قضايا المرأة

نهايات ولكن… إذا أخفق الشّيطان في التسرّب إلى مكان أوفد امرأة! لما قريت المثل …


نهايات ولكن…
إذا أخفق الشّيطان في التسرّب إلى مكان أوفد امرأة! لما قريت المثل ده افتكرت تلقائي جملة الجميلة عبلة كامل أو الست فاطمة وهي بتقول: “ده صبي! أنتي صبي؟!” ست بسيطة وعفوية يكاد لا يخلو منها بيت.
في نفس البيت وقدام التلفزيون في سهرة لطيفة هتلاقي نماذج كتير لأفلام فيها ستات ورجالة بيغلطوا عادي لأنهم بشر، ساعات أو نادرًا تلاقي في تعاطف شعبي مع الست أو الشخصية الدرامية السيئة، الأمر بيختلف مع أخطاء الأبطال الذكور اللي غالبًا السياق الدرامي نفسه بيلاقيلهم مبرر مش بس الجمهور!
نادرًا ما في أبطال دراما مسيئين قامت الدراما بمعاقبتهم! على الأغلب مش هتلاقي غير المهندس الشخصية اللي قام بيها أحمد مظهر في دعاء الكروان اللي تم قت.له في النهاية والجماهير تعاطفت معاه لأنه م.ات وهو تايب عن أفعاله أو مثلًا سوني مبتز الدراما الأشهر على الإطلاق واللي رغم كل تصرفاته خلانا نتعاطف معاه. على النقيض هتلاقي فيلم زي الحرام س.لخ البطلة اللي ملهاش ذنب في شيء وطول الفيلم الراوي بيمثل ألسنة الناس اللي بتفترض مسؤوليتها عن الذنب والمدينة الفاضلة التي لم يعكر صفوها سوى هذا الحرام! في فيلم الحرام انقسمت الناس حول متعاطف وشامت.

واليوم أشبه بالبارحة! لا جديد! نفس الناس، ستايلهم جديد، متعلمين يمكن اكتر، وبيفترضوا أنهم النخبة بسبب خلقهم القويم! نفس الناس “سابوا جر.يمة واضحة في عز النهار وراحوا يلوموا المج.ني عليها ويخو.ضوا في سيرتها ويفتشوا في دفاترها وينه.شوا لحمها بد.م بارد” وده طبعًا عشان هما متدينيين وخلوقيين جدا جدا!

بالعودة للسينما والدراما، كان في إصرار غريب على معاقبة أي ست أخطأت في اختياراتها أو حتى كانت مذنبة بالفعل: افتكر ازاى السهرة الدرامية زواج على ورق سلوفان عادت تربية منى زكي على اختيار واحد مش في محله! بلاش افتكر قلم بابا يوسف الشهير لمنال في الحقيقة والسراب بسبب جواز منال العر.في في حين أن بابا يوسف بسلامته مكنش موجود عشان يتواجد أو يربي هو بس كان موجود بيدي نصايح!
أما مثال العقوبة الأكبر والأكثر دموية ومحصدتش فيه الشخصية أي ذرة تعاطف كان من نصيب الست شفاعات في فيلم شباب إمرأة اللي كان سيناريو وإخراج الواقعي صلاح أبو سيف وعُرض سنة ١٩٥٦!

شفاعات سيدة عجيبة تنفر منها من ناحية وتخاف منها من ناحية تانية! ست لسانها طويل وهنا بقى هي ال “Toxic” مش البطل الذكر. ست بتسكن منطقة القلعة ليها نفوذها وسيطرتها فيها وبتأجر غرف متواضعة للشباب المغتربين للدراسة. شفاعات متل.اعبة للغاية ومد.منة علاقات ونهايتها كانت سيئة جدًا في الفيلم اللي خلاها تُد.هس تمامًا وتتلاشى! أعادها للعدم وكأن مفيش ليها أي فرصة في انها تعيش حياة من نوع مختلف قدام! أما عن الطالب إمام البلتاجي اللي قدمه الفيلم كملاك أو على الأقل شخص مش مسؤول عن مشاركة شفاعات علاقته بيها! فهو – حسب الفيلم – طفل غر مغرر بيه وملوش ذنب في حاجة ويا حرام الست الوحشة اللي هناك دي اغ.وته! تخيل يا مان؟ فبدل ما يقول أنه غلط هو كمان باهمال دراسته وعدم تقدير تضحية والدته اللي باعت بقرتها الوحيدة عشانه جاب كل اللوم والذنب على أصل الخط.يئة مصدر الفس.اد شفاعات! متجاهل بده كل الأصوات اللي حذرته في البداية منها زي صوت عم حسبو كده! الغريب أن نفس الفعل خلى شفاعات تم.وت ببشاعة وإمام يتوب ويكمل حياته ويتجوز سلوى قريبته عادي!
لأ ومش بس كده ده الكل قايم فرحان ومبتهج ولا كأن في شيء حصل! واضح أن موضوع الأخلاق مطاط شوية عندنا من زمان!

بالمناسبة قانون العقوبات المصري بيفرق بين الجنـــ-سين في نفس نوع الجُرم، فمثلًا: المرأة التي ثبت زناها تعاقب بالحبس سنتين طبقًا للمادة 274 من قانون العقوبات، أما الزوج الذي ثبت زناه في منزل الزوجية فيعاقب بالحبس 6 أشهر طبقاً للمادة 277!

زمان كنا بنقول جايز عشان كاتب الدراما ذكر والمخرج ذكر ونجم شباك التذاكر ذكر فيمكن ده اللي كان بياكل مع الجماهير، لكن الجماهير في وقتنا الحالي قامت منتفضة على قلب رجل واحد، مش عشان محاربة الفساد ولا ردع المجر.مين ولا المحافظة على الأطفال، لكن عشان المخرجة الشاطرة مريم أبو عوف قررت مؤخرًا تدي فرصة لبطلات عملها الأخير وش وضهر ومقررتش تقسى على ضحى وهبة البنتين اللي الحياة كانت قاسية عليهم بما يكفي، وبه.دلتهم ودفعتهم ظروفهم لاختيارات هما غير راضيين عنها من جواهم زي الرضا بوظيفة رقا.صة درجة تالتة مبتمارسش أي فن ولكن كل دورها تكون بض.اعة معروضة للفرجة أو الثقة في شخص غير معروف أو الدخول في علاقة مش مفهوم أخرتها. الناس استكترت على ضحى وهبة الحياة الجديدة والفرحة! إزاي ميتج.رسوش في المنطقة؟ إزاى عبده يتجوز هبة عادي كده بعد ما غل.طت معاه؟!! إزاي الحياة ترجع تبتسم لنا بعد ما أخطأنا الاختيار؟!

وكأن لازم الدراما تكون حاشا لله بتلعب دور الديان! لازم نخلي المذ.نبين معاقبين جدًا عشان ننشر الفضيلة ونقول للناس أن الأفعال دي وحشة جدا!
اعتقد أن مبدأ الفرح في النهايات المأسوية مفروض يحزننا مش يخلينا مبسوطين! منين جه الخلل اللي يخلينا مبسوطين في دم.ار وهل.اك شخصية افتراضية مش موجودة في الحقيقة حتى؟ ولا ده عشان الشخصية دي ست؟ واضح أن المشوار قدامنا لسه طويل…

كتابة: سارة مراد

#قسم_الدراما_والسينما
#عنف_الدراما_ضد_المرأة
#الدراما_والنساء
#قانون_موحد_للعنف


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫3 تعليقات

  1. متفقة معك جدا لكن فيلم الحرام خلاني اتعاطف مع البطلة واكره الظلم اللي اتمارس ضدها. ما حستش ان صناع الفيلم كارهينها او بيبررو نهايتها خالص

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى