مفكرون

اياد شربجي | هناك سلاح سري امريكي خطير معد للاستخدام الداخلي ، لا أعلم من ابتكره ولا من

اياد شربجي

هناك سلاح سري امريكي خطير معد للاستخدام الداخلي ، لا أعلم من ابتكره ولا من استخدمه لأول مرة ، لكنه رغم خطورته قانوني ودستوري في الغالب ، ويضمن تفوق امريكا ، ليس عسكريا ، بل بالدرجة الأولى سياسيا وديموقراطيا واعلاميا.
…… هذا السلاح هو (التسريبات)
التسريبات هي جزء أصيل من تقاليد الديموقراطية الامريكية ، بعضها مقونن نصا ، عبر ما يعرف بالمبلغين (المخبر) وهو اصطلاح طريف يعني ان اي موظف حكومي ، مهما كانت درجته ، مجبر بموجب القانون (بالتصفير) اي بابلاغ الكونغرس (السلطة الممثلين الخاصة) مباشرة ، ومتجاوزا سلم التسلسل الاداري ، في حال رصد أي انتهاك للقانون من قبل مؤسسته ومدرائه ، وهذا تماما ما تسبب به الحاكم ترمب ، عندما أبلغت موظف عادي عن فحوى ما دار بالاتصال الهاتفي بينه وبين رئيس اوكرانيا.
النوع الآخر من التسريبات غير مقونن ، لكنه عرف متبع ، نجم بالاساس عن استقلالية السلطات ، وحاجتها لممارسة مسؤوليها بشكل غير قانوني خارج التأثير السياسي والسلطات الاعلى منها ، في حال حصلت على أي انتهاك لهذه الاستقلالية ، تلجأ لإبلاغ الصحافة بممارسة دورها.
كمثال راهن على ذلك ، تسريب اجهزة الاستخبارات للصحافة أن البيت الابيض مارس ضغوطا عليها لإيجاد أدلة على تورط الصين بتصنيع فايروس كورونا.
هناك نوع ثالث من التسريبات ، وهي التسريبات الفردية التطوعية ، وكمثال على ذلك فضيحة سجن أبو غريب التي كشفها مجند امريكي وأبلغ بها الواجهات بوست.
التسريبات هي سلاح الديموقراطية الأمريكية الذي يجعل الصحافة في البلاد سلطة رابعة قولا وفعلا ، ولها مكانة لم يبلغها أحد في العالم ، فمكاتب رؤساء التحرير في الصحف الأمريكية أشبه بدوائر المخابرات منها للصحافة ، حيث لكل منهم مصدر في كل جهة حكومية ، من مستوى البلديات وحتى البيت الابيض ينقلون لهم المعلومات بشكل منتظم ، وكل ما يعرفه عن أمريكا من سياسات وممارسات وانست واسرار ، لم يعرفوه غالبًا بجهودهم الشخصية ، بل عبر ما تكشفه الديموقراطية الأمريكية نفسها بمثل هذه الوسائل.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى