حقوقيون

في بلدٍ خاوٍ من كل الأشياء الجميلة كالذي نعيشه، لا يخفف من حدة الأشياء، وجفاف ال


في بلدٍ خاوٍ من كل الأشياء الجميلة كالذي نعيشه، لا يخفف من حدة الأشياء، وجفاف الوجود، وشحوبة الأوجة، وتحجر القلوب، ووجوم الأنفس، وتوحش الطباع، ورعب الأبدية، وفزع العدم.. سوى الجميلات.
لا مكان يحتويهن ألا وكانت الطمئنينه، والإتزان سيد الموقف.
إينما وليت وجهك ولم تجد من نساء، ستلحظ التصحر الذي يصيب كل شيء، ويُصير الناس وحوشًا تأكل بعضها!
لكأنما أوجدتهن الألهه لوأد النزعات العنيفة، والميول السادية.

قبلةً واحدة من إحداهن كفيلةً بإطفاء سعير الحقد، والكراهية، وإيقاد مشاعل الحب، والمودة، والسلام.
ولمسةً حانيةً واحدة من يدي أحداهن كفيلة بزرع السكينه، والوئام. كيانات معجونه بيدي الألهه، معطرًا ببخور ملكوت الأبدية.. مصنوعات بمزاجٍ عالٍ، كان الرعش ملازم لمراحل الترتيل، والإيجاد بميولٍ، وليونه.

كنت ولا زلت أؤمن بأن حل النزاعات، وإنهاء الحروب، وتحقيق السلام في أيدي النساء إن أردن، وتحررن من قيود المجتمع، وأصفاده كما قد سبق وكتبت كثيرًا.
هن الوحيدات اللائي لا يفرقن بين أحد في حضرة المو.ت، والهلاك. ينظرن لجميع الأطراف المحتربة بنظرة الأم، التي تشفق على أطفالها السذج الذين ما فتئوا يضربون بعضهم؛ من أجل الدمية، أو اللعبة التي فتنتهم جميعًا.

الأنثى بقدر لطافتها، ورقتها، وجمال معاشرتها لديها قدرة فائقة في معرفة ملوثو الأنفس، وكارهي السلام، وتجار الحروب، والإقتتال. وكأنما يقرأن طبائع، ومزايا البشر من الملامح، والأوصاف!
كما يجدن الحب، وممارسته قولًا وفعلًا. يبدعن في تلقين الدروس، وتهذيب الأنفس، وردعها.

نظرةً واحدة كفيلة لإفقادك للتوازن، والإتزان. تخال نفسك أخف من أن تحتمل هبة النسيم، وحفيف الأشجار. وحرفًا واحدة يخرج من ثغرها المكتنز، يصدر كنغمةً بالغة الجمال، والروعة.
دائمًا ما أرى إبداع الألهه في خصور النساء، وصدورهن الوارفه.
تتجلى فيهما تفنن أصابع الرب في دقة الرسم، والتصميم، وتحديد جغرافية الإفتتان.
التأمل فيهن كفيل بإنهاء شك الملاحدة، وتصيرهم من أكبر متصوفي المُصيّر العظيم. بل تحيل المجرمين، لألطف الناس، وأحنهم، وأكثرهم رومنسية.

مهما حاولت جاهدًا وصف نعمة وجودهن، يخونني القلم، والتعبير. فأجدني أهذي بسردًا خاليًا من المعنى، والوصف الحقيقي المثقل بالحقيقة!
غير أنني اجبرتُني على الإجتهاد في كتابة بعضًا مما يختلج في الصدور، ويعترك في الأفئدة.

حبوا يارفاق، وكونوا أفياء للحب. وتعبدوا بالفن، وراقصوا الجميلات ما استطعتم؛ فلا منهي لمحبي الظلام، وتجار الحروب، ومستغلي الأديان، وماقتي الجمال، والفنون.. سوى الحياة، والفن، والجمال: الثالوث الممقوت لهم.

* الصورة لإحدى آيات الجمال اللائي وافقن حديثًا عن طلب صداقة عاملت عليها مذ وقتٍ لم أعد أتذكره!
أتمنى ألا يكون في كلامي، أو في أرفاق صورها التي نشرتهن من خطأ، أو إشكال.

وكما عودتكم دائمًا، وبدًا: حبوا بقلوبكم، وفكروا بعقولكم، ولا تقدسوا شيء. وكونوا دائمًا، وابدًا بخير، وعلى خير الى أن نلتقي. مودتي تغشاكم

#نص_جمالي
#تأملات_جمالية
#رشفة_من_رحيق_الجمال

لؤي العزعزي






يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫27 تعليقات

  1. قد نتجه دوما نحو التعبير ووصف ما نفقده دون الوصول اليه بشي من المعجزه فنبالغ بالوصف ودقت الجمل ومعانيها
    فلا ندرك انه مجرد هوس عابر او احلام زائفه تفتقد الى الواقع المعاش فالواقع عكس الاحلام ولو طغى الجمال وكبر الأثداء ورشاقة القوام ستظل الانثى هي اعجوبة الزمان ولكن ليس بوصفك المصاب بالجفاف المحبط الذي لربما حاول جاهدا الوصول الى رغيف خبز بعد ايام من الجوع المفرط فنظر الى قطعت الخبز بانها وليمة دسمه يرى سمنها يسيل مختلط بلعابه ولكنه لو تامل ولو لبره لأدرك بانها قطعت خبز وليست بوليمة دسمه
    قد ربما لا نستطيع الوصول وإن وصلنا سوف ندرك الواقع ويصبح الحلم حقيقه والحقيقة واقع مختلف عن الخيال والاحلام
    فلا تبالغ في الوصف …..!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى