كتّاب

الجمهوري الذي ضل طريقه…


الجمهوري الذي ضل طريقه
مروان الغفوري

في جنيف 2، بحسب المعلومات المنشورة، حاول وفد صالح تقديم جانبهم كحزب سياسي غير معني بالحرب ولا بالانقلاب. في اللقاءات الجانبية أصر أعضاء وفد صالح على القول إن الميليشيات التي تقاتل في اليمن تخص الحوثي وحده. . لا يوفر صالح فرصة دون أن يمرر من خلالها الرسالة نفسها: الحوثي جماعة تخوض الحرب، ونحن حزب. يبدو صالح مستعداً للقول إن القوى السياسية، بما فيها حزبه، قوضت المجال السياسي، بينما القوى المسلحة قوضت الوطن. ليس لدى صالح مانع من تقديم هذه المقولة كاعتراف احتياطي.

في ظهوره الأخير أعاد صالح مقولته تلك «نحن لسنا حلفاً من الحوثي». وفي مايو 2015 وقف على أطلال منزله المدمر وقال إنه ليس حليفاً للحوثي. رسالة صالح واضحة، على الدوام: الحوثي جماعة مسلحة لا يجدر التحالف معها.

خلال حروبه الست مع الحوثيين استعاد صالح كل التاريخ لمواجهة الحوثي. في يونيو 2004 جمع مشائخ المذهب الزيدي وطلب منهم إصدار وثيقة براءة من خصمه. استعاد، أيضاً، أهليته المذهبية وراح يخطب من داخل المذهب مذكراً الحوثي بالحقيقة «أنا زيدي». كانت خطاباته الغزيرة تصر، على الدوام، على اعتبار الحوثي عدواً جذرياً وتاريخياً لا مجرد متمرد. في واحد من أبرز خطاباته، أمام قادة جيشه، قال صالح إن الحوثي يرى كل رئيس يمني، منذ الثورة، مغتصباً للحكم، وأنه لا جدوى مع عقلية تلك طبيعتها. سألتُ سياسياً عاش سنين طويلة بالقرب من صالح فقال إن تلك الفكرة كانت تلقن للحرس الجمهوري أيضاً، وكانت تدخل في صميم التوجيه النفسي والذهني للجيش: الحوثي عدوكم الأساسي.

صالح شخصية جمهورية ضلت سبيلها، على طريقة موغابي. استسلم كلياً لأحقاده، ولتعريفاته الشخصية للبطولة والنكسة، وسلك طريق الإمامة بحثاً عن وسيلة للنصر. في لحظة الانتقام عجز عن التفريق بين التحالفات السياسية وبين تحالف الحرب والعصابات. لكنه احتفظ، على نحو لافت، بمسافة تبعده عن الحوثي وراح يبيع تلك المسافة سياسياً. إعلامه يتحدث عن الجيش واللجان الشعبية، لا عن الحزب. وفي لقائه الأول مع قناة «الميادين»، مايو 2015، قال إنه لا علاقة له بالجيش، وأن الحوثيين الذين سيطروا على أجهزة الدولة هم أيضاً من يتحكمون بالجيش. أما اللجان الشعبية فهي، في كل الأحوال، الجهاز العسكري الخاص بالحوثي. موقف صالح واضح: الحوثي يخوض تلك الحرب بتشكيلاته العسكرية ومن خلال سيطرته على الجيش. صالح بريء، إذن. هكذا يقول عن نفسه.

ثمة عداء كامن بين الطرفين: صالح والحوثي. الحوثي بحاجة إلى صالح للسيطرة على الأطراف عبر شبكة المؤتمر الشعبي العام. وصالح بحاجة إلى الحوثي للسيطرة على المركز. يدير الرجلان خلافاتهما العميقة: اختيار صالح للجمهورية، واختيار الحوثي للملكية. بين الملكية والجمهورية يقف الرجلان، وبدلاً عن النظر إلى ما تحت القدمين يقرران: الحرب أولاً.

في ظهوره الأخير، 27 ديسمبر، قال صالح إن المؤسسة القائمة في اليمن، حالياً، هي مؤسسة الحرب. أي: لا كلمة تعلو على كلمة الحرب. عبد الملك الحوثي يعي أيضاً تلك المعادلات. في فبراير 2015، هاجم الحوثيون أحد أكبر معسكرات الحرس الجمهوري في صنعاء، معسكر الصباحة. بعد أيام خرج الحوثي في خطاب متلفز وقدم اعتذاراً ل»المؤتمر الشعبي العام». رأى الحوثي أن لحظة الفتك بحليفه لم تحن بعد، بينما رأى صالح أن حليفه قد استعجل تلك اللحظة.

يتحين صالح الفرصة للإيقاع بحليفه، وهو يعلم أنه لا يزال بمقدوره العودة إلى السياسة من خلال شبكته الاجتماعية وحزبه السياسي. بينما تبدو الخيارات أمام الحوثي ضيقة، فهو جماعة مسلحة ذات طبيعة طائفية. وفي محيط مركزها، صعدة، نالت عن جدارة عداوات القبائل.

المقالة عن صحيفة الوطن القطرية

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫38 تعليقات

  1. مسكين يا مروان..
    قلت لك العبرة في الخواتيم ما رضيت تصدق.. السيد والزعيم عيسدو.. خلافهم بسيط بالمنطق القبلي اليمني..
    أنتم اللذين من الصعب أن يتقبلكم المجتمع بعد أن اتخذتم دور “القوادين” للعدو التاريخي لليمن “السعودية”..
    ومهما هربت وبعدت حنجيبك يعنى حنجيبك..

  2. خلاص الان الناس قاصيها والداني
    عرفت بعفاش وعمايله وخبثه ومراوغته
    ولم يتبقى معه إلا من هم مستعدين ان يتحولوا الى أناث رقيقات يتنزينن بالكازنوفا
    ليشعروه بكامل رجولته!!!
    إنتهى..
    صباحك عوافي. 🌹

  3. المنشور السابق تهاجم السعودية ، بدون مبررات واضحة !!!

    في هذا المنشور كما يقال من وراء الأكمة ما وراءها !!!
    فما أدري ما الهدف من تلميع المخلوع المبطن …

    فهل يعقل أن استهداف السعودية بمنشوراتك وتلميع المخلوع المبطن جاء بالصدفة !!!

    💵

  4. الغالبية تدرك و تعرف حق المعرفة أن الجيش بكل تنظيماته في المنازل و أن من يقاتل في الميدان سواء مع سلطة الأمر الواقع أو سلطة ما تسمی الشرعية، لا يقاتل الا بإنتمائه الإيديولوجي الطائفي ليس الا و لا علاقة له بهيكلية الجيش إطلاقا

  5. عمر جدته ماكان جمهوري عري سنحان المجردم.. هو نفسه حوثي بس طبعة 78 سكير وروفل .. خرج لنا برعايته اخوه متدين وخاشع .. الاثنين عيال سوق الجبال والزوامل .. ومازال هو الاقوى قبليا شعبيا وعسكريا

  6. صالح ليس جمهوريا ضل طريقه
    إنه إماميا يرتدي عباءة الجمهورية
    وقد سلك كل الطرق المؤدية إلى الحكم
    أستخدم كل الحيل وحين يبدوا متناقضا يبرر للقطيع
    هكذا يرى مناصريه قطيعا يسوقهم إلى حيث يريد
    وفي النهاية ساقهم إلى الموت …!

  7. ياجماعة اذا كان الحرس كلهم من تربيت الحوثي فان الحرب لاتعني صالح وان كان الذي ربي الحرس عفاش وولدة فهم اساس الحرب والامور واضحة وضوح الشمس

  8. هناك تحليل جميل لأحد المهتمين بالتاريخ اليمني يقول ما خلاصته
    ان ثورة ٢٦ سبتمبر أزاحت السلطة العاشمية ولم تبعد السلطة الزيدية
    او كما يسميه الزيدوية
    ثم ثورة فبراير اكملت الباقي بإبعادها السلطة الزيدوية ليبقى الحكم للشعب
    فتحالفت الزيدوية ممثلة ب صالح و الهاشمية بالخوثي لاسترداد سلطتهم

  9. مقال يبرأ المخلوع من كل شي .. لا اتفق معك في اغلب ماقلت ..
    ان المخلوع هو من بيده زمام كل الامور وهو صاحب كل المبادرات الحرب والسلام ..

  10. ممتاز … تحليل قريب من الواقع … ما زال عفاش يثبت أنه الأدهى وما زال الحوثي يثبت انه الأصلب و كلاهما لن يحققا كل ما يريدان لكن بالتأكيد سيحصلان على جزء كبير مما يريدان …

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى