يدّعون.

وهم ليسوا بعلماء، فالعالم هو من يستغل علمه ليأتي بجديد لصالح البشرية، والمعارف الدينية ليست بطلاسم تحتاج لمن يحلها، وادعائهم التخصص كالطب والهندسة وغيرها أكذوبة كبري، فليس كل الناس مرضي ولا راغبي بناء أو تصنيع، ولكن كل الناس مكلفون بالتدين إذا شاؤوا، ولهذا فمعارف الدين معارف عامة يمارسها الجميع ولا تحتاج لطبيب أو مهندس أو شيخ.

لن نخسر شيئا عندما لن يكون هناك أزهر، بل تتعدد المكاسب وتتجسد في توفير الأموال التي تصرف هباءا عليهم ، وتحرير العقول، ونجدة الأجيال الجديدة من براثن التطرف والتشدد والإنغلاق، والأهم هو أن نحيا حياة حرّة طبيعية كباقي الشعوب المتقدمة، بلا وصاية لا أصل لها، والأكثر أهمية أن تتحرر العلاقة الروحية بين الإنسان وربّه بعيدا عن أوامرهم ونواهيهم وآرائهم وإحباطاتهم.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى