قضايا الطفل

مخاطر زواج الأطفال: كسر دائرة الضرر

إن زواج القاصرات هو ممارسة متأصلة بعمق ولا تزال تطارد المجتمعات في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من الجهود المبذولة للقضاء على هذا التقليد الضار، إلا أنه لا يزال موجودًا في العديد من البلدان، بما في ذلك مصر. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على مخاطر زواج القاصرات في مصر واستكشاف طرق كسر دائرة الضرر.

الأسئلة الشائعة:

س: ما هو زواج القاصرات؟
ج: زواج القاصرات هو ممارسة تزويج الأطفال، عادة الفتيات، تحت سن 18 عاما. وهو انتهاك لحقوق الإنسان وله عواقب جسدية ونفسية واجتماعية خطيرة.

س: لماذا يحدث زواج القاصرات؟
ج: يحدث زواج القاصرات بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك عدم المساواة بين الجنسين، والفقر، ونقص التعليم، والتقاليد الثقافية. وترى العديد من الأسر أن ذلك وسيلة لحماية بناتها، أو ضمان الاستقرار الاقتصادي، أو الحفاظ على الوضع الاجتماعي.

س: ما هي النتائج المترتبة على زواج القاصرات؟
ج: إن لزواج القاصرات عواقب وخيمة على الضحايا الصغار. فالفتيات اللاتي يتزوجن مبكرا أكثر عرضة للانقطاع عن الدراسة، والتعرض للعنف المنزلي، والمعاناة من مشاكل صحية، ومواجهة فرص محدودة للنمو الشخصي والاقتصادي. كما أنهن أكثر عرضة لخطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة.

س: ما مدى انتشار زواج القاصرات في مصر؟
ج: ينتشر زواج القاصرات في مصر، حيث تتزوج حوالي 17% من الفتيات قبل سن 18 عامًا. وتوجد فوارق بين المناطق، حيث لوحظت معدلات أعلى في المناطق الريفية والأحياء الفقيرة.

كسر دائرة الضرر:

إن زواج القاصرات في مصر متجذر بعمق في الأعراف والمعتقدات الثقافية. فهو يديم عدم المساواة بين الجنسين، ويحد من إمكانات الفتيات، ويحرمهن من الفرصة لعيش حياة مُرضية. يتطلب كسر دائرة الضرر اتباع نهج متعدد الأوجه يعالج العوامل الأساسية التي تساهم في هذه الممارسة.

1. تمكين الفتيات من خلال التعليم:
يعد التعليم أداة حاسمة في مكافحة زواج القاصرات. ومن خلال توفير التعليم الجيد للفتيات، يصبح بوسعهن اكتساب المهارات والمعرفة والوعي الذي يمكنهن من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حياتهن. كما يزودهم التعليم بالوسائل اللازمة للهروب من الفقر والتبعية.

2. رفع مستوى الوعي:
يمكن لحملات التوعية الفعالة أن تتحدى الأعراف والمعتقدات المجتمعية التي تديم زواج القاصرات. ومن خلال المشاركة المجتمعية والرسائل المستهدفة، يمكن لهذه الحملات تثقيف الأسر والزعماء الدينيين وأفراد المجتمع حول الآثار الضارة لزواج القاصرات وتعزيز الحلول البديلة.

3. تعزيز الأطر القانونية:
ومن الضروري إنفاذ وتعزيز القوانين القائمة التي تحدد الحد الأدنى لسن الزواج. ومع ذلك، فإن التشريع وحده لا يكفي. ويجب أيضًا توجيه الجهود نحو ضمان التنفيذ، وتوفير المساعدة القانونية للضحايا، ومحاسبة الجناة على أفعالهم.

4. تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية:
يعد الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الجيدة أمرًا بالغ الأهمية في معالجة المخاطر الصحية المرتبطة بزواج القاصرات. إن الاستثمار في برامج الصحة الإنجابية، وتوفير التثقيف الجنسي الشامل، وتقديم خدمات تنظيم الأسرة التي يمكن الوصول إليها يمكن أن يمكّن الفتيات من المعرفة والموارد اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهن الإنجابية.

5. التمكين الاقتصادي:
وكثيراً ما تتزوج الفتيات مبكراً لاعتبارات مالية. ومن خلال توفير الفرص الاقتصادية والتدريب المهني، يمكن للفتيات الصغيرات الحصول على الاستقلال المالي ويصبحن أقل عرضة للزواج القسري. وتساهم برامج التمويل الأصغر ومبادرات بناء المهارات في كسر دائرة الفقر وزواج القاصرات.

يتطلب التغلب على مشكلة زواج القاصرات المعقدة في مصر جهدًا جماعيًا من الهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والزعماء الدينيين والأسر والأفراد على حد سواء. ومن خلال العمل معًا، يمكننا تحدي الأعراف المجتمعية وخلق بيئة يُنظر فيها إلى زواج القاصرات على أنه ممارسة ضارة وغير مقبولة.

ويجب التصدي لزواج القاصرات بحزم لضمان مستقبل أكثر إشراقا لفتيات مصر. يستحق كل طفل الحق في الطفولة والتعليم وحرية اختيار طريقه في الحياة. ومن خلال كسر دائرة الضرر، يمكننا إنشاء مجتمع يقدر حقوق أطفالنا ويحميها. دعونا نتكاتف ونعمل من أجل مستقبل يكون فيه زواج القاصرات مجرد ذكرى بعيدة.

ندى الاهدل
ناشطة حقوقية ورئيس مؤسسة ندى البريطانية

Nada Alahdal

Nada Foundation

for the Protection of Girls

ندى الاهدل

Human Rights Activist ناشطة حقوقية ومدافعة عن زواج القاصرات https://nadaalahdal.com/social-media

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى