مفكرون

#حُجّية_الأحاديث….


#حُجّية_الأحاديث.

عندما نتحاور مع من يُنكرون علينا تمسكنا بكتاب الله كمصدر تشريع للدين دون أي كتاب آخر، يرددون آيات معينة يرون أنها حجة على شرعية #السُنّة.
فتارةً يقولون أن السُنة مكملة للقرآن.
وتارةً يقولون أن السُنة شارحة للقرآن.
الأدلة التي يقدمونها والتي يرون أنها حجج دامغة (من وجهة نظرهم) هي الآيات التالية:
1️⃣ (وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُوا۟)
2️⃣ (أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ)
3️⃣ (وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَىٰ)
4️⃣ (وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ)
5️⃣ (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)
6️⃣ (وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
غالباً هذه من أكثر البراهين التي يستدلون بها على مشروعية السُنة عندما يُحاورون من يُسمّونهم بـ #القرآنيين وعلى الأخص أول ثلاث آيات.
كتبت مقالة سابقة وتحدثت بها عن الشبهات الثلاثة الأولى وسأضع رابط المقالة في أول تعليق.
أما الشُبهة الرابعة والتي يستدلون بأن #الحكمة_تعني_السُنة، فقد كتبت أيضاً مقالة وتحدثت عنها سابقاً وسأضع رابط المقالة في أول تعليق أيضاً، حتى لا أُطيل ولا أُعيد ما كتبته.
بقي لدينا الشُبهة الخامسة والسادسة.
5️⃣ (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)
لا شك أن طاعة #الرسول واجبة، ومن يقول عكس ذلك، يحتاج إلى مراجعة أفكاره، فالرسول يجب طاعته حيّاً أو ميّتاً!!
كيف ذلك؟
بالعودة إلى الآية، هناك آيات ظرفية زمانية، ولتدبر أي آية في #كتاب_الله، يجب قراءتها كاملة دون إقتصاص جزء منها وقراءة الآيات التي قبلها والتي بعدها حتى يتضح لنا المعنى.
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا۟ فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا۟ تَسْلِيمًا)
فالآية تتحدث عن مسألة معينة وهي إحتكام الناس إلى #النبي في حياته فيما يتعلق في أمورهم الحياتية كولي أمر وقائد، فهناك أناس تحتكم إلى النبي وهو حي، وأناس لا يحتكمون إليه.
وأحكامه في تلك الفترة هي أحكام قضائية تتعلق بالخصومة والمشاكل بين الناس، أي هي ظرفية بحتة تتبع المُدَّعي والمُدَّعَى عليه والبينة المقدمة.
فمن يحتج بشرعية السُنة والإحتكام إلى #كتب_السُنة بناءً على هذه الآية، فهو يطعن بالقرآن بأنه غير مُفصّل وغير مكتمل وأن السُنة هي من أكملته!!
لو أن الرسول بيننا الآن، لكان لزاماً علينا أن نحتكم إليه، لكن الرسول توفي، فكيف نحتكم إليه وهو متوفي!!
ثم إن هذه الكُتب كُتبت بعد وفاته بمئات السنين ولا يوجد أي تنبيه من #الله إلى الإحتكام لها بعد تدوينها، بل على العكس عشرات الآيات تُحذرنا من إتخاذ أي كتاب مع كتاب الله!!
هذه الآية حجة على من عايشه وعاصره فقط، مثلها مثل قوله تعالى (أَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ) فهذه الآية تُلزم كل #المسلمين الذين عاشوا في عصر الرسول وشاهدوه بأعينهم أن يُطيعوه في كل كلمة يقولها وفي كل أمر يصدر منه، وبالتأكيد #رسول_الله لن يُخالف #القرآن_الكريم، عليهم أن يُطيعوه كرسول أو قائد، أما طاعته بعد وفاته تتمثّل في كتاب الله فقط، فقد توفي رسول الله وترك لنا القرآن ليكون حجة علينا #يوم_القيامة، توفي رسول الله ولم يكتب أو يأمر بكتابة الأحاديث، وسار على هذا النهج الصحابة والتابعين أيضاً.
6️⃣ (وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
استدلوا بقوله تعالى (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) بحُجّية الأحاديث، فزعموا أن الله أنزل الكتاب والرسول شرح هذا الكتاب وفصّله للمسلمين وبيّنه لهم تبياناً كاملاً!!
حسناً، قبل أن نتحدث عن هذه الآية ومفهوم (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) لنسألهم بحسب تفسيراتهم:
بما أن الرسول فسّر القرآن الكريم كما تقولون وفصّله ووضّحه لنا.
أين هو تفسير الرسول للقرآن؟
بما أن معنى (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) هو التفسير والتوضيح، فعلى هذا فإن من واجب الرسول تفسير القرآن كاملاً إمتثالاً لأمر الله، لأنه من غير المعقول أن يُفسّر بعضه ويترك بعضه!!
وبالطبع لا توجد أي نسخة لتفسير الرسول للقرآن الكريم!!
يا ترى بماذا فسّر رسول الله الأحرف المتقطّعة التي في بداية بعض السور مثل (الم، طسم، الر، كهيعص)؟
مع أن تلك الأحرف حتى الآن لم يجزم أحد بمعانيها!!
لو كان معنى (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ) تعني تفسير القرآن وتوضيحه وشرحه، فـ لأي زمان سيفسر رسول الله القرآن؟
هل سيفسره للزمان الذي عاش فيه هو وصحابته، أم سيفسره للأجيال التي تليه، أي التابعين، أم للأجيال القادمة أي زماننا الآن أم للأجيال التي ستأتي بعدنا؟!
وبأي أدوات معرفية سيفسر كتاب الله ياترى؟
هل سيفسره بأدواته المعرفية المتاحة لديه أم بأدوات من سيأتي بعده والتي ستكون حتماً أكثر تطوراً أم بأدواتنا المعرفية أم بالأدوات المعرفية للزمان القادم!؟
عندما يُفسّر رسول الله القرآن، فهذا يعني أن تفسيره أصبح لِزاماً لكل المسلمين، وبالتأكيد سيكون هناك خلل في تطبيق وفهم هذا التفسير من زمان لآخر.
والنقطة الأهم في هذه الشُبهة وخلاصة الكلام عنها أن رسول الله لم يُفسّر القرآن الكريم، بل تركه بحسب مفهوم كل زمان بأدواتهم المعرفية، ومن يقول أن الرسول فسّر القرآن، فعليه أن يأتي بالدليل.فعشرات التفسيرات (مع تحفظي لكلمة تفسير) إنما هي إجتهادات لأصحابها لا أكثر.
نأتي للمفهوم #القرآني لقوله تعالى (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ)
هناك أيضاً آية لنفس المعنى وهي قوله (لِتُبَيِّنَ لَهُمُ)
ما معنى التبيان في القرآن الكريم، وهل معناه التفسير والتوضيح والشرح؟
التبيان عكس الكتمان، وقوله تعالى (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاس) أي عليك يا رسول الله أن تُظهر لهم كلام الله ولا تكتمه، وليس معناه لتشرحه أو لتفصله، فالله فصل لنا كتابه تفصيلا.
•(وَكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلْنَٰهُ تَفْصِيلًا)
•(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ)
ويؤكد ذلك قوله تعالى:
✅ (إِنَّ الَّذِينَ 👈يَكْتُمُونَ👉 مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ)
✅ (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ 👈وَلَا تَكْتُمُونَهُ👉)
✅ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ 👈تُخْفُونَ👉 مِنْ الْكِتَابِ)
واضح من سياق هذه الآيات أن #كهنة_الدين في الأمم السابقة كانوا يكتمون على الناس ويخفون الكتب المُنزّلة من عند الله ولا يُظهرونها لهم.
فالتبيان هو الإظهار وعدم إخفاء الشيء وليس معناه الشرح أو التفصيل لأن القرآن الكريم واضح ومُفصّل ولا يحتاج إلى تفصيل.

#شغّل_عقلك.
Hussein Alkhalil

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Hussein Alkhalil

الجدال والنقاش مع المغيبين مضيعة للوقت، قل الفكرة واترك له حرية التفكير، إن كان له عقل يفكّر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى