كتّاب

متى تكتب وزارة الثقافة على هذا البيت: هنا عاش شهدى عطية…


متى تكتب وزارة الثقافة على هذا البيت: هنا عاش شهدى عطية الشافعى؟
هذا البيت الذى يبدأ به شارع القصر العينى، لو انت جاى من كورنيش الملك الصالح فيصبح على يمينك قناطر فم الخليج ثم شارع مجرى العيون ثم مسجد حديث وبعده مباشرة تجد هذا البيت على يمينك.
أما شهدى عطية الشافعى فهو مناضل شيوعى مصرى ولد بالإسكندرية سنة1911، وانتقل إلى القاهرة والتحق بالجامعة المصرية ليحصل على ليسانس اللغة الإنجليزية ويفوز بمنحة للحصول على الماجستير من جامعة أوكسفورد ويعود للقاهرة فى مطلع الاربعينيات ويعمل مفتشا للغة الانجليزية وسرعان ما يصبح أو مصرى يتولى منصف مفتش عام اللغة الانجليزية بوزارة المعارف، وينضم للحركة الشيوعية التى تعددت تنظيماتها، ويرأس تحرير مجلة الجماهير أول مجلة علنية للشيوعيين، ويصدر بمشاركة عبد المعبود الجبيلى كتاب ” أهدافنا الوطنية” ويشترك فى تنظيم اللجنة العليا للطلبة والعمال التى واجهت استبداد صدقى 1946، ويؤسس دار الأبحاث العلمية لتكون منبرا للثقافة الاشتراكية، ويصبح من أبرز اعضاء “حدتو” أكبر تنظيمات الشيوعيين، وسرعان ما يقبض عليه ويحكم عليه بالسجن ثمانى سنوات، ويخرج بعد ثورة يوليو ويواصل نضاله ويصدر كتابه الحركة الوطنية المصرية، ويكتب عددا من القصص القصيرة.
وعلى الرغم من أن معظم الشيوعيون قد قدروا لعبد الناصر مشروعاته ذات الأبعاد الاجتماعية كالتمصير والتأميم، إلا أن النظام قام سنة 1959 بحمله شعواء قبض فيها على المئات من الشيوعيين المصريين، كان شيوعيو سوريا ولبنان ضد تجربة الوحدة كما قامت ثورة عبد الكريم قاسم اليسارية فى العراق، وفى الوقت الذى كان حامل الشهادة الابتدائية يحظى رسميا بلقب “أفندى” فإن من هؤلاء المئات كان حملة الدكتوراة والماجستير والأطباء والأدباء والشعراء والفنانين وغيرهم، ومنهم من خرج من المعتقل ليشترك فى مقاومة العدوان الثلاثى ومنهم من خرج ليساهم فى تأميم قناة السويس
المهم فى فجر 15 يونيو 1960، التقى فريق من هؤلاء الشيوعيون، مع مجموعة من زبانية النظام، ليست فى “مبارزة كاسرة” كما يقول أمل دنقل، وانما بين فريق من المفكرين والمثقفين والأدباء العزل المتسلحين بحب الوطن الى حد الفناء فيه، بعد أن “مخمضتهم” سيارة الترحيلات من الاسكندرية طول الليل، وبين هؤلاء الزبانية المسلحين بالبنادق والمسدسات والشوم والسادية التى يشبعها رؤية الدماء تتفجر والعظام تتكسر والأجساد تتهاوى، يقودهم الجلاد: اسماعيل همت ومرعى يونس وحسن منير وعبد اللطيف رشدى، وتحت الضرب والسحل والتعذيب و”قول أنا مرة”، يموت البطل شهدى عطية الشافعى
فهل يمكن أن تحترم وزارة الثقافة هذا التاريخ المجيد لبطل مصرى وتضع على هذا البيت لافتتها المعروفة: هنا عاش: شهدى عطية الشافعى


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى