حقوقيون

دعنا نبقى أصدقاء


“دعنا نبقى أصدقاء”
“أحبك كصديق وأخ عزيز”
#الكثير_من_البوح_والفضفضه

مذ وعيت على دنياي المسودة، وجدتني وحيدًا، اتكوم على نفسي في زاويتي المظلمه، وبمعزلةٍ عن الأخرين. كنت وحيدًا في كل شيء: لا اختلط ببقية اخوتي، لا أحب أن يلعب أحد بألعبي، ولا أحب أن أأكل بقرب أحد. أصنع عالمي بنفسي من قصاصاتٍ، وأوراق عليها خربشاتي، ورسومي. وكنتُ أخلق لي أصدقاء، وصديقات بمقاييس، ومعايير، وصفات، وطبائع أختارها، كنت أسيطر على كل شيء في عالمي الخاص، ولا أسمح لأحد بالتعدي، أو التجاوز، أو الإعتداء على مساحتي الشخصية.. ومن ثم عندما كبرت؛ سمحت للجميع باللعب بمشاعري، وأحاسيسي! لا توسط، ولا وسطية. إما تطرفٌ لأقصى اليمن، أو لأقصى اليسار!
كانت أرى كل شيء، في صوتي العميق، وكنتُ أنا صديقي.
حاولت الإندماج بالمجتمع، والإختلاط بالأخرين. وكنت كلما جاهدتُ نفسي لفعل ذلك؛ تعرضتُ لما يمتني لسنواتٍ اعاقبني بعدها بالإنسحاق في الذات، والتقوقع على روحي!

أول فتاةٍ أحببتها كانت جارتي. كنت أهديها ألعابي، وهي توهبني دافعًا للبقاء على شكل قُبلًا بريئة تملئها اللعاب. في اخر جولةً لنا في لعبة العريس والعروسه، داهم حفلنا شقيقها، ودمر منزلنا، وابقى على جباه كل واحدٍ منا اثر حتى اليوم، وانهى كل شيء بطرد ضيوفنا..

لم أكن أفقه ماهية الحب. ومالشعور الذي كان يتملكني وأنا أسابق فتيات القرية عندما كنا نزورها في العيد.
الى إن أخذتني تلك المرأة التي حذفت كل شيء يتعلق بها؛ كردةُ فعلٍ دفاعية للنسيان. عندما اختلت بي، وفضلت تجردني كل أجزائي التي أحببت. لم تستثني فيّ شيء!
وفقط فضلت تمارس أشياءٌ لطختني طويلًا، وكنت لا أعلم شيء. فقط كنت أشعر بأن هناك شيئًا ما خاطئ يحدث، ولكنني لا أعلم ماهو!
فقط أراها قريبه مني أكثر مما يجب، ومسستني يومها أكثر من ما قد تم مسي مذ ان وجدت نفسي واعيًا، حتى لحظتها!
أستمر العذاب، والإستغراب، وعدم الفهم بشيئًا ما من المتعه الغير مفهومه. خوفي جعلني أستسلم لها؛ برغم من عدم ارتياحي، وفزعي! كانت تقول بأننا نلعب، ولكنني لم أسمع، ولم ارى مثل تلك اللعبة في حياتي ابدا!
حتى بدت أحدى نساء القرية، ورمقتنا، وصرخت عاليًا وهي تهرول نحونا، وامسكت خناقها، ولقتها في الأرض.. وبعدها لم أشعر بشيء.. وجدتني بسرير احدى قريباتي أصحو من نومٍ مقلق، بعد أن أوصلتني تلك المرأة البدينه ذات القلب الطيب، ورأيتهن جميعًا ممن تواجدن حولي، ولم أرى سوى نظراتٍ محدقه كثيرة، بين نظراتٍ مشفقة، و اخرى متوجسه، ومخيفه، واخريات بدت مشاعر الأمومه فيهن مشتعله!

بعدها ولسنواتٍ لم اختلى بأحد قط.

منذ أول يومٍ لي في المدرسة، علمتني مدرستي لسنواتٍ خمس كل شيء. وأنا بما أنا عليه نتاج جهدها.

كنت أختلط بالفتيات نادرًا، وكثيرًا ما كنت أعارك الفتيان.. حتى سجلتني والدتي في ذلك الملتقي التابع للسلف..
ومن بعدها تحولت لكيانٍ اخر، لا يشبهني..
تحولت بعد سنواتٍ لمتعصبٍ متزمت، يكره كل شي. ولذلك كرهت من احببتهن في يومًا ما، ولعبت الدور الذي كنت أتألم منه في كسرهن!

بعد صراع، ورحلةٍ طويل بدأت خطوة الصلاح، والبحث عن الحقيقة. وفي أول معهدٍ أدخله، استقبلتني ورفيقي مرأةً معجونةً من البياض والحُسن، ولها عيونًا أتيةً من بؤرة الجنان فأربكتنا، وافقدتنا القدرة على الكلام؛ بعد سنواتٍ مظلمه من غض الطرف، وتجنب النساء!

وأول فتاةً أحببتها وأنا مراهق، كانت احدى الفتيات التي كان بدايتي معها صعبه. تلك الصهباء التي تشاجرت معها مرارًا، وتكرارًا! وبعدها تفاجئت بعد انقطاعي عن المعهد، بخطبتها..

كنت أنجح في كل شيء تقريبًا. وكنت أحصد محبة الجميع شبابًا وشابات كصديق، وزميل. كنت جيدًا في علاقتي مع المرأة؛ فتعمدت أن أحارب نفسي، وأنتصر عليها، في تدريبي على التعامل معاهن؛ بعد انقطاع طويل وانا مغسول الدماغ.
ونجحت!

وبقيت كذلك. واستطعت التأقلم على التعامل معهن، وفهم ألغزهن، وتفهم مشاكلهن، والإحاطه بكيفية تفكيرهن، ورؤيتهن للحياة.. وفقط وكأي شابٍ كلما أشعر بمشاعر نحو احداهن، فاصارحهها فتبين لي بأنني أخًا، وصديقًا عزيزًا لا يمكن إن أكون بأنظارهن غير ذلك!

وتلك التي أحببتها جدًا، وظننت بأنها أحبتني، وظللت أطلب من أقرب أصدقائي نصحي بكيفية التعامل معاها.. تفاجئت بعد ضروفٍ انقطعت بي عنهم جميعًا.. بأنهما تزوجا:صديقي، ومن أحببتها تزوجا!!

وتلك التي جمعت كل ما استطيع جمعه؛ لإهدائها شيئًا ما في عيد الحب، وأنا الذي لم أكن أعمل في شيء. تعالت علي، ورمتني بهديتي وانسلت جارحًا ما تبقى في من حياة!

كل الفتيات التي تملكتني نحوهن شيئًا من المشاعر. بادلنني حبًا ولكن من نوعٍ اخر. النوع الذي لا يجب أن يكون حميمًا!

فظللت أتوجس خيفه من عقد الصداقات الحديدة مع الفتيات؛ خوف التعلق، وبعدها أقع بحب من تراني أخًا لها.

بعد مرات عديدة، وخيبات طويلة، وعلاقات سامه قتل.لت مني ما قتل.ت..
حينها فقط آمنت أن الحب لا يؤتي بغير الألم!

في مجتمعنا بالذات. لا المجتمع، ولا الوعي، ولا شيء فيها يسمح بعلاقات عاطفية حقيقية. توقفت عن الحب. ووضعت قلبي في وضع الصامت، وإن كنت أستطيع لأبقيته في خزانتي. ولكنه يصر على أن يداس، وان يعاني، ولا يرمقه احد. كما وددت لو أني أستطيع ايقاف نبضه عن الألم.

كنت دائمًا وحيدًا ولازلت، ولربما ابقى.

مؤمن ان العدم هو الأصل؛ ولذلك لم أشعر بالخوف من المو.ت أبدا. وكذلك الحياة علمتني أن الأصل في حياتي الإجتماعية أن أكون وحيدًا. أحاول البقاء لأجلي؛ لأذوق المزيد من الألام، والمواجع..!

تبًا ولكني لم أعد أحتمل.
لابد من الخلاص للأبدية

#فضفضه
#بوح

لؤي العزعزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫8 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى