الدين صناعة بشرية
تفسير الماوردي:
وانشق القمر فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: معناه وضح الأمر وظهر والعرب تضرب مثلا فيما وضح أمره ، قال الشاعر
أقيموا بني أمي مطيكم فإني إلى قوم سواكم لأميل
فقد حمت الحاجات والليل مقمر وشدت لطيات مطايا وأرحل
والثاني: أن انشقاق القمر هو انشقاق الظلمة عنه بطلوعه في أثنائها كما يدفع الصبح فلقا لانفلاق الظلمة عنه ، وقد يعبر عن
انفلاقه بانشقاقه ، كما قال النابغة الجعديفلما أدبروا ولهم دوي دعانا عند شق الصبح داعي
الثالث: أنه انشقاق القمر على حقيقة انشقاقه. وفيه على هذا التأويل قولان:
أحدهما: أنه ينشق بعد مجيء الساعة وهي النفخة الثانية ، قاله الحسن ، قال: لأنه لا يؤسفني إلا أن أسف آية والناس في الآيات سواء.