كتّابمفكرون

“لمحات من التاريخ السياسي للأزهر” (5)…


“لمحات من التاريخ السياسي للأزهر” (5)
الأزهر والأخوان المسلمين
وفي اطار سعي السادات للحكم مدي الحياة, ورغبته في كسب تأييد التيارات الإسلامية المتنامية, عمل علي إصدار تعديل مايو 1980 للدستور, الذي بموجبه يفتح مدد الرئاسة, ويعدل المادة الثانية, من (مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع) الي (الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع) ولكنها لم تشفع له, واغتيل السادات علي يد جماعة الجهاد الإسلامي في أكتوبر 1981.
نشير هنا لي أن عمل الحكّام علي تقييد حركة الأزهر, و تجريده من نفوذه السياسي هو ما دفع بعض علماء الأزهر الي التفكير في التحرك بعيدا عن القيود التي طوقت الأزهر, ومن ثم ظهرت الحركات الإسلامية بفصائلها المختلفة, و منذئذ ظل الأزهر يخرج لكثير من الحركات الاسلامية كوادر دينية على مستوى متميز, تلك الحركات التي نازعت الأزهر في دوره كمرجعية وحيدة في مجال العلوم الشرعية و الفتوى, و بدأ الكثير من المسلمين يضعون ثقتهم في العديد من الناشطين الذين ينتمون للحركات الاسلامية, والذين يطلق عليهم الدعاة, ثم انبثقت منها الجماعات الدينية المتطرفة والمسلحة.
علاقة الأزهر بالأخوان المسلمين:
في مايو 2011 وفي خضم الحالة الثورية صرح الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر في لقاء ضمه بقيادات جماعة الأخوان قائلا : “الإخوان جزء من الأزهر.. ونصف أعضاء الجماعة أزهريون”, والحقيقة أنه كان صادقا, وان أضفنا المتعاطفين مع الأخوان, هؤلاء الذين يعتلون المنصات التعليمية ويشغلون المناصب الرئيسية في المشيخة, فنحن أمام نسبة لا يستهان بها.
لقد دعم الأزهر جماعة الأخوان منذ نشأتها فقد كانت علاقة الشيخ المراغى بحسن البنا علاقة وطيدة, ولذلك حدث تجاوب بين المراغى والبنا فى سنة 1935، عندما ذهب اليه البنا ومعه عدد من الإخوان, وعندما توفى رشيد رضا ووقع الاختيار على البنا لرئاسة مجلة (المنار) الاسلامية, سعد شيخ الأزهر لهذا, وأشادت جريدة الإخوان بذلك, كما أعتمدت الجماعة في نشأتها علي الكثير من علماء الأزهر أمثال الشيوخ طنطاوي جوهري والباقوري والغزالي وعبد اللطيف دراز وغيرهم.
أما الصراع بينهما فقد كان خلافا علي السلطة وعلي مستوي القمة فقط, حينما أباحت الجماعة لنفسها أن تكون مرجعية دينية موازية أو بديلة, وخاصة عندما أنشأت في عام 1945 قسما للفتوي, وهو ما أثار شيخ الأزهر حينها وجعله يطالب بحل الجماعة.
ومن حينها فالمعلن هو شد وجذب دائم بين الأزهر والجماعة ولا يسلم أي من الطرفين من لسان الآخر ونقده, وفي نفس الوقت يستمر الأزهر في تخريج الأخوان وتوليتهم المناصب, ومازلنا نذكر ميليشيات الأخوان في جامعة الأزهر وتنظيمهم للعرض العسكري في ديسمبر 2006, ونذكر أن القرضاوي وعبد البر والبلتاجي وغيرهم هم من خريجي الأزهر.
واللافت للنظر أن الأزهر لا زال يحتفظ برموز كبيرة منهم, أمثال محمد عمارة وهو عضو بارز فى هيئة كبار العلماء ومحل ثقة شيخ الأزهر والمقرب منه, وعباس شومان الذي كان يشغل منصب وكيل الأزهر, الرجل الثاني في المشيخة حتي شهر مضي وآخرين.
وللحديث بقية ….
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى