ليس هذا قصدي بالتأكيد.
لكنّي لا أنفكّ أشعر بأنّي جرّاء هذه الأزمة ، بتُّ قادرة على فعل أمورٍ كثيرة لم يكن لديّ وقت لفعلها من قبل ، ما يدفعني إلى مراجعة أولوياتي وطريقة عيشي لحياتي وتقوم ببعض القرارات التي تضعني أنا أولاً.
بسبب الكورونا ، استطيع أن أكمل قراءة كتبٍ كنتُ هجرتُها للنقص في الوقت ولعدم القدرة على التركيز.
بسبب الكورونا ، استطيع أن أمضي ساعات وأياماً لم تكن متاحة مع الحبيب.
بسبب الكورونا ، استطيع أن آخذ هنيهة لأنظر من نافذتي وأتأمّل العصفور الهانئ جاثمًا على سلك الكهرباء مقابل البيت.
بسبب الكورونا ، استطيع أن تأخذ عطلة من هذا العالم وأن يأخذ هذا العالم عطلةً مني ، بل عطلة منا جميعاً ، بعد أن كنّا نركض الواحد منّا وراء الآخر ، الى غير وصول.
بسبب الكورونا ، أستطيع أن أنام ثماني ساعات ملء عينيّ كل ليلة ، وربما تسعا. لِمَ لا؟
بسبب الكورونا ، لم يعد عندي أي شعور بالضغط لكي أنشر شيئاً ما على وسائل التواصل الاجتماعي. بلخفضتُ زيارة تلك المنابر الى حدٍّ غير مسبوق.
بسبب الكورونا ، أستطيع أن أتحدث مع نفسي بهدوء ، وأن أصغي الى نفسي بانتباه ، وأن أعيد تقييم أمورٍ كثيرة كنتُ أعتبرها مسلّمات.
بسبب الكورونا ، أستطيع أن أعمّق إنسانيتي وإحساسي بالتعاطف والتضامن مع كل إنسان على وجه هذه الارض. (تقريباً كل إنسان: سيظل هناك من لا يستحق ، رغم الكورونا).
بسبب الكورونا ، أستطيع أن أتباطأ لأنقضّ أقوى ، وأن أتمّهل لأقفز أبعد ، وأن تعيش في اللحظة ، لا شيء غير اللحظة.
بسبب الكورونا ، أستطيع أن أكتب. أن أكتب. أن أكتب.
هذه ليست أنانية. إنها غريزة بقاء.